صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-17-2015, 02:31 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي نائلة بنت الفرافصة

الأخت / الملكة نـــور



نائلة بنت الفرافصة
في عصر تجلت فيه شمس الإسلام باسقة .. تجوب الأصقاع و ترافق
الحشود المؤمنة لنشر دين الله .. تضحك فرحة مستبشرة و هي ترى
أشعتها ساطعة من برقة غربًا إلى سيحون شرقًا.. و الأصوات المجاهدة
تنشد بالحق ليصل الصوت إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
فتشمخ بعزٍّ من بارئها و سيف ذي النورين يقود أمة التوحيد .. يزيدها
وهجًا بنوره ، و مطايا الخير الذي حمله حين سقى المسلمين من بئر
رومة و جهَّز جيش العسرة .
لكن هذه الشمس الشامخة غابت في أواخر عهده، حين اعترضتها غيوم
سوداء أمطرت سجيلاً على الجموع المسلمة، فاختلط الحابل بالنابل..
ولم تكن أعين يهود بعيدة عن تلك الغيمة، فقد كانوا -لعنهم الله- سببًا
في إشعالها.. حين حرك ابن سبأ خيوط المؤامرة من وراء الأستار –
كعادتهم- وعاث في الجموع من وراء حجاب يبطن الشرّ ويظهر الولاء..
حتى وصلت الغيوم السوداء إلى سماء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لتفرغ حمولتها في فتنة شعواء عصفت بأمة الإسلام ردحًا من الزمان.
حاول ذو النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- منع غبار النقع
الأسود من الالتفاف حول شمس الإسلام، لكن جموع الغوغاء من ضعاف
النفوس المحاصرين لداره أبتْ إلا صب النار على الهجير. في دار عثمان
بن عفان كانت تسكن امرأة من بني كلب، أحد أشهر بطون العرب
في الفصاحة والبلاغة، ولم تكن فصاحة قومها تقتصر على رجالهم بل
شملت نساءهم أيضًا.. خطبها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فحملها
أهلها له، وحين اجتمع بها رفع قلنسوته عن رأسه فظهر الصلع فيه،
فقامت وجلست إلى جواره .. فمسح على رأسها ودعا لها بالبركة ،
فبوركت بفضل من الله عز وجل.. فقد جعل كرم عثمان بن عفان وحنانه
في قلبها مودة ورحمة له.. تهبها المرأة المسلمة لزوجها حين يزرع
الزوج نبتة الحب في قلبها.
أنجبت نائلة بنت الفرافصة لعثمان بنتًا، وقيل: بنتًا وولدًا.. وكانت له طيلة
حياتها معه الزوجة المطيعة الحانية، حتى وصل الطوفان إلى المدينة
قادمًا من البصرة والفسطاط، يحمل معه آلافًا من الغوغاء الذين تأبّطوا
الشر بسيوفهم يريدون قتل الخليفة عثمان بن عفان .. فحاصروا بيته
ونائلة معه تشد من عزيمته ، و تؤنس وحدته ..
حتى إذا خشي الرعاع من المحاصرين قدوم جيش من الشام لإنقاذ الخليفة
المحاصر، قفزوا على داره لا يألون لبيته حرمة، ولا لصحبته مكانة،
ولا لفضائله ذكرًا في نفوسهم الآثمة، فقرروا قتله وهو صائم يقرأ
القرآن..! عندها أرادت نائلة بنت الفرافصة أن تمنع دخولهم إلى حرمة
منزلها، فنشرت شعرها ظنًّا منها أن في قلوبهم بضعًا من إيمان وغض
طرف يصون عليهم دينهم.. لكن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - منعها
في قوله لها: "خذي خماركِ، فلعمري لدخولهم عليَّ أهون
من حرمة شعرك "..
فلم يكن من نائلة وهي ترى السيوف تقترب من زوجها الحبيب إلا وضع
يديها لتتقي السيف عن عثمان، فقطع السيف أصابعها ومضى في بطن
الخليفة الراشدي الثالث.. وزوجته تحاول صدّ السيوف عن جسده
حتى قُتل.
فخرجت نائلة بنت الفرافصة تجمع شعث همومها في موكب دفنه عند
أطراف البقيع، حيث وارى الثرى - رضي الله عنه وأرضاه وكفاه ببطشه
ما فعلته الغوغاء فيه. لا أودُّ الخوض في حديث الفتنة الكبرى هنا رغم
أنها أمّ الفتن التي انهالت على أمة الإسلام حتى يومنا هذا، ولكني أردت
أن أبحث في موقف امرأة لم تكن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يومًا، ولكنها نهلت من معين أحد صحابته كزوجة لعثمان بن عفان وحبيبة
له.. كانت بجانبه يوم شدته، ودافعت عنه بجسدها حتى قُطعت أصابعها..
لأقف بكم أيها القراء الأعزاء أمام صورة لحب قلَّ نظيره في زماننا، بل
ووفاء نادر لزوج حبيب بقي خالدًا في ذكرى نائلة بنت الفرافصة.. إذ بعد
وفاة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - خطبها معاوية بن أبي سفيان
فرفضته، وقالت حين سُئلت عن سبب رفضها قولاً شهيرًا:
"إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وإني خفت أن يبلى حزني
على عثمان، فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان، وذلك ما لا يكون أبدًا ...".
فأين نحن من نائلة بنت الفرافصة تلميذة مدرسة عثمان بن عفان، التي
تعلمت فيها حب الزوج حين أحبها، فوهبته حياتها حيًّا وميتًا.. ودافعت
عنه بجسدها حين داهمه الخطر؟
لن أقول في قصة نائلة بنت الفرافصة : أيتها المرأة المسلمة، أحبي
زوجك ليحبك !! و لكني سأوجِّه خطابي للرجل فأقول له : يا أيها الرجل ،
أحبَّ زوجتك لتحبك وتعطيك ماء عينيها .
رحم الله عثمان بما أحب نائلة .. و رحم الله نائلة في إخلاصها لعثمان .
المصدر:
موقع المختار الإسلامي ، نقلاً عن مجلة المنار .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات