خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان :مسؤوليَّةُ المُسلم في الحياة ،
خُطَبّ الحرمين الشريفين خطبتى الجمعة من المسجد الحرام مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642 ألقى فضيلة الخطيب: الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: مسؤوليَّةُ المُسلم في الحياة ، والتي تحدَّث فيها عن المسؤوليَّة التي ينبغي أن يُراعِيها المُسلمُ في حياتِه ويهتمَّ بها، وهي أن يحمِلَ همَّ الآخرة وهمَّ المُسلمين في قلبِه، وألا يُلقِي بتَبِعَةِ ما يحصُلُ على إخوانِه كِبارًا وصِغارًا، مسؤولِين أو عُلماء أو غيرِهم؛ فلكلِّ مسؤوليَّته. الخطبة الأولى الحمدُ لله، الحمدُ لله القائِم على كل نفسٍ بما كسَبَت، المُطَّلِع على كل جارِحةٍ وما اجترَحَت، سبحانه وبحمدِه لا يخفَى عليه مِثقالُ ذرَّةٍ لا في الأرض ولا في السماء تحرَّكَت أو سكَنَت، وأشكُرُه - سبحانه – على أنعُمه وآلائِه ما توالَت وكثُرَت، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شهادةً هي الذُّخرُ ليومٍ تجِدُ فيه كلُّ نفسٍ ما عمِلَت، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه دعَا إلى الملَّة الحنيفيَّة سِرًّا وجَهرًا حتى ظهَرَت وعزَّت وانتشَرت، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه بهم علَت رايةُ الدين وارتفَعَت، والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما تعاقَبَت الأيام والليالي واتصَلَت. أما بعدُ: فأُوصِيكم - أيها الناس - ونفسِي بتقوَى الله، فاتَّقُوا الله - رحِمَكم الله -، واجتنِبُوا صُحبةَ مَن إذا ائتُمِن خدَع، وإذا اطَّلَع على السرِّ فضَح، وإذا استغنَى ترَك. الناسُ لا تُوزَنُ بأموالِها ومناصِبِها، وإنما تُوزَنُ بطِيبِ قُلوبِها، وحُسن منطِقِها، وجميلِ صنائِعِها، وغضِّ الطَّرفِ عن نقائِصِها، وفضلُ الإنسان بما يمنَح لا بما يملِك. يا أهل الإسلام: تراحَمُوا ولا تختلِفُوا، وترفَّقُوا ولا تَجفُوا، مَن حفِظَه الله مِن الفتَن ان أطيَبَ نفسًا، وأشرَحَ صدرًا، وأخَفَّ ظَهرًا، { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]. أيها المُسلمون: مسؤوليَّةُ المُسلم في هذه الحياة هي العملُ والجِدُّ، فمهما رأَى في الزمن مِن قسوةٍ، ومهما عانَى في الظروفِ مِن شدَّة، فالحقُّ منصُور، والمُؤمنون هم الأعلَون، { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 139]. فلا ينبَغي للعبدِ أن يُعطِيَ الأحداثَ والمُتغيِّرات أكثرَ مما تستحِقُّ، كما لا ينبغي له أن يجعلَها عائقًا ولا صادًّا، والمُوفَّقُ هو مَن يرَى في كل عقَبَةٍ فُرصةً للإقدام، وفي كل مُعوِّقٍ مُنطلَقًا للجِدِّ والتجديدِ. الجنَّةُ - أيها المُؤمن - بين شُكر سُليمان وصبرِ أيوب - عليهما السلام -، وقد قال الله - عزَّ وجل - في هذَين النبيَّين الكريمَين كلَيهما: { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص: 30]. لا تنظُر مكانَك عند الخلقِ، بل انظُر أين مقامك عند الخالِق .. لا تحمِل همَّ الدنيا؛ فلله الآخرةُ والأولى .. ولا تحمِل همَّ الرزقِ؛ فهو عند الله .. ولا تحمِل همَّ المُستقبَل؛ فهو بيَدِ الله. خُذ بالأسبابِ، واستَقِم كما أُمِرتَ لا كما رغِبتَ. لن يُقاسِمَك الوجَعَ صدِيق، ولن يتحمَّل عنك الألَمَ حبيبٌ أو طبيبٌ، اعتَنِ بنفسِك، وقُم بمسؤوليَّتك، ورِزقُك لا يأخُذَه غيرُك واطمئِن، وعملُك لا يقومُ به غيرُك فاجتَهِد، لا أحدَ يضَع نفسَه مكانَك، فأنت المسؤولُ عن أمرِك وشأنِك، واعلَم أنَّه لن يكون للمُؤثِّرات في الخارِج أيُّ تأثيرٍ إلا إذا كان في الداخِل قابِليَّة، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]. معاشِر الأحِبَّة: أما ميدانُ العمل وطريقُ الجنَّة فطويلٌ واسِع، وعريضٌ مُيسَّر لا يُحدُّ ولا يُحصَر، فاعمَلُوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِق له، المساجِدُ مُؤسَّسات، والمُؤسَّسات مساجِد، والبيوتُ محاضِن، والآباءُ والأمهاتُ والمُعلِّمُون وأهلُ الفضل والمُرشِدُون كلُّ هؤلاء رموزٌ وقُدوات. والعامِلُ المُصلِحُ لا ينُوبُ عن الأمة، ولكنَّه يتقدَّمُها، والأعمالُ الصالحةُ لا ينتهي عدُّها، ولا يُحصَى فضلُها، ولا يُدرَكُ أثَرُها، بالوضوءِ تتحادَرُ الخطايا، وتتضاعَفُ الحسنات، وبالخُطا إلى المساجِد تُمحَى السيئات، وتُرفَع الدرجات، و( بشِّر المشَّائِين بالظُّلَم إلى المساجِد بالنُّور التامِّ يوم القِيامة )، ( وانتِظارُ الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكُم الرِّباط ). اقرَأ وتدبَّر مِن الآيات ما تيسَّر، اجعَل لك مِن أحاديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وِردًا ونصيبًا، لازِم حِلَقَ العلم، أعطِ محرُومًا، أغِث ملهُوفًا، برَّ والدًا، صِل رحِمًا، صاحِب تقيًّا، سدِّد أخًا، زُر مريضًا، أدخِل سُرورًا، استُر عيبًا، انصُر مظلُومًا، قدِّم نُصحًا، أرشِد ضالًّا، اسقِ ماءً، أمِط عن الطريقِ الأذَى، تضرَّع إلى الله بالدُّعاء، الهَج بالأذكارِ آناءَ اللَّيل وأطرافَ النَّهار، وفي الأسحار. ( كلِمتان خفيفَتان على اللِّسان، ثقيلَتان في المِيزان، حبيبَتان إلى الرحمن: سُبحان الله وبحمدِه، سُبحان الله العظيم ). أحيِي الحقَّ بفعلِه وذِكرِه، وأمِط الباطِلَ بالنَّهي عنه وتَركِه، اجتَنِبِ الجدَل، اجعَل ما يخرُج مِنك شاهِدًا لك لا شاهِدًا عليك، كُن مِفتاحًا للخير، مِغلاقًا للشرِّ. واعلَم أنَّ أولَ المُعوِّقات، وأشدَّ المُثبِّطات ما ينبُعُ مِن النَّفس، وقد قال – عزَّ شأنُه -: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } [آل عمران: 165]. معاشِر الأحِبَّة: ما يراه المُسلمُ عسيرًا فهو عند الله يسير، وما يراهُ كبيرًا فهو عند الله صغير، وما يراه شديدًا فهو عند الله هيِّن، فما على العبدِ إلا قَرعُ البابِ، فهو - سبحانه - يجبُرُ برحمتِه وحِكمتِه الكَسِير، ويُقوِّي بعزَّته الضعيف. وعند الله ما خابَ رجاء، وما مِن شدَّةٍ إلا ويعقُبُها رخاء، والمَولَى إذا فتَحَ أبوابَه فهو جَزيلُ العطاء، والمُؤمنُ لا ينقطِعُ رجاؤُه ولو تكاثَرَت مظاهرُ اليأس؛ ليقينِه في حكمةِ الله وإن لم تُدرِكها العقولُ. بل لقد قال بعضُ السلَف: لولا مصائِبُ الدنيا لورَدنا الآخرةَ مفالِيس معاشِر المُسلمين: وإذا كان الأمرُ كذلك، فلمزيدٍ مِن النَّظر والتأمًّل، تأمَّلوا فيمَن يرَى نفسَه أنَّه يحمِلُ همومَ أمَّته، وهو لا يتحدَّثُ إلا عن مسؤوليَّات الآخرين الكِبار مِنهم والصِّغار، ومِن ثَمَّ تراه يُحمِّلُهم أسبابَ ما يراهُ هو مِن قُصورٍ وأخطاء، وهو في هذه الغَمرة الغامِرة، والنَّظرة القاصِرة يغفَلُ عن حقيقةٍ كُبرى، ومسؤوليَّةٍ شرعيَّةٍ كُبرى، يغفَلُ عن مسؤوليَّاته وواجِباته وقُدراته وإمكاناتِه ووسائله وأدواتِه، يغفَلُ كلَّ الغفلَة فلا يُدرِكُ أنَّ تفريطَ الآخرين أو تقصيرَهم لا يُعفِيه أو يعذُرُه عن القيامِ بمسؤوليَّات، وأداء واجِباتِه. بل إنَّه مِن شدَّة غفلَته وغِلَظ حِجابِه ينشغِلُ بما لا يجِبُ عليه وما ليس بمسؤوليَّاته، ويُفرِّطُ في مسؤوليَّاته، ويُقصِّرُ في واجِباتِه، ( كلُّكُم راعٍ وكلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّته )، وكلُّكُم على ثغرٍ. ثم انظُر وتأمَّل كيف تزدادُ عنده الغفلَة، ويشتدُّ التقصيرُ لينشغِلَ هذا المُبتلَى بالنِّزاعات والخِلافات والمُجادلات، فهو بهذا ضائِعٌ مُضيِّع. يا عبدَ الله! أنت مسؤولٌ عن تحرِّي الحقِّ، والسؤالِ عنه مِن الثِّقات الأثبات، واعلَم أنَّ انتِشارَ الشيءِ وشيُوعَه وكثرةَ أخذِ الناسِ به ليس مُسوِّغًا لأن ترتكِبَه وتُجارِيَ الناسَ فيه، أو تتهاوَنَ في طلبِ الحقِّ وتحرِّيه. لا تتساهَل في مُتابعَة أدواتِ التواصُل والمواقِع وما تنضَحُ به مِن مُثبِّطات، وتيئيسات، وشُكُوك، وشُبُهات، ومُشغِلات، عليك بحفظِ الوقت، وأخذ النافِع، ولُزُوم العمل الصالِح. الخُصُومات والمُجادلات التي تمتلِئُ بها الساحات لا ينبغي للمُسلم أن يجرِيَ وراءَها، أو يجعلَها سُلَّمًا لينالَ مِن أعراضِ العُلماء والمسؤولين وحقوقِهم، وإلقاءِ التَّبِعَة عليهم وحدَهم؛ فكلُّ امرِئٍ عليه مسؤوليَّتُه، غلُوُّ بعض الناس، أو تساهُلُهم، أو تفريطُهم لا يُسوِّغُ النَّيلَ مِن الدين وأحكامِه وأهلِه، وطريقُ الوسَط معرُوفٌ ظاهرٌ لمَن صلحَت نيَّتُه، وحسُنَ قصدُه، وصلَحَ عملُه، وصحَّ على الله توكُّلُه. وبعدُ .. عباد الله: حصانةُ الثبات: الإيمان والصبرُ والتوكُّل، وإنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَم البلاء، وما أجمَلَ ما أوصَى به الحبيبُ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - عمَّه العباسَ بن عبد المُطلب - رضي الله عنه -، حين قال له: ( يا عمِّ! سَل اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرة ). ومَن عمِلَ خيرًا فليشكُر؛ ليحصُل على المزيد، ومَن عمِلَ سُوءًا فليستغفِر وليتُب؛ فالتوبةُ تجُبُّ ما قبلَها. أعوذُ بالله مِن الشيطان الرجيم: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة: 214]. نفَعَني اللهُ وإياكم بالقرآن العظيم، وبهَديِ مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأقولُ قَولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المُسلمين مِن كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوه، إنَّه هو الغفورُ الرحيم. الخطبة الثانية الحمدُ لله، الحمدُ لله الصادِقِ وعدُه، الواجِبِ شُكرُه، وأشهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةً هي مِيثاقُه وحَبلُه، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا رسولُ الله وعبدُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وصحبِه، ومَن سارَ على نهجِه؛ فالطريقُ طريقُه، والهَديُ هَديُه. أما بعد .. أيها المُسلمون: إنَّ ما يُلاقِيه المرءُ مِن شدائِد وبأساء ومُعاناة، فإنَّها تُنسَى كلُّها؛ فقد جاء في الحديث: ( يُؤتَى بأشدِّ الناسِ بُؤسًا في الدنيا مِن أهلِ الجنَّة، فيُصبَغَ صبغةً في الجنة، فيُقال له: يا ابنَ آدم! هل رأيتَ بُؤسًا قطُّ؟ هل مرَّ بك شدَّةٌ قطُّ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، ما مرَّ بي بُؤسٌ قطُّ، ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ ). وما يُرَى مِن تسلُّط الأعداء على هذا الدين في بعضِ البُلدان، وحِرصِهم على نشر باطِلِهم وظُهورِه، فيظنُّون أنَّهم مُنتصِرُون؛ إنَّما ذلك كلّه ليَبتلِيَ اللهُ أهلَ الإيمان، وحينَها يعلَمُ أهلُ الإيمان أنَّهم على الجادَّة ثابِتُون، وعلى طريقِ الجنَّة المحفُوفِ بالمكارِهِ سائِرُون، { إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [آل عمران: 140، 141]. ألا فاتَّقُوا اللهَ - رحِمَكم الله -، ثم صلُّوا وسلِّمُوا على الرحمةِ المُهداة، والنِّعمةِ المُسداة: نبيِّكُم مُحمدٍ رسولِ الله؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم في مُحكَم تنزيله، فقال - عزَّ قائلًا عليمًا - في مُحكَم تنزيلِه قولًا كريمًا: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك: نبيِّنا مُحمدٍ الحبيبِ المُصطفى، والنبيِّ المُجتبَى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجِه أمهاتِ المُؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعةِ الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابةِ أجمعين، والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وإحسانِك ومنِّك يا أكرَمَ الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمُشركين، واخذُل الطُّغاةَ، والملاحِدَة، وسائرَ أعداءِ المِلَّة والدين. اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمُورِنا، واجعَل اللهم ولايتَنَا فيمَن خافَك واتَّقاك واتَّبَع رِضاكَ يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامَنا وولِيَّ أمرِنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقِك، وأعِزَّه بطاعتِك، وأَعلِ به كلمَتَك، واجعَله نُصرةً للإسلامِ والمسلمين، اللهم وفِّقه ووليَّ عهدِه وإخوانَه وأعوانَه لِما تُحبُّ وترضَى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوَى. اللهم وفِّق وُلاةَ أمورِ المُسلمين للعَملِ بكتابِك، وبسُنَّةِ نبيِّك مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، واجعَلهم رحمةً لعبادِك المؤمنين، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ والهُدَى والسنَّة يا ربَّ العالمين. اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم واحقِن دماءَهم، واجمَع على الحقِّ والهُدى والسنَّة كلِمتَهم، وولِّ عليهم خيارَهم، واكفِهم أشرارَهم، وابسُط الأمنَ والعدلَ والرَخاءَ في ديارِهم، وأعِذهم مِن الشُّرور والفتَن ما ظهَرَ مِنها وما بطَن. اللهم مَن أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمَّتنا وأمنَنا ووُلاةَ أمرِنا وعُلماءَنا وأهلَ الفضل والصلاحِ والاحتِسابِ منَّا ورِجالَ أمنِنا وقوَّاتنا ووحدتَنا واجتِماعَ كلمتِنا بسُوءٍ، اللهم فأشغِله بنفسِه، اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيز. اللهم انصُر جنودَنا المُرابِطين على حُدودنا، اللهم سدِّد رأيَهم، وصوِّب رميَهم، واشدُد أزرَهم، وقوِّ عزائِمَهم، وثبِّت أقدامَهم، واربِط على قلوبِهم، وانصُرهم على مَن بغَى عليهم، اللهم أيِّدهم بتأيِيدِك، وانصُرهم بنَصرِك، اللهم ارحَم شُهداءَهم، واشفِ جرحاهم، واحفَظهم في أهلِهم وذرِّيَّاتهم إنَّك سميعُ الدُّعاء. |
All times are GMT +3. The time now is 02:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.