[حور العين]

من : الأخ الدكتور / عبدالله بن مراد العطرجي
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
وداعاً شهر ربيع الأول


وداعاً شهر ولادة المصطفى المختار عليه من الله أفضل الصلاة والسلام.

وداعاً شهر ولادة شمس الضحى وبدر الدجى ومصباح الظلام، أبو القاسم

صلى الله عليه وسلم، سيد ولد عدنان، وسيد العرب والعجم،

وإمام الحرمين، ومحبوب المشرقين والمغربين.

وداعاً شهر ربيع الأنوار، ربيع الأسرار، الذي تميز هذا العام

بتوافق التأريخ واليوم كما كان في يوم ولادته عام الفيل.

وداعاً شهر ربيع الأول الذي في مثله منذ أكثر من أربعة عشر قرن ولد

الهدى الذي استنار الكون بولادته صلى الله عليه وسلم يتيم الأب فيكفله جده

عبدالمطلب مغتبطاً مسروراً بهذا المولود وسماه محمداً لتحمد عقباه.

وداعاً شهراً كريماً عظيم المقدار حيث فيه ولد النبي المختار وفيه قبض.

وداعاً شهراً له الفخار على كل الشهور، شهر الربيع المحمدي، فصار شهراً

عظيماً لعظمة من ولد فيه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وداعاً شهراً كانت فيه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضحى يوم

الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، سـنة احدى عشرة

مضت من الهجرة ( 12/3/11هـ).

لقد اهتز عرش الرحمن سبحانه وتعالى فرحاً واستبشاراً بقدوم روح سيدنا

سعد بن معاذ رضي الله عنه... فكيف كان الحال حين قدمت روح هذا النبي

الأعظم سيد الخلائق على ربه سبحانه... لنتمعن ذلك ... ونستشعر عظمة

الرسول ومكانته ومنزلته صلى الله عليه وسلم.

وداعاً شهر ربيع الأول حين علم الصحابة فيه بوفاة رسول الله

صلى الله عليه وسلم، حتى طاشت عقولهم، وعمتهم الحيرة، وأقعدتهم

الدهشة، وأظلمت الحياة في وجوههم. حتى إن عمر رضي الله عنه قام يحلف

للناس بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، حتى جاء أبو بكر من

السنح فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده مسجَّى في ثوبه،

فكشف وجهه صلى الله عليه وسلم وقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي طبت

حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً.

خرج أبو بكر وعمر من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

ليتحدثا للناس، فقام أبو بكر خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فمن

كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ

لا يموت، وقال عز وجل:

{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) }

(سورة الزمر)، وقال:

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ

انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً

وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) }

(سورة آل عمران)،

فنشج الناس يبكون، قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله

أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها الناس منه كلهم،

فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها.

فهنيئاً لمن اتبع هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهنياً أحيا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهنيئاً لمن ابتعد عن بدعة في شهر ربيع الأول.

وهنيئاً لمن صام في شهر ربيع الأول أيام الاثنين والخميس والأيام البيض.

وهنيئاً لمن أدى الصلوات المفروضة في جماعة المسلمين

في شهر ربيع الأول.

وهنيئاً لمن واظب على الصلوات النافلة الاثنتي عشر

ركعة لكل فرض يومياً في شهر ربيع الأول.

وهنيئاً لمن واظب على صلاة الضحى في شهر ربيع الأول.

وهنيئاً لمن قام ليالي شهر ربيع الأول بالتهجد.

وهنيئاً لمن ختم القرآن الكريم في شهر ربيع الأول.

وهنيئاً لمن أكثر من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه في شهر ربيع الأول

وهنيئاً لمن فعل الصالحات والتقرب إلى الله قولاً وعملاً في شهر ربيع الأول.

هنيئاً لمن كانت له خبيئة في شهر ربيع الأول.

هنيئاً لمن كان مولده في شهر ربيع الأول.

هنيئاً لمن كانت وفاته في شهر ربيع الأول.

وختاماً:

يا أيها المشتاقون لنور جماله

صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى زوجاته الطيبات

الطاهرات أمهات المؤمنين آله الأطهار وصحبه أجمعين الكرام الميامين

والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين