صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-13-2016, 12:54 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا


من: الأخت / الملكة نــور
قواعد قرآنية
القاعدة الرابعة والأربعون:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا

محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .

فهذا لقاء يتجدد مع

( قواعد قرآنية )،

وقاعدة قرآنية محكمة، هي من أعظم القواعد التي تعين على تعبيد القلب

لرب العالمين، وتربيته على التسليم والانقياد، تلكم هي القاعدة

التي دل عليها قوله سبحانه وتعالى:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }

[ الحشر: 7 ].

وهذه القاعدة تدل دلالة واضحة كما يقول أبو نعيم

في بيان شيء من خصائصه صلى الله عليه وسلم على:

[ أن الله تعالى فرض طاعته على العالم فرضاً مطلقاً لا شرط فيه،

ولا استثناء،

فقال تعالى:

{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }

وقال سبحانه:

{ مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه }

وإن الله تعالى أوجب على الناس التأسي به قولاً وفعلاً مطلقاً بلا استثناء،

فقال تعالى :

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }

واستثنى في التأسي بخليله،

فقال تعالى :

{ قد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ

إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ

الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ }


[ الممتحنه : 4 ] .

ولقد دأب العلماء على الاستدلال بهذه القاعدة في جميع أبواب العلم والدين:

فالمصنفون في العقائد يجعلونها أصلاً في باب التسليم والانقياد للنصوص

الشرعية، وإن خفي معناها، أو عسر فهمها على المكلف،

قال الإمام أحمد رحمه الله:

[ إذا لم نقر بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم رددنا على الله أمره،

قال الله عز وجل:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }. ]


وفي أبواب الفقه يعمد كثير من المفتين من الصحابة رضي الله عنهم

ومن بعدهم إلى النزع بهذه القاعدة في إيجاب شيء أو تحريمه،

وإن شئت فقل: في الأمر بشيء أو النهي عنه،

وإليك هذه القصة التي رواها الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه،

فإنه حينما حدّث وقال:

[ لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات

للحسن المغيرات خلق الله! قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد

يقال لها: أم يعقوب! وكانت تقرأ القرآن

فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؟ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات

والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟

فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وهو في كتاب الله؟

فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته!

فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه،

قال الله عز وجل:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }!

فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن

قال اذهبي فانظري قال فدخلت على امرأة عبدالله فلم تر شيئاً! فجاءت إليه،

فقالت: ما رأيت شيئاً!

فقال ابن مسعود رضي الله عنه: أما لو كان ذلك لم نجامعها . ]


وهذا عبدالرحمن بن يزيد رحمه الله:

[ يرى محرماً عليه ثيابه، فنهر المحرم،

فقال: ائتني بآية من كتاب الله عز وجل بنزع ثيابي!

فقرأ عليه:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }. ]


وهذه قصة أخرى تؤكد وضوح هذا المعنى عند سلف الأمة رحمهم الله:

يقول عبد الله بن محمد الفريابي:

[ سمعت الشافعي ببيت المقدس يقول: سلوني عما شئتم أخبركم عن كتاب الله،

وسنة رسوله!

فقلت: إن هذا لجرئ! ما تقول أصلحك الله في المحرم يقتل الزنبور؟

فقال: نعم بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }. ]


ويقول محمد بن يزيد بن حكيم المستملي:

[ رأيت الشافعي في المسجد الحرام، وقد جعلت له طنافس، فجلس عليها،

فأتاه رجل من أهل خراسان، فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في أكل فرخ الزنبور؟

فقال: حرام.

فقال: حرام؟!

قال: نعم من كتاب الله، وسنة رسول الله، والمعقول،

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }. ]


أيها الإخوة الكرام:

إن هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }

لتدل بمفهومها على ضرورة حفظ السنة، حفظها من الضياع،

وحفظها في الصدور، إذ لا يتأتى العمل بالسنة إلا بعد حفظها حساً ومعنى:

قال إسماعيل بن عبيدالله رحمه الله:

[ ينبغي لنا أن نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما يحفظ القرآن لأن الله يقول:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ }. ]


وأما الحفظ المعنوي:

فإن جهود أئمة الحديث من عهد الصحابة رضي الله عنهم ومن تلاهم

من التابعين والأئمة لا تخفى على أدنى مطلع، وليس هذا مقام الحديث

عن هذا الموضوع، وإنما المقصود: التنبيه على أن الحفظ الذي تحقق

لسنة النبي صلى الله عليه وسلم على أيدي هؤلاء قد قام به أئمة الإسلام

خير قيام، فلم يبق على من بعدهم إلا حفظ ألفاظها، والتفقه في معانيها،

والعمل بمقتضاها، إذ هذا هو المقصود الأعظم من ذلك كلّه.

معشر القراء الفضلاء:

إن في الآثار التي سقت بعضها وتركتُ كثيراً منها لدلالةً على شمول الآية

لجميع الأوامر سواء كانت واجبة أم مستحبة، وشاملة لجميع النواهي

سواء كانت محرمة أم مكروهة.

ومن تأمل واقع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وجدهم أصحاب القدح

المعلى في تلقي الأوامر والنواهي بنفوسٍ مُسلِّمة، وقلوب مخبتة،

ومستعدة للتنفيذ، ولا تجد في قاموسهم تفتيشا ولا تنقيباً:

هل هذا النهي للتحريم أم للكراهة؟

ولا: هل هذا الأمر للوجوب أم للاستحباب؟


بل ينفذون ويفعلون ما يقتضيه النص، فأخذوا هذا الدين بقوة،

فصار أثرهم في الناس عظيماً وكبيراً.

ولما طغى على الناس في القرون المتأخرة كثرة السؤال والتنقيب:

هل هذا الأمر واجب أم مستحب؟

وهل هذا مكروه أم محرم؟


صار أخذهم لأوامر الله ونواهيه ضعيفاً، فصار أثر التعبد لله هزيلاً،

والانقياد عسيراً.

أيها الإخوة الفضلاء:

إنني لا أنكر انقسام الأوامر إلى واجب ومستحب، ولا أنكر انقسام النواهي

إلى محرم ومكروه، ولا يُنكر أن الإنسان قد يحتاج إلى تفصيل الحال

عند وقوع المخالفة ليتبين حكم الله، وما يجب عليه من كفارة ونحو ذلك،

لكن الذي يؤسف عليه: أن أكثر الذين يسألون عن هذا التقسيم،

ليس مرادهم طلب العلم وتحرير المسائل، بل التملص،

والتنصل من الامتثال، وإلى هؤلاء يتوجه الحديث

في هذه القاعدة القرآنية المحكمة:

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }.

إنني موقن أيها الإخوة أن من ربى نفسه على ترك كل ما ينهى عنه،

وفعل كل ما يستطيعه من الأوامر، من غير تنقيب عن حال هذا النهي

أو ذاك الأمر، بل يبادر تعبداً لله تعالى بتعظيم الأمر والنهي،

فإنه سيجد لذة عظيمة في قلبه، إنها لذة العيش في كنف العبودية،

وظِلِّ الاستكانة والاستجابة والخضوع لله رب العالمين.

أيها الإخوة:

ومن أعظم دلالات هذه القاعدة

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }.

أنها ترد على أولئك الذين يزعمون الاكتفاء بالقرآن فقط في تطبيق

أحكام الشريعة، فهاهو القرآن ذاته يأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،

ولن يكون ذلك إلا باتباع سنته،

بل كيف يتأتى للإنسان أن يصلي،أو يزكي، أو يصوم، أو يحج

بمجرد الاقتصار على القرآن؟!


وإلى هنا ينتهي ما أردنا الحديث عنه

في هذه القاعدة القرآنية المحكمة،

وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى،

والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات