[حور العين]

من:الابنة / آية عبد الرحمن
امتحانات الحياة
بقلم/ سلمى شعبان
فيه مواقف في حياة الواحد لازم يسجلها ومينسهاش،

عشان لما يرجع بيه الزمن يفتكر قد إيه كان غبي

في لحظة من اللحظات ومقدرش يقدّر قيمة معطيات حياته.

أسهل شيء في الحياة إن الواحد يستسلم وميقاومش.

وأصعب شيء في الدنيا إنه يصبر على الابتلاء والاختبار.

أفتكر زمان أيام الامتحانات وأول كام دقيقة في الامتحان

بيكونوا زمن لوحدهم.

وأول ما أبدأ أجاوب وأكتب ألاقي الوقت عدى وجِري.

مهما طال الوقت أكيد الامتحان اللي أنا فيه هينتهي

وهفتكر منه بس الضحك أو الزعل،

ويمكن مفتكرش منه أي حاجة خالص،

زي امتحانات كتير الواحد كان خايف منها ونسي أصلاً كل كلمة ذاكرها

لما خلص الامتحان وقبل ما النتيجة تطلع حتى.

الواحد وهو ف الامتحان بيفتكر إن اللحظة دي صعبة

ويمكن تنتهي حياته قبل ما تنتهي،

لكن بمجرد ما يفوق ويبدأ يفكر هيتصرف إزاي بتتحل نص مشكلته،

وأول ما يبدأ في التنفيذ بيلاقي المشكلة مش موجودة أصلاً.

امتحانات الدنيا صعبة أوي أوي.

أصعب بكتير من مجرد سؤال في مادة الواحد حافظها صم

أو حتى عارف أجزاء فيها ممكن تنجّحه.

امتحانات الدنيا بتبدأ بعد ما تنتهي: بنتعلم منها،

بس بعد فوات الأوان غالبًا،

وقليل منا اللي بيتعلم أصلاً.

دايمًا أفكر الطلبة بتوعي إن الإنسان اتخلق عشان يعيش حياته

في امتحانات،

وإن أصعب الامتحانات هي اللي بتيجي على شكل الفتنة

في الحاجة اللي بنحبها.

يعني واحد مثلاً طول عمره يتمنى يكون عنده فلوس كتير

وفعلاً ربنا يكرمه ويديله،

ولكن يتعرّض لأزمة كبيرة ويفقد كل ثروته.

هنا الامتحان صعب جدًا عليه،

لأنها الحاجة اللي بيحبها وعايزها من الدنيا.

واحد طول عمره يتمنى يخلف ويفضل طول حياته مستني اليوم

اللي هيرزقه ربنا بطفل جميل يشيل اسمه ويورث كل شيء فيه،

ويكتشف إنه مبيخلفتش أو يخلف بنات بس

مع إن البنات برضو خلفة لكنه عايز الولد

ده بالنسبة له أكبر امتحان وأكبر فتنة في حياته.

واحد تاني حاطط كل أمله وطموحه في ابنه،

صرف عليه كل ما يملك،

ضيّع شبابه عليه ومع ذلك ربنا يختار ابنه ده ويموت أو يطلع ولد عاق،

ده بالنسبة للشخص أكبر امتحان في حياته.

وغيرهم كتير.

ممكن الامتحان ييجي على شكل فقد نعمة عندنا وأعتقد ده أسهل كتير،

وامتحان ييجي على شكل منحة ربانية،

حاجة إنت كنت بتتمناها وحصلت.

يا ترى هتتغير ولا هتفضل على مبادئك ومتتفتنش؟

يعني لازم امتحانات.

لازم كل شوية تلاقي اختبار معدي عليك.

كلمة، موقف، حركة من حد،

وإنت بقى يا تعدي وتنجح يا متعديش،

وممكن تجيب ضعيف يعني عديت بس مش أوي،

بخساير يعني.

فيه قررات مصيرية في حياة الإنسان لازم ياخدها في الوقت المناسب

وقبل الامتحان ما يخلص،

وإلا خلاص بخ انتهى الوقت وسلمت ورقة الإجابة فاضية

عليها اسمك بس.

وساعتها ملهاش حل.

كنا زمان بنستلم كتيب مع كتب المدرسة أحمر

اسمه دليل تنظيم الوقت،

كان فيه جملة كنت حافظاها جدًا

بس فهمتها السنة دي بس

"دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانٍ"

يعني مهما عملت ومهما حاولت حياتك ليها وقت وهتنتهي فيه،

حياتك هي الاختبار الحقيقي اللي لازم تعرف إزاي هتنجح فيه.

ويا ترى إنت مقرر أصلاً تنجح ومذاكر ولا ناوي على ضعيف.