بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4745 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=66995)

حور العين 01-20-2020 02:31 PM

درس اليوم 4745
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الرحمن الرحيم (03)

معنى الاسمَينِ في حقِّ اللهِ تعالى:

الاسمانِ كما قلنا مُشتقَّانِ مِنَ الرَّحمةِ و (الرَّحمنُ) أشدُّ مُبالغةً من (الرَّحيمِ)،
ولكِنْ ما الفرقُ بينهما؟ هناك قولانِ في الفرقِ بين هذينِ الاسمينِ:

الأولُ: إِنَّ اسمَ (الرَّحمنِ): هو ذو الرَّحمةِ الشاملةِ لجميعِ الخلائقِ
في الدُّنيا وللمؤمنينَ في الآخرةِ.

و(الرَّحيمُ): هو ذو الرحمةِ للمؤمنين يومَ القيامةِ، واستدلوا بقولِه تعالى:
{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ } [الفرقان: 59].

وقوله: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5]،
فذكَرَ الاستواءَ باسمِهِ (الرَّحمنِ) ليعُمَّ جميعَ خلقِهِ برحمتِهِ.

وقال: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب: 43]،
فخصَّ المؤمنين باسمه (الرَّحيم)[7].

ولكِنْ يَشْكُلُ عليه قولُه تعالى: { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[البقرة: 143].

القولُ الثاني: هو أَنَّ (الرَّحمَن) دالٌّ على صفةٍ ذاتيةٍ
و (الرَّحيمَ) دالٌّ على صفةٍ فعليةٍ.

قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "إِنَّ (الرَّحمَن) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ به سُبْحَانَهُ،
و (الرَّحيمَ) دالٌّ على تعلُّقِها بالمَرْحُومِ، فكان الأولُ للوصفِ والثاني للفعلِ.

فالأولُّ دَالٌّ على أَنَّ الرَّحمَةَ صِفَتُه، والثاني دَالٌّ على أَنَّه يرحَمُ خَلْقَهُ برحمَتِهِ.
وإِذا أَردْتَ فَهْمَ هذا فتأمَّلْ قولَهُ: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب: 43]،
{ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 117]،

ولم يَجِئْ قَطُّ "رحمنُ بهم" فعُلِمَ أَنَّ (رحمنَ) هو المَوصُوفُ بالرحمةِ
و(رحيم) هو الرَّاحِمُ برحمتِه.
وهذه نُكتةٌ لا تكادُ تجدُها في كتابٍ وإِن تنفسْتَ عندها
مرآةَ قَلبِك لم يَنْجَلِ لك صورتُها" اهـ.

و(الرَّحمنُ) من الأسماءِ التي مَنَعَ اللهُ من التسميةِ بها كما قال:
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }
[الإسراء: 110]، فعادلَ به الاسمَ الذي لا يشركهُ فيه غيرُه وهو (الله).

وقال ابنُ أبي حاتمٍ: "حدَّثنا أبو سعيدٍ يحيى بنُ سعيد القطّانُ، حدثنا زيدُ
بنُ الحُبابِ، حدثني أبو الأشهبِ، عن الحسن قال: (الرَّحمنُ) اسمٌ لا يستطيعُ
الناسُ أن ينتحِلوه، تَسمَّى به تبارك وتعالى"؛ ولذا فلا يجوزُ
أَنْ يُصْرَفَ للخلقِ.

وأما (الرَّحيمُ) فإِنَّه تعالى وَصَفَ به نبيَّه صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قال:
{ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128]،
فيقالُ: رَجُلٌ رحيمٌ، ولا يقال: رَحْمَنُ.

قال ابنُ كثيرٍ: "والحاصِلُ أَنَّ مِنْ أسمائِهِ تعالى ما يُسمَّى به غيرُه، ومنها ما
لا يُسمَّى به غيرُه، كاسمِ اللهِ والرَّحمنِ والخالقِ والرازقِ ونحو ذلك؛ فلهذا بدأ
باسمِ اللهِ ووصفَهُ بالرَّحمنِ لأنه أخصُّ وأعرفُ من الرحيمِ؛ لأَنَّ التسميةَ
أولًا تكونُ بأشرفِ الأسماءِ؛ فلهذا ابتدأَ بالأخصِّ فالأخص" اهـ.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 04:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.