اقترب و كن من تكن يا صاح فلتقترب

ان كنت مؤمناً و ان كنت كافراً وان كنت بلا هوية تصفنى فلتقترب

هنا فقط ننسى من نكون ننسى ان نتخاصم على ما يزول

نرمى كل اوجاعنا ونقترب من بعضنا فنسموا اكثر

نحن لا نزرع فى هذه الأرض الطيبة إلا بزور المحبة

فنحن لا نرويها الا بالصدق ، بالتسامح ، بالجمال لينبت الخير فينا

تعالى يا صاح اقترب منى لما الفرقة على هذا الدرب ..

امشى دوما بجانبى ما دمت انا انت فى قلب الكون و انت انا ..

فلما الأنت و الأنا يتفرقون ..

ذات يوم تحت التراب تجمعنا الرحمة

حينها حينها فقط ينبت ذلك العشب منى و منك يا اخى ..

فى هذه الأرض ارضنا ..

تلك السماء التى تحتضن اعداداً لا تحصى من النجوم ..

رغم كبرها و عظمتها تدور حول قدرة الله ..

ايتها الروح طوفى فى هذا السماء الواسع ..

تنعمى ايتها الروح بحب الله القدير و جلاله

الذى خلق هذا الكون الفسيح و خلقنا من لا شئ ..

جسدك الفانى لا ينفعك فى الميدان ..

حين تجتمع النفوس الظامئة فى ساحة الله ..

لن ينفعك هذا الجسد الهزيل ..

كتلة اللحم و العظام هذه لن ترافقك حتى النهاية ..

انعتقى و ارتقى منها ايتها الروح ..

من يستسلم لخفقان قلبه يتناهى فى روح الدنيا ..

كل نفس تواقه للجمال و الخير فى هذه الحياة ..

تصبح الروح كالفراشة .. تقترب من نور الشمعة

اجسادنا خلقت من تراب و ماء و كل ما فينا يحن لأصله ، يحن لذاته ..

كل جسد يحب العودة الى التراب ..

و كل قلب يتوق الى الاحتراق حباً

فنحن مجبورين من التناغم مأسورين بالصفاء ..

ايتها الروح انعتقى من الأنا و الأنانية ..

كى تشعرى بوجود الله .. كى تدورى فى فلكه ..

أيها الانسان الفانى كم انت ضعيف امام خالقك ..

كم انت بعيد عن خلاصك فى دنياك ..

ان اردت الخلاص و اردت النور ..

فمالك الا ان تسلم آناك للفناء ..

عندها سترى كم هو صادق ذلك الاحتراق بلهب اليقين