![]()  | 
	
		
 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الذِكر 
		
		
		خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الذِكر لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================= http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 الحمد لله ، وسعت رحمته كل شيء و عمَّت ، و توالت نعمه على عباده و تمت .  أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه وأستغفره ، لهجت بذكره النفوس المؤمنة فأطمأنت ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،  و أشهد أن سيدنا محمداً عبده و رسوله ، قام بواجب الذكر و الشكر ،  و جاهد في سبيل الدعوة حتى أرتفعت راية الملة و أستتمت .  صلى الله و بارك عليه و على آله و صحبه ، ما تعاقب الليل و النهار،  و أزدهرت النجوم و أستكنت ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمّا بعد :  فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ،  فلِلَّه درّ أقوامٍ أتَّقوا ، و تذكَّروا فأبصَروا ،  و بادَروا بالأعمالِ الصالحات و شمّروا و ما قصَّروا ،  الليلُ روح قلوبهم ، و الصّوم غذاءُ أبدانهم ، و الصِّدق عادَة ألسنتِهم ،  و الموت نصب أعيُنهم ، بادَروا في الحِذار ، و سابَقوا إلى الخيرات بأيدي البِدَار ،  صابِرون صادقون قانِتون و منفقون و مستغفِرون بالأسحار . أيها الناس : إن قلوب البشر كغيرها من الكائنات الحية ، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد  التي بها قوام الحياة و النماء ، و يتفق العقلاء جميعا ، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ،  و أنها تظمأ كما يظمأ الزرع ، و تجف كما يجف الضرع ؛  و لذا ، فهي تحتاج إلى تجلية و ري ، يزيلان عنها الأصداء و الظمأ ،  و المرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛ نفسه الأمارة بالسوء ،  تورده موارد الهلكة ، و كذا هواه و شيطانه ،  فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه و يؤمنه ، و يسكن مخاوفه ، و يطمئن قلبه . و إن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، و يحرز من الأعداء ،  ذكر الله و الإكثار منه لخالقها و معبودها ؛ فهو جلاء القلوب و دواؤها . عباد الله : العلاقة بين العبد و بين ربه  ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح ،  أو في المساء فحسب ، ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ،  يفعل ما يريد دون قيد أو شرط ؛ العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ،  و أن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر و النواهي ، و مبشراً الإنسان بضعفه البشري ،  و معينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه . لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ،  ليحيا ضميره ، و تزكوا نفسه ، و يطهر قلبه ، و يستمد منه العون و التوفيق ؛  و لأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل و السنة النبوية المطهرة ،  ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز و جل على كل حال ؛  فقال عز و جل :  (( يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلاً )) [ سورة الأحزاب:41-42 ] . و قال جلَّ من قائل سبحانه )) والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً ((  [ سورة الأحزاب:35 ] .  و قال جل شأنه :   ( )واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون (( [ سورة الأنفال :45 ] .  و قال تعالى :    ( )فاذكروني أذكركم (( [سورة البقرة:152].  و قال سبحانه :  ( )ولذكر الله أكبر (( [ سورة العنكبوت :45 ] . و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :  سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ))  متفق عليه . و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم  و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق ،  و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ؟  قالوا : و ذلك ما هو يا رسول الله ، قال : ذكر الله عز و جل ))  رواه أحمد . و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  ((من قال : سبحان الله و بحمده غرست له نخلة في الجنة ))  رواه الترمذي و حسنه الحاكم و صححه . عباد الله : ذكر الله تعالى ، منزلة من منازل هذه الدار ، يتزود منها الأتقياء ، و يتجرون فيها ،  و إليها دائما يترددون ، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا ،  و عمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا . بالذكر أيها المسلمون ، تُستدفع الآفات ، و تستكشف الكربات ،  و تهون به على المصاب الملمات ، زين الله به ألسنة الذاكرين ،  كما زين بالنور أبصار الناظرين . فاللسان الغافل ، كالعين العمياء ، و الأذن الصماء .  الذاكر الله ، لا تدنيه مشاعر الرغبة و الرهبة من غير الله ، و لا تقلقه أعداد القلة و الكثرة ،  و تستوي عنده الخلوة و الجلوة ، و لا تستخفه مآرب الحياة و دروبها . ذكر الله عز و جل ، باب مفتوح بين العبد و بين ربه ، ما لم يغلقه العبد بغفلته . قال الحسن البصري يرحمه الله :  تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، و في الذكر ، و قراءة القرآن ،  فإن وجدتم ، و إلا فأعلموا أن الباب مغلق . إن الذنوب كبائرها و صغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ،  إلا في حال الغفلة و النسيان لذكر الله عز و جل ؛ لأن ذكر الله تعالى ،  سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في الجحيم ،  أو غضب و سخط الرب العظيم ، و على الضد من ذلك ، التارك للذكر ، و الناسي له ،  فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مهلكة شاء . قال الحق سبحانه و تعالى :  (( ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين )) [ سورة الزخرف:36 ] .  (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى )) [ سورة طه :124 ] . كان رجل رديف النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : على دابة ،  فعثرت الدابة بهما ، فقال الرجل: تعس الشيطان ؛  فقال له النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  (( لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ،  و لكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب ))  رواه أحمد وأبو داود و هو صحيح . و حكى ابن القيم يرحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا :  إذا تمكن الذكر من القلب ، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ،  كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين ،  فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي . الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، و فكاك من أسر الهوى ،  و جسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، و ما أعده له من النعيم المقيم ،  بل هو سلاح من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ،  فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : في فتح القسطنطينية :  (( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ،  قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ،  ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ،  ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث ))  رواه مسلم في صحيحه . أيها الناس : ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال ، و أطهر ما تنطق به الشفتان ،  و أسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي ، و الناس بعامة قد يقلقون في حياتهم  أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ،  و هم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ، أو يدفعوها  إذا أوشكت ،  و مع ذلك فإن ذكر الله عز و جل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ،  وأنه على كل شيء قدير ، و أن شيئا لن يفلت من قهره و قوته ،  و أنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء ، حينها يشعر الذاكر بالسعادة  و بالطمأنينة يغمران قلبه و جوارحه  (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) [ سورة الرعد:28 ] . أيها المسلم : لا تخش غما ، و لا تشك هما ، و لا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله .  يقول جل و علا في الحديث القدسي :  (( أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،  و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))  رواه البخاري و مسلم . و اشتكى علي و فاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  ، ما تواجهه من الطحن و العمل المجهد ، فسألته خادما ،  فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  (( ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ،  فسبحا الله ثلاثا و ثلاثين ،  و احمداه ثلاثا و ثلاثين .  و كبراه أربعا و ثلاثين ؛  فتلك مائة على اللسان و ألف في الميزان )) . فقال علي بن أبى طالب ( رضي الله عنه ) : ما تركتها بعد ما سمعتها  من النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،  فقال رجل : و لا ليلة صفين ؟  قال : و لا ليلة صفين . عباد الله : لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة و يسرة ، مشاهد متكررة ،  من صرعى الغفلة و قلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى ،  أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه ،  فلم يجبروا عظما كسره الله ، و أزدادوا مرضا إلى مرضهم ،  أولا ينظر إلى المسحورين و المسحورات ،  و قد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين ، والدجاجلة الأفاكين ،  فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ، و اقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ،  فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم . أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان و مردة الشياطين يتوجعون ،  و يتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ،  و لا يهدأ لهم بال ، أرأيتم عباد الله ، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ،  أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟ !  أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، و الحروز الأمينة ،  التي تعتقهم من عبودية الغفلة و الأمراض الفتاكة ؟ ! !  أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا و للخروج منه ؟ !  أما علموا أن للنوم ذكرا و للاستيقاظ  منه ؟!  أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، و للمساء منه ؟ !  بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل و في دخول الخلاء  – أعزكم الله – و الخروج منه ؟  بل و في كل شيء ذكر لنا منه الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  أمراً ، علمه من علمه و جهله من جهله . و الواقع أيها الناس ، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين ،  لأنهم على عجزهم و ضعفهم ، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا ،  لا سباق لهم في ميدان ذكر الله ، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم ،  و هم من ذلك ، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى ،  فكانت النتيجة أن طرح الله البركة على من ذكروه ، فنجوا و أفلحوا ،  و رفع رضوانه و تأييده عمن اعتز بنفسه ، فتركه مكشوف السوءة ظاهر العورة . و في حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، و شاعت المعارف الذكية ، و مع ذلك كله ،  فإن اضطراب الأعصاب و أنتشار الكآبة داء عام . ما الأمر وما السبب في ذلك ؟  إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله و لا تركن إليه ،  بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟ ! ! ! إن الحضارة الحديثة ، و الحياة المادية الجافة ، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله ،  و الإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، و مهما علم فعلمه قاصر و حاجته إلى ربه  أشد من حاجته إلى الماء و الهواء ، و ذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء  ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) [ سورة الرعد :28 ] .  و لو تنبه المسلمون لهذا ، و التزموا الأوراد والأذكار ، لما تجرأ بعد ذلك ساحر ،  و لا احتار مسحور ، و لا قلبت بركة ، و لا تكدر صفو ، و لا تنغص هناء . عباد الله : هناك من الناس من يذكرون الله ، و لكنهم لا يفقهون معنى الذكر ،  فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، و قدره حق قدره ، و ذكر الله عز و جل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ،  ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ،  غير أن الناس مما ألفوا منه ، و ما جهلوا من معناه ،  لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، و إلا فهل فكر أحد في كلمة  التي هي رأس التكبير و عماده ،  و هي أول ما كلف به الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم  حين أمر بالإنذار  (( يـا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر )) [ سورة المدثر:1-3 ] . إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ،  لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا . إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق و ناهب ؛ لترتجف يده ، و يهتز كيانه .  و كذا تدوي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر و يرتدع ، و ينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ،  أن هناك إلها أقوى منه ، و أكبر من حيلته و إستخفافه و مكره ،  أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم و خديعتهم ،  فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا . فاتقوا الله أيها المسلمون ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ،  و اتق الله أيها المسلم الغافل ،  فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ،  فلا تيأس من وجوده بذكر الله عز و جل ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  (( يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله  ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )) [ سورة المنافقون:9 ] .   بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،  و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،  قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،  فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و أمتنانه ،  و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه ،  و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله الداعي إلى رضوانه ،  صلوات ربي و سلامه عليه و على آله وصحبه و إخوانه . أما بعد : فاتقوا الله معشر المسلمين ، و أعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل :  ما بال ذكر الله سبحانه ، مع خفته على اللسان و قلة التعب منه ، صار أنفع و أفضل ،  من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟ فالجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، و جعل لها أوقاتا محدودة ،  و لم يجعل لذكر الله مقدارا و لا وقتا ،و أمر بالإكثار منه بغير مقدار ،  لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛  لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :  (( خذوا جُنتكم .  قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟  قال : لا ، جنتكم من النار ،  قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله، و الله أكبر .  فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات و مقدمات و هن الباقيات الصالحات ))  رواه الحاكم و صححه . ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام ،  مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، و القلب خزانة الخواطر و الأسرار ،  (( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال  ولا تكن من الغافلين )) [سورة الأعراف:205]. أما الذكر باللسان ، و القلب لاهِ ، فهو قليل الجدوى ،  قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :  (( اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهّ ))  رواه الحاكم و الترمذي و حسنه .  هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم صاحبِ الحوض و الشّفاعة ، و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ، كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله عز و جل من قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ]  و قال صلى الله عليه و سلم :  (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد   و على زوجاته الطاهرات أمُهات المؤمنين و على آله الطيبين الطاهرين  و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 كما و نرفقها لكم فى ملف أعلاه لمن أراد الإحتفاظ بها و ننصحكم بالأحتفاظ بهذه الرسائل فى ملف خاص اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :- و أوصيكم بزيارته بأستمرار فبه الكثير من خير الله  و به تستمعون لقرأة القرآن الكريم  بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية  الأصيلة تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين   | 
| All times are GMT +3. The time now is 07:19 AM. | 
	Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.