صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2015, 06:32 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان: ليالى العشر وزكاة الفطر


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
ليالي العشر وزكاة الفطر


والتي تحدَّث فيها عن خواتيم شهر رمضان المُبارَك، وهي أيام العشر وليالِيه،

وحثَّ فيها على المُبادرة إلى الأعمال الصالحة، واغتِنام كل وقتٍ فيها في الطاعات؛

رجاءَ رحمة الله تعالى، وإدراك ليلة القدر، لما في ذلك من خيرٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة،

كما بيَّن أحكام زكاة الفطر، ثم بيَّن أن المُوفَّق هو من يُداومُ على الصالحات

بعد شهر رمضان .

الحمدُ لله، الحمدُ لله رافع السماء وبانِيها، وساطِح الأرض وداحِيها،

{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا }

[ سبأ: 2 ]

أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على نعمٍ مُتوافِرةٍ مُتكاثِرةٍ لا نُحصِيها،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ حقٍّ ويقينٍ تُنجِي يوم العَرض قائِليها،

وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه البشيرُ النذير، والسراجُ المُنير،

داعِي أمَّته إلى الحقِّ وهادِيها، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،

وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابِه الغُرِّ الميامين خيار الأمة وصالِحيها،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما تعاقَبَت الأيام بليالِيها .

فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -،

اتَّقُوا الله كما أمرَكم؛ يُنجِز لكم ما وعدَكم

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }

[ الطلاق: 2، 3 ]

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }

[ الطلاق: 4 ]

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }

[ الطلاق: 5 ].

المرءُ قويٌّ بتقواه، غنيٌّ بقناعته، كبيرٌ بتواضُعه، عالٍ بأخلاقه،

وأمران ينفعان: سماحةُ النفس وحُسن الخُلق،

وأمران يرفَعان: التواضُع وقضاءُ الحوائِج،

وأمران للبلاء يدفَعان: الصدقُ وصِلةُ الرحِم.

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ

وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


[ التغابن: 16 ].

أيها المسلمون :
ما أسرعَ مُرورَ الأيام وتعاقُبَها، وانقِضاءَ السنين وتلاحُقها !

وابنُ آدم يُنذِره يومُه وأمسُه، ويتعاقَبُ عليه بالعِبَر قمرُه وشمسُه.

أين من كان معكم في العام الماضي؟! أصابَتهم سِهام المَنون المواضي

{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }

[ ق: 19 ].

معاشر المسلمين:
ها هو الشهرُ الكريم تتصرَّمُ أيامُه، وينحلُّ عِقدُه ونظامُه .. قد آذَن بالارتِحال،

ولم يبقَ منه إلا بِضعُ ليال .. وهكذا هي الأيامُ تفنَى، والأعمارُ تُطوَى،

ولا يبقَى إلا وجهُ ذي العزَّة والجلال. فاغتنِموا - رحمكم الله - شريفَ هذه الأيام والليال،

وبادِروا بصالِح الأعمال قبل حُلول الآجال .

شهرُ كريمٌ مُبارَك، ما أطيبَ المُناجاةَ فيه في جوفِ الليل وعند السَّحَر،

وما ألذَّ انشِغالَ القلوب فيه في تدبُّر الآيات وترتيل السور،

وما أجملَ عِمارةَ المساجِد بالصلوات والتلاوات والذكر والمحامِد،

مُنافسةً في المتجَر الرَّبيح، في الصدقات، والاعتِكاف، والتراويح.

هل تأمَّلتُم من هو المُوفَّق الذي قام بحقوق هذا الشهر، وأحسن الاجتهادَ فيه،

وأخلصَ لله في سِرِّه وعلَنِه ؟! كرَّمه ربُّه، فقرَّبَه من بابِه، وشغلَه بذكرِه وتلاوةِ كتابِه.

معاشر الإخوة :
لقد كان نبيُّكم محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم - يجتهِدُ في شهر رمضان

ما لا يجتهِدُ في غيره، ويجتهِدُ في العشر الأخيرة ما لا يجتهِدُ في غيرها،

وإذا دخلَ العشرُ أيقظَ أهلَه، وأحيَا أهلَه، وجدَّ وشدَّ المِئزَر.

معاشر المسلمين :

وإن من لُطف الله - عز وجل -: أن خصَّ خواتيمَ الشهر بأعمالٍ جليلة،

وأجورٍ جَزيلة، من أهمها وأظهرها:

ما خصَّها به من عِظَم الرَّجاء في ليلة القدر؛ فمن أجلِّ الأعمال في هذه الليالي:

تحرِّي هذه الليلة، لما عُلِم من فضلِها وشرفِها وعظيمِ قدرها ومنزلتها

{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)

تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)

سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }


[ القدر: 2- 5 ].

ولهذا كان نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم الصالِحون من بعده،

يخصُّون هذه الليالي بمزيدٍ من الاجتِهاد، ويُولوُنها ما تستحقُّ من العناية،

يرجُون أجرَها، ويتحرَّون فضلَها،

( من قامَ ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه )

والاعتِكافُ في هذه الأيام سُنَّةٌ مأثورة، وشعيرةٌ مبرورة، داوَمَ عليها

نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - حتى توفَّاه الله. فأرُوا اللهَ من أنفُسكم خيرًا،

وجِدُّوا واجتهِدوا، لعلَّه أن تُصيبَكم نفحةٌ من نفَحَات ربِّكم ورحَمَاته.

معاشر المسلمين :

ومما يُعينُ على التوديعِ وحُسن الخِتام: أداءَ صدقة الفِطر؛

فهي واجبةٌ على الكبير والصغير، والذَّكر والأنثى من المُسلمين،

يُخرِجها المُسلمُ من غالبِ قُوت البلد؛ تمرًا، أو بُرًّا، أو شعيرًا،

أو غيرَها من الحبوب التي يقتاتُها أهلُ البلد، ومقدارُها صاعٌ عن كل مُسلم .

ومن كان في بلدٍ وأهلُه في بلدٍ آخر، فإنه يُخرِج فِطرتَهم مع فِطرتِه في البلد

الذي هو فيه، وإن وكَّلهم ليُخرِجوها عنه وعنهم أجزأَ ذلك،

وإن خرجَ هو عن نفسِه في بلدِه وأخرجوا هم عن أنفسهم في بلدهم جازَ كذلك .

وهي صدقةٌ تُدفعُ للفقراء والمساكين الذين تلُّ لهم زكاةُ المال،

ويبدأ وقتُ إخراجها من ليلةِ العيد إلى الخروج إلى صلاة العيد،

ولو قدَّمها قبل ذلك بيومٍ أو يومين أجزأَه، ومن فاَه إخراجُها قبل صلاةِ العيد

فإنه يُخرِجُها بقيةَ اليوم، ومن فاتَه إخراجُها في يوم العيد فإنه يُخرِجها بعدَه قضاءً .

وهي طُهرةٌ للصائم من اللغو والرَّفَث، وطُعمةٌ للمساكين، وشُكرٌ لله على إكمال الصيام،

فأدُّوها - رحمكم الله - على الوجه المشرُوع، طيبةً بها نفوسُكم،

تُغنون بها الفقراءَ عن السؤال هذا اليوم .

والتكبيرُ مشروعٌ للرجال والنساء من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد،

يجهرُ به الرجالُ في المساجد والأسواق والبيوت،

ويخرُج النساءُ لصلاة العيد غير مُتبرِّجاتٍ ولا مُتعطِّرات، يحضُرن الصلاةَ والذكرَ،

ويشهَدن الخيرَ ودعوةَ المسلمين .

معاشر المسلمين:

ومن علامات التوفيق والقبول: عزمُ النفس على المُداومة على العمل الصالح،

واختيارُ الرُّفقة الصالحة ومُجالستهم، رُفقةٌ على الخير يُعينون، وعن الشرِّ يُبعِدون،

وإلى الحقِّ يُقرِّبون،

{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ

وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا

وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }


[ الكهف: 28 ].

رُفقةٌ صالِحةٌ، وجُلساءُ أخيار يدلُّون على الحقِّ، ويُعينون عليه،

ويُساعِدون على سُلوك مسالِك الصلاح.

ولعل من أهم ما يُنبَّه إليه في هذا المقام - أيها الأحبة -، وتستَدعِيه المُناسبة:

ما قد يجري فيه الحديثُ بين الجُلساء، وسمر الأصدقاء،

وتُغذِّيه أدواتُ التواصُل الاجتماعي ومواقعُه وتغريداتُه من أقاويل الإرجاف،

والتهويل، وشائِعات التخويف، والتثبيط، وتعظيم كيد الأعداء، ومكر الماكرين.

والمُؤمنُ مُطمئنٌّ في دينِه وفي حياتِه، مُطمئنٌّ غايةَ الاطمِئنان؛

لأنه يجمعُ بين الإيمان بالله والتوكُّل عليه والاعتِماد عليه، والأخذ بالأسباب.

يُؤكِّد ذلك - عباد الله -: إيمانُ المؤمن الراسِخ الذي لا يتزعزَع، أن الأمر كلَّه لله؛

فهو - سبحانه - مُدبِّرُ الكون، ومُصرِّفُ الأحوال، وهو - سبحانه - ناصِرٌ دينَه،

ومُعلٍ كلمتَه، وحافِظٌ عبادَه، ومُهلِكٌ أعداءَه من الذين يصدُّون عن سبيلِه

ويُكذِّبون رُسُلَه، ويُعادُون أولياءَه.

وكيدُ الأعداء قديم، والصِّراعُ بين الحقِّ والباطل سُنَّةٌ ربانيَّةٌ،

والله يُملِي للظالِم حتى إذا أخذَه لم يُفلِته

{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

وبلادُنا المُبارَكة بلادُ الحرمين الشريفين - ولله الحمد - هي رافعةُ لواء الشريعة،

وقِبلةُ المُسلمين، والخيرُ فيها كثير، ورجاءُ المُسلم بالله قويٌّ، والأحداثُ مُوقِظات،

والسُّننُ واعِظات .

والمُؤمنُ مُوقِنٌ حقَّ اليقين، وعين اليقين، وعلمَ اليقين بقوله - عزَّ شأنُه -:

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

[ الأنفال: 30 ]

وبقوله - جل وعلا -:

{ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ }

[ فاطر: 43 ]

وبقوله - تبارك وتعالى -:

{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا }

[ الطارق: 15، 16 ].

ومن علامات التوفيق والحِفظ والتسديد لهذه الدولة المُبارَكة:

أن هيَّأ لها هذه القيادةَ المُبارَكة، من وُلاة الأمر ورجالهم وأعوانهم،

فهي محضِنُ الرجال، إذا ما مات سيِّدٌ قام سيِّدٌ، من ذوي الفكر الصائِب،

والمواقِف المشهُودة، في الدفاع عن الأمة في المحافِل كافَّة،

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات