صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2021, 03:14 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي هذه هي الصابرة


من الأخت / الملكة نور
هذه هي الصابرة


الكلام عن الصبر يطيب ، كيف لا وهو يبين لنا من خلاله معادن الناسِ ،
وقوة إيمانهم ، وصبرهم ورضاهم بما قسمه الله وقدره .

ولما رأيتُ الدهر يؤذن صرفه *** بتفريق ما بيني وبين الحبائب
رجعتُ إلى نفسي فوطنتها على *** ركوبِ جميل الصبر عند النوائب
ومن صحب الدنيا على سوء فعلها *** فأيامه محفوفة بالمصائب
فخذ خلسةً من كل يوم تعيشه *** وكن حذراً من كامنات العواقب

والله لو نطق الصبر لقال : هذه هي الصابرة ... لطالما وصفت المرأة
بالجزع والهلع ، لكن مع الإيمان ينتقل ذلك إلى صبرٍ ورضا ، امرأتنا
هذه ، لها مع الصبرِ شأن عجيب ، تقول إحدى الأخوات في رسالتها :
هي قصة لامرأة وقفت على فصولها ، هذه المرأة تزوجت ، وانتظرت أكثر
من عشرين عاماً ، تنتظر على إثر ذلك ريحانةً لقلبها ، تنتظر مولوداً
يشنف سمعها بلفظ الأمومة ، ولكن ، لم يقدر الله تعالى لها من ذلك الزوج
أولاداً ، طلبت الانفصال عن هذا الزوج ، ، مع حبها الشديد له ، لكن
عاطفة الأمومة لديها سيالة ، انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ،
فوهبها المنعم المتفضل بعد طول مدةٍ مولوداً ذكرا ، وفي أثناء حملها ،
طلقها هذا الرجل ، فوضعت حينها قرة عينها ، بعد طول ترقب وانتظار ،
وحينها تقدم لها الكثير من الخطاب ، ولكنها رفضتهم جميعاً لتربي ولدها
، عكفت على تربيته ، لقد علقت فيه آمالها ، ورأت فيه بهجة الدنيا
وزينتها ، انصرفت إلى خدمته في ليلها ونهارها ، غذته بصحتها ، ونمته
بهزالها ، وقوته بضعفها ، كانت تخاف عليه من رقة النسيم ، وطنين
الذباب ، كانت تؤثره على نفسها بالغذاء والراحة ، أصبح هذا الولد قلبها النابض ،
تعيش معه وتأكل معه ، وتشرب معه ، تؤنسه ، تمازحه ،
تنتظره وتودعه ، حين يذهب في المجالس وبين الأقارب يحلوا لها
الحديث بطرائفه ونوادره ، تهب البشائر والأعطيات لكل من يبشرها
بنجاحه أو قدومه من سفره ، ولما لا وهو وحيدها وثمرة فؤادها .

تعد الأيام والشهور لترى فلذة كبدها يكبر رويداً رويدا .. كبر ذالك الطفل ،
وأصبح شاباً يافعا ، واستوى عوده ، واشتد عظمه ، كانت تقف أمامه
مزهوة شامخة ، كانت تجاهد على إعانته على الطاعة ، كيف لا ،
وهي كما تقول الأخت : عرفت منذ الصغر بطول قيامها وتهجدها ،
لا تدخل مجلساً إلا وتذكر الله وتنهى فيه عن فحش القول أو البذاءة ،
وهي مع ذلك من أهل الصلاة والصدقة ، لطالما تاقت نفسها أن تسمع
صوت وحيدها يؤم المصلين في المسجد الحرام ، لكم تمنت أن يجعل الله
له شأن يعز به دينه ، لقد كانت كثيراً ما تختلي بنفسها في أوقات الإجابة
تدعو ربها ، وكم كان اسمه يسيطر على دعائها .

لا تنامُ إلا بعد أن ينام ، ثم تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ،
وتصلح حاله ، تفعل ذلك في الليلة الواحدة أكثر من مرة .

الله أكبر ، مبلغ الحنانِ ومنتهاه ! أحسبُ أنكم تقولون كفى ، فقد أبلغتِ
في الوصف والثناء ، لستِ والله بمبالغة ، فهذه حالها مع ولدها .

عزمت على تزويجه ، لترى ولده وحفيدها ، بدأت تبحث له عن عروس ،
ثم سعت إلى تقسيم منزلها إلى قسمين ، العلوي له ، والسفلي لها ، دخلت
عليه في يوم من الأيام كالعادة ، نادته لم يرد عليها ، خفق قلبها ، رفعت
يده فسقطت من يدها ، هزته بقوة ، لم يتحرك ، بادرت بالاتصال على
قريب لها ، حضر على عجل ، فحمله إلى المستشفى ، أحست أن في الأمر
شيئا ، لكنها على أمل ، فماذا عملت ، لقد كان من أمرها عجبا !! توضأت
ثم يممت شطر سجادتها ، وسألت ربها أن يختار لها الخيرة المباركة ،
وصلت ، وبعد سويعات ، وإذا وحيدها قد مات ، نعم ، بعد أربعين سنة ،
عشرون سنة ترقبه ، وأخرى مثلها تربيه ، ضاع ذالك في لحظة واحدة ،
وما كان منها حينما بلغها الخبر ، إلا أن قالت : وحيدي مات ،
ثم استرجعت ، ثم رددت كثيرا : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله.. ،
تقولها بثبات وصبر ، لم تندب ولم تصرخ ، ولم تشق جيباً أو تلطم خدا .

هذه هي ثمرة الإيمان تظهر في أشد المواقف وأصعبها وأحلكها ، كان وقع
الصدمة شديداً على كل من عرف ، بعض قريباتها يبكين أمامها ليس لفقد
الولد ، ولكن رأفةً بحالها ، كانت تنهاهن بحزم وهدوء ، وتقول بلهجتها :
ما هذا الخبال ، ربي أعطاني إياه ، أنا راضية والحمد لله
أنها لم تكن في ديني .

لله أكبر ، لقد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والرضا ، إلا أن بعض
النفوس الضعيفة ، من اللاتي يجهلن التسليم والرضا بالقدر ، لم
يستوعبن موقفها ، فمن قائلة : لعلها أصيبت بحالة نفسية ، ومن قائلةٍ :
هي ذاهلة ولم تستوعب بعدُ وفاته ، وفي تلك الليلة التي مات فيها فلذة
كبدها ، حان وقت طعام العشاء ، فكان من أمرها عجبا ، امتنع الكثير
عن تناوله ، أما هي فقد مدت يدها إلى الطعام وهي تقول : والله ليس لي
رغبة فيه ، ولكني مددتُ يدي رضا بقضاء الله وقدره .

الله أكبر ، ما أعظم موقفها ، لقد كانت تشعر بالحرقة ، لكن على سجادتها
بين يدي ربها تناجيه وتدعو لوليدها ، نعم ، فقدت فلذة كبدها ، لكنها في
الوقت نفسه المؤمنة الراضية ، لقد حول صبرها ورضاها مع حسن ظنها
بالله تعالى حول هذه المحنة إلى منحة ، حينها يكون لها حسن العقبى
في الدارين بإذن الله "


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات