صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2013, 08:43 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الحنان قِرْبَةُ ماءٍ في صحراءَ واسعة،


بدر الحسين

الحنان قِرْبَةُ ماءٍ في صحراءَ واسعة،
وظلٌّ وارفٌ تأنَسُ إليه الروحُ الظَّمأى عندما تنالُ الرَّمضاءُ
من رقَّتها وعذوبتها وقتَ الهاجرة ما تنال،
وعندما تسومُ الأحاسيسَ الرقيقةَ أعاصيرُ الهجرِ العاتية،
وعندما تُزَجُّ المشاعرُ في قفصٍ ضيِّق يسدُّ المهاربَ عليها،
ويَكبتُ تغريدها، ويحبسُ بوحَها.
الحنان أنشودةُ الأملِ على أوتارِ النفس،
وقطراتُ الندى على خميلةِ الفكر،
وامتدادُ الأفقِ في بؤبؤ العيون الحالمة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وهو أثرٌ من آثارِ الخالقِ حيث أودعهُ في صدرِ الأم لبناً خالصاً،
وفي راحتَيها دفئاً، وفي قلبها واحةً من الأمان،
فعندما يُذكرُ الحنان يقفِز إلى الذهنِ صورةُ
الأمِّ التي أعلى الإسلام قَدرَها، وعظَّم شأنها..
الحنان بحرٌ من الحبِّ يحملُ في طيَّاتِ أمواجِهِ تباشيرَ الغَيث،
وفي قعرهِ يسكنُ اللؤلؤ والألماس والمرجان.
ومن رحمة الله الواسعة إيداعُ الحنانِ ليس في قلوب البشَر فحسب
بل في قلوبِ البهائم أيضاً؛ إذْ تحنو على أولادِها،
وتُرضعُهم اللبن،
وتحرسُهم وتوفِّرُ لهم أسبابَ الحماية..
وأودعَهُ في نُسوغ الأغصان التي تُمدُّ ثمارَها بالغذاء
حتى ترتويَ وتَنضَج..
وأودعه في الزهور التي تمنحُ الرحيقَ للنحل
ليقدِّمه عسلاً نافعاً لبني البشَر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحنان مفتاحُ النَّفس فإذا ما هَمَس إليها، ودغدغَ أحاسيسَها،
وحرَّك أوراقَ زهورِها فإنها تسعدُ، وتستفيقُ، ثم تتوقَّد وتبتسم،
فتضوعُ عطراً يملأُ الآفاق، فيداعبُ خيوطَ الشمس الفضيّة تارةً،
ويرتمي في أحضان النسيم تارةً أخرى،
ليرسلَه هديَّة جميلةً للخمائلِ والأفنان،
فتصحو البلابلُ والعصافيرُ من طيبِ الأريج،
وتغرِّدُ فرحةً جَذلى فيطربُ الكونُ وتبتسمُ السُّحب البيض.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحنان يتمثَّل في كلمة حقٍّ، ونُصرةِ مظلوم، ومواساةِ مُبتلى،
ولمسةٍ حانية على رأس مَعوق، وهمسةِ حبٍّ في أذن مجروح.
الحنان يتمخَّض عن الحق تمخُّضَ العسل عن الرحيق،
وتمخُّضَ النُّبلِ عن الأخلاق.
الحنان تضحيةٌ كتضحيةِ الأبِ العَطوف في سبيل الأبناء،
وتفاني المعلمِ المخلص في الصفِّ من أجل التلاميذ،
وتضحيةِ الأحرار ذَوداً عن دينهم وأوطانهم.
الحنان يولِّدُ الأخوَّة بين الناس،
لأنه إذا ما حطَّ رحالَه المباركة على ضفَّتَي قلب طيِّب،
فإنه يُسخِّنُ ماء هاتين الضفَّتَين بدفئه، فيعلو نُبلهما،
ليُشكِّل سحائبَ الخير التي تَهمي على الدنيا فُيوضاً من العَطاء.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحنان دواءٌ لكثيرٍ من الأدواء فإنِ استُخدِم في وقته،
وبقدرِ الحاجةِ إليه، نفعَ وأجدى، وإن استُخدِمَ بعشوائية
ومن غيرِ ضوابطَ فإنه يُضرُّ، فهو سلاحٌ ذو حدَّين..
فما أكثرَ الآباء والأمهات الذين كانوا سبباً في تضييعِ أبنائهم
لإغراقهم إياهُم بالحنان الجارف الذي غمرَ شخصياتهم فأضرَّ بها،
كما يُضرُّ الماءُ النبتةَ إذا ما غمرها كلَّها؛
لأن النبتةَ تحتاجُ إلى الماءِ في أوقاتٍ محدَّدة،
كما تحتاج إلى الشمسِ في أحايينَ أخرى،
وفي مرَّة ثالثة قد لا تحتاج إلى هذا أو إلى ذاك،
بل تحتاجُ إلى رطوبة وهواء. وهذه هي حال الإنسان.
كلُّ واحدٍ منَّا بحاجةٍ إلى الحنان،
لأن حاجةَ النفوسِ إلى الحنان كحاجةِ الأرض إلى المطر،
وحاجةِ الشِّفاه إلى الابتسامة،
والعينِ إلى الكُحل، والأغصان إلى زقزقة العصافير،
والجداول إلى همسِ النجوم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فالحنان وديعةُ اللهِ في النفوس الطيبة،
ولمسةٌ نديَّةٌ من لمسات الخالق بثَّها في القُلوب الصافية،
فلا تبخَلوا بها على أرحامكم وجواركم،
وعلى الغُرباء من الناس والمبتلين،
وعلى الأيتام الذين طارَ بريقُ الفرح من عيونهم،
وتلاشى حسُّ الأمان في نُفوسهم.
{ فأمَّا اليتيمَ فلا تَقهَر وأمَّا السائلَ فلا تَنهَر }.
ولرُبَّ همسةِ حنان واحدة فتحَتِ الآفاقَ أمامَ موهبةِ طالبٍ كامنة،
ورسمت الأملَ على شفاهِ مَكروبٍ يعتصرُه الألم، ويُقِضُّ مضجعَه الحزنُ،
وغيَّرت مسيرةَ إنسانٍ من دروبِ الضَّياع إلى دروبِ الحقِّ والهدى.
فيا أيها الزوجُ الكريم،
إذا وَجدتَ في نفسك الحاجةَ إلى لمسةِ حنانٍ
من مديركِ في العمل، أومن والدَيك،
فامنَحْ زوجَتَك تلك الهمسةَ؛
لأنَّ أفضلَ طريقةٍ للحصول على الحبِّ مبادرَتُك الآخرين بالمحبَّة.
فالعطاء قيمةٌ وشجاعة وسعادة.
هَبُوا الحنانَ للآخرين تُوهَب لكم المحبَّة،
وارحموا الآخرين تُظلّكم غمامة الرِّضا العلويَّة،
وبوحوا بالكلام الطيِّب، تحصدون محبَّة الناس وخالق الناس،
وعامِلوا الناس بخُلُقٍ حَسن
يُقرِّبكم نبيُّ الرحمة والهداية إليه في جنات النعيم

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات