المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الخطبه الثانيه الخفيُّ عندَه ظاهِر ، { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ } [ الرعد : 10 ] ، و أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له القويّ القاهر ، و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمّدًا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ، و سلّم تسليمًا متّصلا إلى اليوم الآخر . و بــعــد : أيّها المسلمون ، العقيدةُ الإسلامية عقيدةُ الوضوح و الاستقامة ، فلا يقوم فيها شيءٌ على الظنّ و الوهم و الشّبهةِ ، و في محاسن توجيهاتِ القرآن العظيم : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } [ الإسراء : 36 ] ، قال القرطبيّ يرحمه الله : " أي : لا تتبَع ما لا تعلم و ما لا يعنيك " ، و نُقل قولُ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( أي : لا تذُمَّ أحدًا بما ليس لك به عِلم ) . أيّها المسلمون ، هذه الكلمات القليلةُ التامّة تقيم منهجًا كاملاً للقَلب و العقل ، إنها ميزة الإسلام على المناهج العقليّة الجافة ، فالتثبُّت من كلّ خبر و من كلّ ظاهرة قبل الحكم عليها هو دعوةُ القرآن الكريم و منهج الإسلامِ الدقيق ، و متى استَقَام القلب و العقلُ على هذا المنهج لم يبقَ مجالٌ للوهم و الخرافةِ في عالم العقيدَةِ ، و لم يبقَ مجال للظّنّ و الشبهةِ في عالم الحكمِ و القضاء ، بل لم يبقَ مجال للأحكام السطحيّة و الفروض الوهميّة في عالم البحوث و التجارب و العلوم . و الأمانة العلميّةُ التي يشيد بها الناس اليوم ليست إلا طرفًا من الأمانة العقليّة القلبية التي يعلن القرآن تبِعَتها الكبرى و يجعلُ الإنسانَ مسؤولاً عن سمعه و بصره و فؤاده أمام واهِبِها سبحانه و تعالى . إنها أمانةُ الجوارح التي سيُسأَل عنها العبد يوم القيامة ، أمانةٌ يهتزّ الوجدان الحيّ لجسامتها و دِقّتها ، كلما نطق الإنسان بكلمة أو روى رواية ، و كلما أصدر حكمًا على شخصٍ أو أمرٍ أو حادثة ، و صدق الله العظيم إذ يقول : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء : 9 ] . هذا ، و صلّوا و سلِّموا على الرحمةِ المهداة و النّعمة المسداة محمد بن عبد الله ، رسول الله و خاتم أنبيائِه . كما أمركم بذلك ربكم فى عُلاه فقال عزَّ من قائلا عليمًا سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب : 56 ] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ، و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ، و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ، و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين... أنتهت
|
|
|