55 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( العفــــو )
55 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( العفــــو ) الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله القويِّ الحليم ، { يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } [الشورى:25] . أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، لا يسأل عما يفعل و هم يسألون ، و أشهَد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له ، يُطاع فيشكُر ، و يُعصَى فيغفِر ، { لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص:70] ، و أشهد أنَّ سيدنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسولُه و صفيّه و خليله ، تركنا على المحجَّة البيضاء ، ليلُها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالِك ، فصلوات الله و سلامه عليه ، وعلى آلهِ الطيِّبين الطاهرين ، و على أصحابهِ و التابعين ، و من تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . أمّـــا بعـــد : فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، و خيرَ الهدَى هديُ سيدنا محمّد صلى الله عليه و سلم ، و شرَّ الأمور محدثاتها ، و كلَّ محدثة بدعة ، و كلَّ بدعة ضلالة . ألا فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و أعلموا أنَّما هذه الحياة الدنيا متاع ، و أنَّ الآخرة هي دار القرار ، { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة:100] . أيّها الناس ، سلامة صدرِ المرء من البغضاء و خُلوّ نفسِه من نزعةِ الانتصار للنَّفس و التشَفِّي لحظوظِها لهي سِمَة المؤمن الصالح الهيّن اللَّيِّن الذي لا غلَّ فيه و لا حسَد ، يؤثر حقَّ الآخرين على حقِّه ، و يعلم أنَّ الحياةَ دارُ ممرٍّ و ليسَت دار مَقرٍّ ؛ إذ ما حاجةُ الدنيا في مفهومه إن لم تكُن موصِلَةً إلى الآخرة ؛ بل ما قيمةُ عيشِ المرء على هذه الأرض و هو يَكنِزُ في قلبه حبَّ الذات و الغِلظة و الفَظاظَة و يُفرِزُ بين الحين و الآخر ما يؤكِّد من خلالِه قَسوَةَ قلبِه و ضيق صدره ؟! ما أكثَرَ الذين يبحَثون عن مصادرِ العزِّة و سبُلها و التنقيب عنها يمنةً و يَسرةً مهما بلَغ الجَهدُ في تحصيلها ، مع كثرَتِها و تنوُّع ضُروبها ، غيرَ أنَّ ثمَّةَ مصدرًا عظيمًا من مصادرِ العزَّة يغفل عنه جلُّ النّاس مع سهولَتِه و قلَّة المؤونةِ في تحصيله دون إجلابٍ عليه بخيلٍ و لا رَجلٍ ؛ إنما مفتاحُه شيءٌ من قوَّةِ الإرادة و ذمِّ النفسِ عن استِتمامِ حظوظها و أستيفاءِ كلِّ حقوقِها ، يتمثَّل هذا المفتاحُ في تصفِيَة القلب من شواغلِ حظوظ الذّات و حبِّ الأخذ دون الإعطاءِ . هذه العزّةُ برمَّتها يمكِن تحصيلُها في ولوجِ المرء بابَ العفو و الصَّفح و التسامح و المغفرة ، فطِيبُ النفس و حسنُ الظنّ بالآخرين و قَبول الاعتذار و إقالةُ العثرة و كَظم الغيظ و العفوُ عن الناس كلُّ ذلك يعَدّ من أهمِّ ما حضَّ عليه الإسلام في تعامُل المسلمين مع بعضِهم البعض . و مَن كانت هذه صفَته فهو خليقٌ بأن يكونَ من أهل العزَّة و الرفعة ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال : (( ما نقَصَت صدقةٌ من مالٍ ، و ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلاَّ عِزًّا ، و ما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعَه )) رواه مسلم ، و في لفظٍ لأحمد : (( ما مِن عبدٍ ظُلِمَ بمظلمةٍ فيُغضِي عنها لله إلاَّ أعزَّه الله تعالى بها ونصَره )) . فهذِه هي العِزَّة يا باغيَ العزة ، و هذه هي الرِّفعة يا من تنشُدُها . إنها رِفعة و عِزّة في الدنيا و الآخرة ، كيف لا و قد وعد الله المتَّصفِين بها بقولِه : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } [آل عمران:133، 134] ؟! و الكاظِمونَ الغيظَ ـ عباد الله ـ هم الذين لا يُعْمِلون غضَبَهم في الناس ، بل يكفّون عنهم شرَّهم ، و يحتسِبون ذلك عند الله عز و جل ، أمّا العافون عن الناس فهم الذين يعفونَ عمَّن ظلمَهم في أنفسهم ، فلا يبقَى في أنفِسهم موجِدَة على أحدٍ . و من كانت هذه سجيَّته فليبشِر بمحبَّةِ الله له حيث بلَغَ مقامًا من مقاماتِ الإحسان ، { وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } [آل عمران:134] . و إذا أحسن العبد أحبَّه الله ، و من أحبَّه الله غفَر له و رحمة ، { إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ } [الأعراف:56] . العفو ـ عبادَ الله ـ شِعار الصالحين الأنقِيَاء ذوِي الحِلم و الأناة و النّفس الرضيّة ؛ لأنَّ التنازلَ عن الحقِّ نوعُ إيثارٍ للآجلِ على العاجل و بسطٍ لخُلُقٍ نقيٍّ تقيٍّ ينفُذ بقوّةٍ إلى شِغاف قلوب الآخرين ، فلا يملِكون أمامه إلا إبداءَ نظرةِ إجلالٍ و إكبار لمن هذه صفتُه و هذا ديدَنُه . إنَّ العفو عن الآخرين ليس بالأمرِ الهيِّن ؛ إذ له في النّفسِ ثِقلٌ لا يتِمّ التغلُّب عليه إلاّ بمصارعةِ حبِّ الانتصار و الانتقامِ للنفس ، و لا يكون ذلك إلا للأقوياءِ الذين استعصَوا على حظوظ النّفس و رغباتها و إن كانت حقًّا لهم يجوزُ لهم إمضاؤُه لقوله تعالى : { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } [الشورى:41] ، غيرَ أنَّ التنازل عن الحقّ و ملكةَ النفس عن إنفاذِه لهو دليلٌ على تجاوزِ المألوفِ و خَرق العادات . و مِن هنا يأتي التميُّز عن العُموم ، و هذا هو الشَّديد الممدوحُ الذي يملِك نفسه عند الغضب كما في الصحيحَين و غيرهما عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و قد أخرج الإمام أحمَد في مسنده قولَ النبيِّ صلى الله عليه و سلم : (( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء )) . أيّها المسلمون ، إنَّ شريعتَنا الغرّاء يوم حضَّت المسلمِين على التخلُّق بخلقِ العفو و التجاوُز لم تقصِر ذلك في نطاقٍ ضيق أو دائرة مغلَقَة ، بل جعلتِ الأمرَ فيه موسَّعًا ليشمَلَ جوانبَ كثيرةً من شؤونِ التّعامُل العَامّ و الخاصّ ، فلقد جاء الحضُّ من الشارع الحكيم للقيادة الكُبرى و أهلِ الولاية العظمى بذلك ؛ لأنَّ تمثُّل القيادَةِ بسيما العفوِ و التسامُح أمارةٌ من أمارات القائدِ الناجحِ كما أمرَ الله نبيَّه صلى الله عليه و سلم في قولِه : { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ } [الأعراف:199] ، و كما في قوله تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [آل عمران:195] . بل إنَّ الحضَّ على العفوِ قد تعدَّى إلى ما يخصّ تبايُع الناس و شراءَهم و مدايناتهم ، فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( من أقال مسلمًا بيعتَه أقال الله عثرتَه )) رواه أبو داود و ابن ماجه ، و قال صلوات ربى و سلامه عليه و على آله و صحبه : (( كان تاجرٌ يدايِن الناس ، فإذا رأَى معسِرًا قال لفتيانه : تجاوَزوا عنه لعلَّ الله أن يتجاوز عنّا ، فتجاوَز الله عنه )) رواه البخاري و مسلم . وجاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ، كم نعفو عن الخادم ؟ فصمَت ، ثم أعادَ عليه الكلام فصمَت ، فلمّا كان في الثالثة قال : (( أعفوا عنه في كلِّ يومٍ سبعين مرة )) رواه أبو داود والترمذي . و بعدُ يرعاكم الله : فإنّ العفو و التجاوز لا يقتضِي الذّلَّةَ و الضعف ، بل إنه قمَّة الشجاعة و الامتنانِ و غلَبَة الهوى ، لا سيَّما إذا كان العفوُ عند المقدِرَة على الانتصار ، فقد بوَّب البخاريّ رحمه الله في صحيحه بابًا عن الانتصارِ من الظالم لقوله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } [الشورى:39] ، و ذكَرَ عن إبراهيم النخعيّ قوله : " كانوا يكرَهون أن يُستَذَلّوا ، فإذا قدروا عفَوا " ، قال الحسن بنُ علي رضي الله تعالى عنهما : ( لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ) ، و قال جعفرُ الصادِق رحمه الله : " لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة " ، ثم إنَّ بعض الناس ـ عباد الله ـ قد بلغ من القسوةِ ما لا يمكن معها أن يعفوَ لأحد أو يتجاوَز عنه ، لا ترونَ في حياته إلاّ الانتقام و التشفِّي . ترونَه و ترونَ أمثالَه كمثَل سماءٍ إذا تغيَّم لم يُرجَ صَحوُه ، و إذا قَدر لا يُنتَظَر عفوه ، يغضِبُه الجرمُ الخفيّ ، و لا يرضيه العذرُ الجليّ ، حتى إنّه ليرَى الذنبَ و هو أضيقُ من ظلِّ الرمح ، و يعمَى عن العذرِ و هو أبيَنُ من وضَح النهار . ترونَه ذا أُذنين يسمَع بإحداهما القولَ فيشتطّ و يضطرب ، و يحجبُ عن الأخرَى العذرَ و لو كان له حجّةٌ و برهان . و مَن هذه حالُه فهو عدوُّ عقلِه ، و قد استولى عليه سلطان الهوَى فصرفَه عن الحسنِ بالعفوِ إلى القبيح بالتَّشفِّي ، تقول عائشة رضي الله تعالى عنها : { ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئًا قطّ بيده ، و لا امرأة و لا خادمًا ، إلا أن يجاهِدَ في سبيل الله ، و ما نيل منه شيء قطّ فينتَقِم من صاحبه إلاّ أن يُنتَهَك شيء من محارِم الله فينتَقِم لله عز و جل } . رواه مسلم . ألا إنَّ الانتصارَ للنفس من الظلمِ لحقّ ، و لكنَّ العفوَ هو الكمالُ و التّقوى ، { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [الشورى:40] . باركَ الله لي و لكم في القرآنِ العظيم ، و نفعني و إيّاكم بما فيه من الآيات و الذّكر الحكيم ، قد قلت ما قلت ، إن صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ، و أستغفر الله إنّه كان غفّارًا . الحمد لله المحمودِ في عليائِه ، حمدًا يليق بعظمته و كبريائِه ، أحمده تعالى و أشكره ، و أثني عليه و أستغفِره ، و أسأله المزيدَ من فضله و عطائِه ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تبارك في صفاته و أسمائه ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمّدًا عبده و رسوله و خيرتُه من خلقه و أنبيائه ، صلّى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين و مَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم لقائِه . و بعد : فأتّقوا الله أيها المسلمون ، و أعلَموا أنَّ حث الشريعة على العفوِ و التجاوُز لم يكن مقتصِرًا على العفو في الظاهرِ دون الباطن ، بل إنَّه عمَّ الظاهر و الباطنَ معًا ، فأطلق على الظاهر لفظَ العفو ، و أطلق على الباطنِ لفظ الصَّفح ، و العفوُ و الصفح بينهما تقارُبٌ في الجملة ، إلاَّ أنَّ الصفحَ أبلغ من العفو ؛ لأنَّ الصفح تجاوزٌ عن الذنبِ بالكلية و أعتباره كأن لم يكن ، أمّا العفو فإنّه يقتضي إسقاطَ اللوم الظاهر دونَ الباطن ، و لذا أمَر الله نبيَّه صلى الله عليه و سلم به في قولِه : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [الحجر:85] ، و هو الذي لا عتاب معه . و قد جاءتِ الآيات متضَافِرةً في ذكرِ الصفح و الجمعِ بينه و بين العفو كما في قولِه تعالى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } [المائدة:13] ، وقوله : { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [البقرة:109] ، و قوله سبحانه : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التوبة:22] ، و قوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14] . العفو و الصّفح ـ عباد الله ـ هما خلُقُ النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فأين المشمِّرون المقتَدون ؟! أين من يغالِبهم حبُّ الانتصار و الأنتقام ؟! أين هم من خُلُق سيِّد المرسَلين صلى الله عليه و سلم ؟! سئِلَت أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها عن خلُق رسولِ الله صلى الله عليه و سلم فقالت : ( لم يكن فاحِشًا و لا متفحِّشًا و لا صخَّابًا في الأسواق ، و لا يجزِي بالسيِّئة السيئة ، و لكن يعفو و يصفح ) . رواه أحمد و الترمذي و أصله في الصحيحين . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [الشورى:36، 37] . هذا وصلّوا ـ يرحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشريّة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صاحبِ الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ، فقال جل و علا عز من قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:56] ، و قال صلوات ربى و سلامه عليه : (( من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلّ على محمد و على آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ، النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ، و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ، يا خير من تجاوز و عفا . اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين... و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى أنتهت |
All times are GMT +3. The time now is 02:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.