المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الخطبه الثانيه الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ، و أشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، الداعي إلى جنته و رضوانه ، صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و صحابته و إخوانه ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمـــا بعـــد : فاتقوا الله عباد الله ، و تأملوا فيما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ، ثم نظر إليها فقال لها : تكلمي فقالت : { قدأفلحالمؤمنون } ، فقال الله عز و جل : و عزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ) . أرأيتم ياعباد لله ، كيف يمنع البخل صاحبه من دخول جنة عرضها السموات و الأرض ؟ أرأيتم كيف يحرم البخل صاحبه من مجاورة الكريم المنان ؟ إنه داء خطير، وشر مستطير ، ذمّه الله تعالى و نهى عنه ، و توعد عليه و جعله طريقاً للشقاء و العسر في الدنيا ، و سوء المنقلب و المصير في الآخرة فقال تعالى { وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى، وما يغني عنه ماله إذا تردى } { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير } معاشر المؤمنين : الإسلام يوصى بأن يكرم المرء نفسه ثم أهل بيته ثم ذوى رحمة ثم سائر الناس. و معنى كرم المرء مع نفسه أن يشبع نهمتها من الحلال فيصدها عن الحرام ، و أن يصونها عن مظاهر الفاقة التى تخدش مكانتها فى المجتمع ، و تهبط بها دون المستوى الواجب لعزة المسلم ، و ذلك كله فى نطاق القصد الذى لا إسراف فيه و لا شطط ، و للمسلم أن يمسك لديه من المال ما يبلغه هذه الأهداف المشروعة . { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً } و على رب البيت أن يتعرف المطالب المعقولة لأهله و ولده ، و أن ينفق عن سعة فى قضائها ، فليس من الدين أن يدع المرء زوجته أو بنيه و بناته فى حال قلقة من الاحتياج و الضيق ، ثم يضع ماله فى مصرف آخر مهما كان خطره ، فروابط الأسرة أولى بالعناية و أحق بالتوثيق من غيرها . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( دينار أنفقته فى سبيل الله ، و دينار أنفقته فى رقبة ، و دينار تصدقت به على أهلك ، أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك ) إن فى هذا الإرشاد زجرا لطائفة من الناس يجنحون إلى السرف خارج بيوتهم و بين أصدقائهم أو الغرباء عنهم ، فإذا خلوا إلى أهلهم كانوا أمثلة سيئة للتقتير و التعسف! و فى الحديث ( يا أمة محمد و الذى بعثنى بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل و له قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم ، و الذى نفسى بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و تعوذوا بالله من الجبن و البخل ، و ضلع الدين و قهر الرجال . ثم صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم المصطفى محمّدٍ رسول الله المُجتبى ، فقد أمركم بذلك ربّكم جل و علا ، فقال عز من قائلا عليما سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ، صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ، و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت |
|
|