![]()  | 
	
		
 الفتـاوى 17.08.1434 
		
		
		الأخت                    / الملكة نور                                         الأربعين النووية (الحديث العشرون : الحَياءُ                    مِنَ الإِيمَان) أهمية الحديث مفردات الحديث المعنى العام :  1- الحياء نوعان  2- ما                    يذم من الحياء  3-                    ثمرات الحياء  4- واجب الآباء و                    المربين ما يستفاد من الحديث عن أبي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بن عمرو الأَنْصَارِيّ                    البَدْرِيّ رضي اللهُ عنه قال : قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه و سلم                    : ( إِنَّ مما أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ                    النُّبُوةِ الأولى : إِذا لمْ تَسْتَحْي فاصْنَعْ ما شِئْتَ                    ) رواه البخاري أهمية الحديث : إذا كان معنى الحياء امتناع النفس عن فعل ما يعاب ، و                    انقباضها من  فعل شيء أو تركه مخافة ما يعقبه من ذم ، فإن الدعوة                    إلى التخلق  به و ملازمته إنما هي دعوة إلى الامتناع عن كل معصية                    و شر ،  و إلى جانب ذلك فإن الحياء خصلة من خصال الخير التي                    يحرص  عليها الناس ، و يرون أن في التجرد عنها نقصاً وعيباً                    ،  كما أنه من كمال - الإيمان و  تمامه  . مفردات الحديث : من كلام النبوة   مما اتفق عليه الأنبياء ، و مما ندب إليه الأنبياء                    . فاصنع ما شئت   صيغة الأمر هنا                    :  إما أن                    تكون على معنى التهديد و الوعيد ،                     و المعنى :  إذا                    نُزِعَ منك الحياء فافعل ما شئت فإنك مجازى عليه .                     و إما أن تكون على معنى الإباحة ،                     و المعنى :  إذا أردت فعل شيء و كان مما لا تستحي من فعله أمام                    الله و الناس  فافعله . المعنى العام : فاصنع ما شئت أمرٌ بمعنى التهديد والوعيد ، فكأنه صلى الله عليه و                    سلم يقول :  إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت ، فإن الله                    سيجازيك أشد  الجزاء ، و قد ورد مثل هذا الأمر في القرآن الكريم                    خطاباً للكفار  { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ }                     [ فصلت : 40 ]  الحياء نوعان : أحدهما الحياء الفطري  : و هو ما كان خَلْقاً غير مكتسب ، يرفع من يتصف به إلى                    أَجَلِّ  الأخلاق ، التي يمنحها الله لعبد من عباده و يفطره                    عليها ،  و المفطور على الحياء يكف عن ارتكاب المعاصي و                    القبائح و دنيء  الأخلاق ، و لذا كان الحياء مصدر خير و شعبة من شعب                    الإيمان ،  قال صلى الله عليه و سلم :   ( الحياء شعبة من شعب الإيمان ) و ثانيهما الحياء المكتسب                    : و هو ما كان مكتسباً من معرفة الله و معرفة عظمته و                    قربه من  عباده ، و اطلاعه عليهم ، و علمه سبحانه بخائنة                    الأعين و ما تخفي  الصدور ، و المسلم الذي يسعى في كسب و تحصيل هذا                    الحياء إنما  يحقق في نفسه أعلى خصال الإيمان وأعلى درجات الإحسان                    . و إذا خلت نفس الإنسان من الحياء المكتسب ، و خلا                    قلبه من الحياء  الفطري ، لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح                    والدنيء من الأفعال   و أصبح                    كمن لا إيمان له من شياطين الإنس و الجن                    . ما يذم من الحياء : عندما يكون الحياء امتناع النفس عن القبائح و النقائص                    فإنه خُلُقٌ  يُمدح في الإنسان ، لأنه يكمل الإيمان و لا يأتي إلا                    بخير ، أما عندما  يصبح الحياء زائداً عن حده المعقول فيصل بصاحبه إلى                    الاضطراب  و التحير ، و تنقبض نفسه عن فعل الشيء الذي لا ينبغي                    الاستحياء  منه ، فإنه خلق يذم في الإنسان ، لأنه حياء في غير                    موضعه ،  و خجل يحول دون تعلم العلم و تحصيل الرزق ،                     و قد قيل :  حياء الرجل في غير موضعه ضعف .                     فإن الحياء الممدوح الذي يحث على فعل الجميل و ترك                    القبيح ،  فأما                    الضعف و العجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله                     أو حقوق عباده فليس هو من الحياء ، فإنما هو ضعف و                    خَوَر . تتزين المرأة المسلمة بالحياء ، و تشارك الرجل في                    إعمار الأرض  و تربية الأجيال بطهارة الفطرة الأنثوية السليمة ،                    فالفتاة القويمة  تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم ، و                    لكنها لطهارتها  واستقامتها لا تضطرب ، الاضطرابَ الذي يطمع و يغري و                    يهيج ،  إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب و لا تزيد                    . أما المرأة التي توصف في زماننا بالاسترجال والسفور                    والتبرج  والاختلاط بالرجال الأجانب من غير ضرورة شرعية ، فهذه                    لم تَتَرَبَّ  في مدرسة القرآن و الإسلام ، و استبدلت بالحياء و                    طاعة الله تعالى                       وقاحة و معصية و فجوراً . ثمرات الحياء : من ثمرات الحياء العفة .  فمن                    اتصف بالحياء حتى غلب على جميع أفعاله ، كان عفيفاً بالطبع                     لا بالاختيار  . واجب الآباء و المربين : إن واجب الآباء والمربين في المجتمع المسلم أن يعملوا                    جاهدين  على إحياء خلق الحياء ، و أن يسلكوا في سبيل ذلك                    الطرق التربوية  المدروسة ، و التي تشمل مراقبة السلوك و الأعمال                    الصادرة من  الأطفال وتقويم ما يتناقض مع فضيلة الحياء ، و اختيار                    الرفاق  الصالحين و إبعاد رفاق                    السوء ، و التوجيه إلى اختيار الأطفال   للكتب المفيدة ، وإبعادهم عن مفاسد الأفلام                    والمسرحيات الهزلية ،  و                    الكلمات السوقية . ما يستفاد من الحديث : يرشدنا إلى أن الحياء خير كله ، ومن كثر حياؤه كثر                    خيره ،  و من قل حياؤه قل خيره . لا حياء في تعليم أحكام                    الدين ،  و لا حياء في طلب الحق .  | 
| All times are GMT +3. The time now is 06:00 PM. | 
	Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.