زوجي عصبي زوجي عصبي .... وصمتي أضاع العائلة

في كثير من الأحيان وعندما تسألني الأمهات عن حلول
لمشكلات وقعت معهم ومع أبنائهم الكبار أو الصغار أسألها ما رأي الأب وماذا تصرف فتقول :
زوجي عصبي جدا وحلوله للمشكلات متهورة
لذا لا أخبره كي لا يزيد الطين بلة
أو تقول : لا أخبره لأنه سيغضب ويثور عليّ وسيضرب طفلي
وخوفا من جنونه هذا لم أخبره
وهنا أقول لكل أب يدعي أنه عصبي :
هل لو علمت بالمشكلة وأنت أمام مديرك في العمل
أو أمام شيخ كبير أو مسؤول رفيع المستوى أو أي أحد تحترمه ..
. هل ستثور كما لو كنت في منزلك وحدك مع أسرتك ؟
الجواب حتما : لا بل سأستطيع امتصاص غضبي
وأحاول فهم المشكلة بكل مرونة وأتعامل مع زوجتي وابني بأدب
وهنا أقول :
بدلا من أن تثور وتصرخ مع كل مشكلة تعترض حياة أسرتك ،
تذكر أن من حقك عليهم أن يخبروك كونك الأب ورب الأسرة
ومن حقهم أن تتفهم ما جرى وتحل المشكلة
ومن ثم تعاقب المتسبب عقابا يتناسب مع تصرفه وأخطائه
لا تقل : الأمر مثير للغضب وأنا عصبي
لا تقل : أنا عصبي وعليهم تحمل صفاتي
لا تقل : ضغوطات الحياة تدفعني لهذه التصرفات
أسبابك هذه ليست مشكلتهم ، ضغوطات الحياة ترافقهم أيضا ولست وحدك من يتحملها ، ثورانك تحت حجة الظروف المزعجة سيتسبب بالمزيد من الضياع لعائلتك
والتي من المفروض أن تحميها وليس أن تدفعها لإخفاء الحقيقة عنك
تذكر أنهم أقرب الناس إليك
وأن أقرب الناس لنا هم أولى من غيرهم بملاطفتنا
وصبرنا وتفهمنا لما جرى معهم
تذكر أن استمرارهم بالصمت سيدفعهم للمزيد من المشكلات التي ستظهر أمامك يوما ما وقد كبرت وباتت صعبة الحل أو ربما مستحيلة ووقتها ستندم أنتم وهم ووقتها لن ينفعكم الندم

د.جاسم المطوع