[هيفولا]

علمتني "زحمة" الرياض!

ماجد بن رائف


* علمتني زحمة الرياض أن مصطلح "أوقات الذروة" هو مصطلح بائد ورجعي

ويجب إلغاؤه حالا،

فكل الأوقات في شوارع الرياض هي "ذروة" مهما نظرت إلى ساعة يدك!
* وأنني سأشاهد في تلك الزحمة جميع أشكال السيارات
وكل أنواع البشر وسائر درجات الألوان وكل تقلبات الأجواء،
إلا أنني لن أشاهد سيارة مرور واحدة لتنظيم الاختناقات المرورية!


* أن كل سكان الرياض وزوارها يحفظون عن ظهر قلب
أماكن الاختناقات المرورية فيه، باستثناء "المرور"!


*علمتني زحمة الرياض أن كل محاولة "تذاكي" على زحمة الرياض

عن طريق اختيار شارع بديل للفرار من الزحمة المعتادة هي محاولة غبية أخرى ومكلفة،

أقل تبعاتها أنك ستضطر للتحنط في زحمة جديدة لا تبادلك الود!


*علمتني زحمة الرياض أن غالب الاختناقات المرورية هي اختناقات مصطنعة بالدرجة الأولى،
ونتيجة لنظام مروري بائس يُلزم السيارات المتصادمة -مهما كانت درجة التصادم-
بعدم تحريك السيارات لحين قدوم سيارة المرور أو سيارة "نجم"!


*علمتني الزحمة في هذه المدينة أن الوقت اللازم لوصول سيارة المرور
أو مركبة "نجم" إلى مباشرة حادث مروري هو ذاته الوقت الكافي

لإصلاح السيارات المتصادمة في أبعد ورشة عن مكان الحادث!


*علمتني زحمة الرياض أن الجسر "المتعثر" المقام على شارع منزلي

سيحتفل بعيد ميلاده الثالث في الأيام القليلة المقبلة!



*تخبرني زحمة الرياض أن التزامي بالقوانين المروية فيها هو سلوك حضاري وعصري،
وينم عن مستوى وعي مرتفع، إلا أنه سيجعلني آخر من سيصل إلى بيته في هذه المدينة!


*علمتني زحمة الرياض أن المصائب لا تأتي فرادى،
فجارك الأيمن في الزحمة يجبرك على الاستماع لأغنية تحوي

كمية كبرى من التلوث الضوضائي،
فيما جارك الأيسر يلصق على كل نوافذ مركبته عبارة:
"السائق تحت التدريب"، وهي العبارة التي تساوي بالضبط

"خطر.. ابتعد 100م".


*علمتني زحمة الرياض أن التحويلات والصبات الخرسانية فيها

هي جزء عريق من تاريخ هذه المدينة التنموي،

ومن المؤكد أن هذه الصبات والتحويلات ستحتل فصلا كاملا

في كتب تاريخ المدينة المستقبلية!


هيفولا