صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-05-2021, 06:51 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,139
افتراضي درس اليوم 5174

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

لحظاتُ القرب

يهبّ رمضان بنسائمه العذبة على المجتمع المسلم فيفرح المؤمنون بها،
وينزلونها منازلها من قلوبهم وأرواحهم، فيطفئ برد تلك النسائم
حرارة حزن الدنيا ولأوائها.

في الثلث الأخير من رمضان تخرج مواكب الإيمان في الثلث الأخير من الليل
إلى رحاب المساجد لتشهد لحظات غالية في زمن الدنيا الرخيص، تتسامى
فيها الروح إلى الملاء الأعلى على معارج الخشوع، ومصاعد السجود
والركوع، لحظات خصبة تهتز فيها النفس وتربو فتنبت من الخيرات من
كل زوج بهيج، لحظات تزهر فيها النفوس، وتلين فيها القلوب، وتذرف في
رياضها العيون، وتسكن في روابيها الجوارح، ويجتمع فيها شعث الروح،
ويطير فيها الفكر على جناحي الخوف والرجاء متأملاً في المصير المنتظر.

إن الحياة طريق إلى الله وهذه الطريق طويلة، فقام أهل العزم والشوق هذه
اللحظات يقربون المسافة بينهم وبين وجهتهم، مستغلين خلو الطريق
من المارة:

(من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل)،

والطريق إلى الله شاقة فقاموا في هذه اللحظات يخففون من مشقتها بالتزود
من بركات هذه الأوقات وخيراتها، منتهزين غناها وفضلها، وقوة تأثيرها
في تذليل الصعوبات.

والطريق إلى الله كثيرة المخاطر فنهضوا هذه الساعة سائرين مستغلين
هجعة لصوص هذه السبيل، داعين الله بالثبات عليها، والنجاة من قطّاعها،
والنهار فيه حرارة وصخب وازدحام وانشغال بال فقاموا هذه اللحظات لطيب
نسيمها وهدوئها، وتفرغ البال وصفاء الذهن، وسكون القلوب
وخضوع الجوارح.

والنهار انتشار ورؤية وابتداء انطلاقة وسعي، وهم يريدون أن يراهم من
في السماء وحده، وأن يسبقوا ابتداء الناس، وأن لا يكونوا مساوين،
أو متأخرين عليهم، فقاموا تلك الساعة ليراهم لا ليروهم، وقاموا في تلك
الساعة مسارعين ليكونوا من المتقين

{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
[آل عمران: 133].

تنطلق تلك الأقدام عجلى تحمل أجساداً تحذر الآخرة، وترجو رحمة ربها:

{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[الزمر: 9]،

تتجافى جنوب أولئك الركب الطاهر عن المضاجع والفراشُ وثير، والأنيس
ودود، والنوم لذيذ، والبرد شديد، ولكن الشوق إذا سما لا تهبطه نوازع
المحابِّ الصادة، والمكاره الرادة، والغاية متى عظمت فما في الدنيا شاغل عنها

{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا
وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
[السجدة: 16]،

وينطلقون إلى محاريب العبادة فيمرون على أقوام في أحضان النوم غاطين،
أو في راحات الغفلة سادرين، فيقولون: من يوقظ هؤلاء النائمين
والغافلين؟!، (استيقظ النبي صلى الله عله وسلم ليلة فقال:
(سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ
صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).

إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهمُ وهمُ ركوع
أطار الخوفُ نومهم فقاموا
وأهلُ الأمن في الدنيا هجوع

تصل تلك الجموع إلى بيوت الله فتقف صفوفها بين يدي الله قائمة وساجدة،
وراكعة وخاشعة وسامعة منصتة، فما أهيبَ الصفوف، وأعظم الوقوف،
وما أعذب المسموع، وأحلى الخشوع، وأعز السجود والركوع!.

إنها تجد للصلاة في تلك اللحظات لذة، حينما يسدل عليها من حضور القلب
وسكينة الجوارح ما تستعذب فيه طولَ القيام، وتجد للقرآن حلاوة تتسلل
إلى النفس حاملة معها حروفًا من نور تتفرع في جوانبها لتضيء حياتها
بأسرها، وتجد للدعاء طعمًا آخر، فتلهج به الألسنة، فيصعد إلى السماء في
لحظات القرب والإجابة، والاستغفار والإنابة، عندما يقرب العبد فيها من
ربه، ويقرب الرب فيها من عبده، فتفتح السماء فيستجاب دعاء الداعين،
وتقبل توبة التائبين، وتقضى حاجات السائلين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا
فيقول: هل من سائل يعطى، هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر
له؟ حتى ينفجر الصبح). فأين أصحاب الحاجات في هذه اللحظات،
وأين من لفحتهم الخطايا عن برد هذه الأوقات؟.

أي شرف للمؤمن في الدنيا أعظم من هذا الشرف! جاء جبريل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال:

(يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب
من شئت؛ فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه
عن الناس)،

وأي ساعة ألذ من لحظات تلك الساعة!"
"أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت
البقاء في الدنيا"، ومن ذاق عرف، وأي وجوه أشد تلألأً من وجوه أهل تلك
اللحظات" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار"، وذلك حينما خلوا
بنور السماوات والأرض فكساهم نوراً من نوره.

ففي تلك اللحظات المضيئة ينسكب النور على القائمين الخاشعين فتكتسي
الوجوه حُللَ السناء والضياء، وتشرق القلوب فترى طريقها إلى الله تعالى،
وتنشرح الصدور فتعرف قدر كلام الله.

فتلك اللحظات ما أحلاها! وأي حلاوة في لذات الدنيا تفوق حلاوتها، وتلك
اللحظات ما أغلاها! فغالي الحياة رخيص معها، وتلك اللحظات ما أعلاها!
وهل للروح مصعد أقرب وأسرع إلى السماء منها، وتلك اللحظات ما أطهرها
وأنقاها! فمن تنجس بدنس الذنوب فليردْها ففيها مغتسل بارد وشراب.

فإذا انقضت لحظات القرب من الرب رجع أولئك الأخيار سيماهم في وجوههم
من أثر بقائهم في تلك الرياض ركعًا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا،
فعادوا كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، فبسق عود
الإيمان، وتفرعت أغصانه، وينعت ثماره سكينة وطمأنينة، وذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


ر
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات