66 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( المسلم بين الخلطة و العزلة )
66 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( المسلم بين الخلطة و العزلة ) ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ 66 - خطبتى الجمعة بعنوان ( السلم بين الخلطة و العزلة ) الحمد لله له مقاليد السّموات و الأرض ، و بيده البسطُ و القبض ، و عنده الرّفع و الخفض ، أحمده سبحانه و أشكره ، الملائكة من خشيتِه مشفِقون ، و كلّ من في السموات و الأرض له قانتون ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، هو القاهِر فوق عباده ، و لا يكون شيء بغير مرادِه ، و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمّدًا عبد الله و رسوله خير البشريّة و أزكاها ، و أبرّها و أتقاها ، صلى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على صحبه و آله عَضّوا على السنّة بالنّواجذ و تمسّكوا بعُراها ، و التّابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و سلّم تسليمًا كثيرًا لا يتناهى . أمـــا بعـــد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ، و عظموا أمرَه و حرماتِه ، الزموا الإخلاص في الطاعة ، و تمسّكوا بطريق أهل السنة و الجماعة ، و حافظوا على الجُمَع و الجماعة ، تفوزوا بأربح بضاعة ، و إن امرأً تنقضي بالجهالة ساعاتُه و تذهبُ بالتقصير أوقاتُه لخليقٌ أن تجريَ دموعُه ، و حقيق أن يقلّ في الدجى هجوعه . أيها المسلمون ، جرت سنةُ الله عز و جل في خلقه أن لا يقوم لهم معاش و لا تستقيم لهم حياة إلا بالاجتماع و التآلف ، { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ } [الحجرات:13] . إن نزعةَ التعرُّف إلى الناس و الاختلاط بهم نزعةٌ أصيلة في التوجيهات الإسلامية . بالعيش مع الجماعة و الانتظام و حسن العلاقة تستقرُّ النفوس ، و تصحّ العلوم ، و تنتشر المعارف ، و تبلغ المدينة الفاضلة أشدَّها ، فيُعبدُ اللهُ على بصيرة ، و تتَّضحُ معالم الدين ، و يسودُ المعروف ، و يقلُ المنكر . إن إيثارَ الإسلام للاجتماع يظهر في كثير من أحكامه و آدابه ، إن العبادات و هي من أشرف المطلوبات ليست انقطاعًا في دير ، أو تعبداً في صومعة . لماذا شُرعت الجماعات في الصلوات ؟ و لمن فُرضت الجمعات ؟ و ما الحكمة في العيدين و الاستسقاء ، و الكسوف و الجنائز ، ثم إجابة الدعوات في الولائم و المناسبات ، و الاجتماع في أوقات السرور و المباهج ، و في أوقات الشدائد و المكاره ، في الأعياد و التعازي ، و عيادة المرضى ، و تشييع الجنائز ؟ إن ذلك كلَّه لا يتحقَّق على وجهه إن لم تتوثّق في الأمة العلاقات ، و تُحفَظ حقوق الأخوَّة و الجماعة . إن أهلَ الإسلام إذا كثر عددُهم و اجتمع شملُهم كان أمرُهم أزكى و عملهم أتقى ، كما جاء في الحديث الشريف : (( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، و صلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ، و كلما كثر كان أحبَّ إلى الله )) أخرجه ابن ماجه و ابن حبان و غيرهما ، و صححه غير واحد من أهل العلم . و من ذا الذي لا يرغب في تكثير سواد المسلمين ، و رؤيتهم جموعاً متراصَّة لا فرادى متقطعين ؟! يقال هذا ـ أيها الإخوة ـ و المراقب يلحظ أنَّ في بعض الناس و بخاصة بعض المنتسبين إلى العلم و الفضل و الصلاح عزوفاً عن الاجتماع و الخلطة ، وميلاً إلى الانفراد و العزلة ، و قد يظهر منهم نحو إخوانهم جفاءٌ و نفرة . كيف تتحقق الأخوة الإيمانية في غير اجتماع ؟! { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات:10] ، و كيف تتحقق الشورى إذا اعتزل المسلم الجماعة ؟! { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } [الشورى:38] ، وحينما يدعو العبد من عباد الرحمن : { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [الفرقان:74] متى يكون منعزلٌ عن إخوانه ـ مثلاً ـ إماماً في الدعوة و الهداية ، يشهد الناس سيرتَه ، يتأسَّون بالحميد من فعاله ، و يقتدون بالحسن من لحظه و لفظه ؟! أيها الإخوة في الله ، من أجل المحافظة على الجماعة شُرعت في الإسلام أحكامٌ و آداب ، شُرع إلقاءُ السلام و إفشاؤه ، و جُعل ردّه واجباً ، شرعت المصافحة و التبسم و طلاقة الوجه ، أمِر بإظهار المحبة و التودّد ، نُدب المؤمنون إلى تبادل الهدايا و الإحسان لذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل ، و حُرِّم عليهم أسبابُ النزاع و جالبات العداوة و البغضاء و مقتضياتُ التقاطع و التدابر من الخمر و الميسر و الغشّ في المعاملات و الهجر في القول و الخصومات الفاجرة . إنَّ معظمَ خصال الشرف و محاسن الأخلاق لا تكون إلا لصاحب الخُلطة و حسن العشرة ، كيف يكون السخاءُ لمن لم يمدَّ يدَه شفقةً و إحساناً ؟! و كيف يقع الإحسان موقعَه إن لم يسبق ذلك معرفةٌ بأحوال الناس ؟! و هل يظهر الحلم و الأناة إلا حين يقابل به صاحبُه أصحابَ الألسن الحداد و القلوب الغلاظ ؟! في العيش مع الناس يقول أهل الحق للمبطلين في موعظة و حكمة : الصوابُ في غير ما نطقتم ، و الحقّ في غير ما رأيتم ، و الخير في غير ما سلكتم . كيف يكون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوةُ و الجهاد و الإصلاح من أجل أن تكون أمةُ محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم خيرَ أمة أخرِجت للناس ؟! و من ثمَّ فإنك ترى الأخيار من أهل العلم و الفضل يغشَون المجامع ، و يحضُرون المنتديات ، فيقولون طيِّباً ، و يعملون صالحاً ، و في الحديث الشريف : (( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم )) ، و يقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : ( خالطِ الناس ، و دينَك لا تَكْلِمنَّه ) . أيها الأحبة ، قد يتذرّع بعضُ الأخيار بفساد الزمان و كثرة سبل الضلال و نشاط دعاة السوء ، أما علموا ـ وفقهم الله ـ أن العزلةَ تزيد صَولاتِ الضلال ، و تتَّسع بها ظلماتُ المجتمع ؟! لماذا لا يكون التوجّه في مقاومة أصحاب الضلالات و ذوي الأهواء ؟ و من وضع يدَه مع الجماعة و شدَّ أزر إخوانه فقد قام بنصيبه من الخير ، و إذا اعتذر فضلاءُ آخرون بالرغبة في العزلة من أجل قضاء الوقت في العبادة و النظر في حظوظ النفس من الخير فليعلموا ـ رعاهم الله ـ أن حضورَ مجالس العلم إفادةً و استفادة هي من العبادة ، و عيادة المريض عبادة ، و القيام بحقوق الإخوان عبادة ، و إرشاد الناس عبادة ، و مدَّ يد العون و المساعدة لتقوى الشوكة و يتحقَّق المزيدُ من الألفة و القوَّة كلُّ ذلك عبادة ، و لئن كان في العزلة تخلُّصٌ من الوقوع في الأعراض و بعدٌ عن النميمة و الغيبة و التنابز بالألقاب و غيرها من الأخلاق الرديئة ، فإنَّ في مخالطة الصالحين ما يزجر عن هذه المعائب ، و يبصِّر بتلك المثالب ، و إن لم تُجدِ النصيحة في موقع فإنها مُجدية في موقع آخر ، و إن لم ينفع التوجيه في وقتٍ فإنه نافع في وقت آخر ، و المهمة في البلاغ ، و الهداية بيد الله ، { وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } [محمد:4] . و إن ما يُنقل من الرغبة في العزلة عن بعضِ من سلف فإنما هي أحوال خاصّةٌ تعرض لمن تعرِض له ، فتجعل الاعتزالَ عنده أرجحَ ، و لا يُمكن أن تكون العزلة مذهباً يسَع الناسَ كلَّهم . و حينما يكون الحثُّ على الجماعة و الاجتمَاع فليس المقصود من ذلك صرفَ جميع الأوقات في التردّد على البيوت و غشيان جميع المجالس ، فالحقّ أنّ كلَّ إنسان محتاجٌ لأوقات يخلو فيها بنفسه ؛ ليقوم بواجبٍ خاص ، أو يتقرَّب بنافلة ، أو يقضيَ مصلحة ، و في مثل هذا يقول عمر رضي الله تعالى عنه : ( خذوا حظّكم من العزلة ) . فالمسلك العدلُ و المنهج الوسط في تقسيم المسلم وقتَه بين خلطةٍ حسنة و خلوةٍ نافعة ؛ ليخرج من الحالين بما يصلح به الشأن كلّه . و في الخلطة يتخيّر المؤمنُ إخواناً يصطفيهم لنفسه ، يعيش في أكنافهم من أهل الصدق و الصلاح و الوفاء ، فإنهم زينة في الرخاء ، و عُدّة في البلاء ، و قد قيل في الحكمة : مِن أعجز الناس من قصَّر عن طلب الإخوان ، و أعجزُ منه من ظفر بذلك منهم فأضاع مودّتهم ، و إنما يُحسنُ الاختيار لغيره من أحسن الاختيار لنفسه . و يقول علي رضي الله تعالى عنه : ( شَرْطُ الصحبة إقالة العثرة ، و مسامحة العِشرة ، و المواساة في العسرة ) . و على الإخوة في علاقاتهم الابتعاد عن التكلّف ، و تجنّب التصنّع الثقيل ، فإشاعةُ اليُسر في المسالك و البعدُ عن المواقف الحرجة و المداهنات البغيضة مما يوثِّق العرى ، و يجلب المودّة . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ * وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } [لقمان:17-19] . نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمد صلى الله عيه و سلم ، و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم ، و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم |
الحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة و أصيلاً ، أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و أكبِّره تكبيرا ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، بعثه بالحق بشيراً و نذيراً ، و داعياً إلى الله بإذنه و سراجاً منيراً ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و سلَّم تسليماً كثيراً . أمــا بـعـــد : أيها الإخوة ، إنَّ من أدب الإسلام في التعارف و حسن العشرة أن يكون التواصل في وضوح و بيِّنة ، حيث لا مانع أن يذكرَ الأخ لأخيه ما يكنُّه له من محبّة و تقدير ، و في الحديث الشريف : (( إذا أحبّ أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبُّه )) أخرجه أحمد و الترمذي و إسناده حسن ، وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فمرّ رجل فقال : يا رسول الله ، إني أحبّ هذا ، قال : (( أعلَمْتَه ؟ )) قال : لا ، قال : (( فأعلِمْه )) ، فلحقه فقال : إني أحبك في الله ، فقال : أحبَّك الذي أحببتَني له . أخرجه أحمد و ابن حبان و الحاكم و صححه و أقره الذهبي . و من سنن الصداقة التزاورُ الخالي من الأغراض ، ففي الخبر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( إن رجلاً زار أخاً له في قرية ، فأرسل الله على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمة تربُّها ؟! قال : لا ، غيرَ أني أحبّه في الله تعالى ، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبَّك كما أحببتَه فيه )) أخرجه مسلم، و في خبر آخر : (( من عاد مريضاً أو زار أخا له في الله نادى منادٍ : طِبتَ و طاب ممشاك ، وتبوّأتَ من الجنة منزلاً )) أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " . فاتقوا الله رحمكم الله ، و أصلحوا ذاتَ بينكم ، و احفظوا حقوقَ إخوانكم ، واحرصوا على الجماعة و الألفَة ، و لا تتجشَّموا التكلّف ، و أخلصوا في الودّ ، و احفظوا العهد ، فلقد قال الفضيل رحمه الله : " إنما تقاطَع الناس بالتكلّف ، يزور أحدهم أخاه فيتكلّف له ، فيقطعه ذلك عنه " ، و احفظوا كلمةَ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين قال : ( لا تظنَّ بكلمة خرجت من مسلم شراً و أنت تجدُ لها في الخير محملا ) . أيها الإحبة في الله : وددت تنبيهكم إلى انتشار بعض اللصوص في المساجد ، و وجود بعض ضعاف النفوس الذين يتسللون بين صفوف المصلين و من ثم يقومون بسرقة الحقائب الشخصية ، و الهواتف المحمولة و غيرها مما خف وزنه و غلا ثمنه ، و قد تعرض لذلك غير واحد من المصلين في هذا المسجد وغيره من المساجد وبخاصة في يوم الجمعة بعد الصلاة، فعليكم بأخذ الحيطة و الحذر منهم ، حتى لا تتعرضوا للأذى . و إننا إذ ننبه لهذا الأمر ، فإننا نحذر هؤلاء اللصوص من عقوبة الله و مقته في الدنيا و الآخرة ، نسأل الله الهداية للجميع ، إنه قريب مجيب . هذا وصلوا و سلموا على خير البرية نبيكم محمد رسول الله فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً } [الأحزاب:56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين ... ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت |
All times are GMT +3. The time now is 02:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.