صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2016, 01:46 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,604
افتراضي درس اليوم 01.06.1437


من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ أول شرك وقع في بني آدم ]

إن مما لا خلاف فيه أن أول شرك وقع في العباد هو شرك الشيطان.
قال الحافظ ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى:

{ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ }
[الأنبياء: 29]

قال ابن جريج: (من يقل من الملائكة إني إله من دونه، فلم يقله
إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه، فنزلت هذه الآية في إبليس).


وقال قتادة: (إنما كانت هذه الآية خاصة لعدو الله إبليس،
لما قال ما قال لعنه الله، وجعله رجيما) .


وقال الضحاك في قوله تعالى:

{ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ }

: (يعني من الملائكة إني إله من دونه، قال: ولم يقل أحد من الملائكة
إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر) .


فهذا أول شرك وقع على الإطلاق – فيما أعلم -،
ولكن متى وقع أول شرك في بني آدم؟ اختلفوا فيه على أقوال:
القول الأول: إن أول شرك في بني آدم كان من قابيل، وقد حكى الإمام
الطبري في تاريخه رواية تدل عليه؛ وهي (ذكر أن قابيل لما قتل هابيل،
وهرب من أبيه آدم إلى اليمن، أتاه إبليس فقال له: إن هابيل إنما قبل
قربانه وأكلته النار؛ لأنه كان يخدم النار ويعبدها، فانصب أنت أيضاً ناراً
تكون لك ولعقبك، فبنى بيت نار، فهو أول من نصب النار وعبدها) .

فهذا القول نرى الإمام الطبري نقله بدون سند، بل صدره بقوله: (ذكر)
بصيغة التمريض، مما يدل على ضعفه عنده، وهو في نفسه ضعيف،
كما سيأتي بيان ما يخالفه من القول الصحيح.

القول الثاني: إن بداية الشرك كان في زمن يرد بن مهلائل، وهو أبو
إدريس عليه السلام، وقد حكاه أيضاً ابن جرير في تاريخه، فقال:
(حدثني الحارث قال: حدثنا ابن سعد قال: أخبرني هشام، قال: أخبرني
أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: في زمان يرد عملت الأصنام،
ورجع من رجع عن الإسلام)
.
ففي هذا السند نرى هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وهما
ضعيفان بل متهمان، ولا يقبل منهما، خصوصاً أن هذه الرواية خالفت
الرواية الصحيحة – كما سيأتي -، ثم إن الكلبي هنا يروي التفسير عن
أبي صالح عن ابن عباس، وأبو صالح لم ير ابن عباس، ولا سمع منه
شيئاً، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، فما رواه
الكلبي لا يحل ذكره في الكتاب، فكيف الاحتجاج به؟ .
والمقصود: أن هذه الرواية لا تصلح للاحتجاج.

القول الثالث: إن أول شرك وقع في بني آدم إنما هو من قبل أبناء قابيل.
وتدل عليه رواية ابن الكلبي في كتاب الأصنام، قال فيها: أخبرني أبي قال:
(أول ما عبدت الأصنام أن آدم عليه الصلاة والسلام لما مات، جعله
بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند).

ثم روى عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: (وكان بنو شيث
يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه، فقال رجل من بني
قابيل بن آدم: يا بني قابيل! إن لبني شيث دواراً يدورون حوله ويعظمونه،
وليس لكم شيء. فنحت لهم صنماً، فكان أول من عملها) .


فهذه الرواية أيضاً من قبل هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه،
وهو عن أبي صالح عن ابن عباس. وقد تطرقت لهذا السند بالنقد فيما
قبل، فلا أعيده هاهنا، وإنما المقصود بيان كونه قولاً ضعيفاً للغاية.
القول الرابع: إن أول شرك وقع في بني آدم هو في قوم نوح.

ويستدل لهذا القول بما يلي:
1- قوله تعالى:

{ وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }

[نوح: 22]

والدليل على أن هؤلاء المذكورين كانوا في قوم نوح؛ الروايات
الحديثية التي وردت في تفسير الآية.

من أشهرها: ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس – رضي
الله عنهما – (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى
الشيطان إلى قومهم: أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً
وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ
العلم عبدت) .

وما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، قال: (كانوا قوما صالحين –
يغوث ويعوق... – بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا
قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى
العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس
فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم) .

2- قوله تعالى:

{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ }
[البقرة: 213].

ويتضح وجه الاستدلال من الآية لمن اطلع على تفسيرها،
وقد سبق معنا بيانه فيما قبل.

3- ويدل عليه أيضاً: ما رواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس –
رضي الله عنهما – قال: (كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على
شريعة من الحق، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين...).


4- وقد قال قتادة: (ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح – عليهما السلام –
عشرة قرون كلهم على الهدى وعلى شريعة من الحق، ثم اختلفوا بعد
ذلك، فبعث الله عز وجل نوحاً، وكان أول رسول بعثه الله إلى
أهل الأرض).


5- وعن عكرمة قال: (كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم
على الإسلام).


فهذه أقوال صحيحة عن سلف هذه الأمة في بيان بداية الشرك في بني
آدم، وهي ترجح هذا القول الرابع؛ بأن بداية الشرك كان في قوم نوح،
وقبل هذا كانوا على الإسلام.

ومن غرائب ما في هذا الباب نسبة وجود الشرك في آدم – عليه السلام –
استدلالاً بقوله تعالى:

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ
رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً
جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

[الأعراف: 189، 190].

فإنه جاء في تفسير هذه الآيات آثار عن بعض السلف توهم وجود الشرك
في زمن آدم عليه السلام، وهي ما يلي:
أولاً: ما روى الإمام أحمد بسنده عن الحسن عن سمرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:

( لما ولدت حواء طاف بها إبليس – وكان لا يعيش لها ولد -،
فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش،
وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره )


هذا هو الحديث المرفوع الوحيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن كثير: (وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار بندار
عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية
عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد به، وقال: هذا حديث حسن غريب
لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد به
ولم يرفعه، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الصمد مرفوعاً، ثم
قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ورواه الإمام أبو محمد ابن
أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي عن هلال بن فياض عن عمر
بن إبراهيم به مرفوعاً، وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره
من حديث شاذ بن فياض عن عمر بن إبراهيم مرفوعاً؛ قلت – القائل هو
الحافظ ابن كثير -: وشاذ هو هلال وشاذ لقبه) .


ثانيا: الآثار عن الصحابة:
أ- روي عن ابن عباس روايات بنحو ما ذكر:
1- من طريق محمد بن إسحاق بن يسار عن داود بن الحصين عن عكرمة
عنه (13) ، وهذا السند غير مقبول عند المحدثين، فإن كل ما رواه داود
بن الحصين عن عكرمة فهو منكر، بل ضعفه بعضهم .

2- من طريق عبد الله بن المبارك عن شريك عن خصيف عن سعيد
بن جبير عنه، ففي هذا السند خصيف، وهو ضعيف، وشريك
أيضاً مختلط ، فلا اعتبار بهذه الرواية.

3- ما رواه ابن جرير الطبري، قال: حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني
أبي، قال: حدثني عمي، قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس (بنحوه).
فهذه هي السلسلة العوفية المعروفة بالضعف من رواة التفسير
عن ابن عباس .

4- ما رواه الطبري من طريق القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا حجاج
عن ابن جرير قال: قال ابن عباس. وذكر نحوه . فهذا أثر منقطع،
وضعيف؛ فإن حجاج بن أرطأة ضعيف، وابن جريج لم يدرك ابن عباس.

ب- وفي الباب رواية عن أبي بن كعب نحوه، وقد رواه
ابن عباس عنه .


قال ابن كثير: (وقد تلقى هذا الأثر عن ابن عباس من أصحابه؛ كمجاهد
وسعيد بن جبير وعكرمة. ومن الطبقة الثانية قتادة والسدي، وغير واحد
من السلف، وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعات
لا يحصون كثرة. وكأنه – والله أعلم – أصله مأخوذ من أهل الكتاب؛ فإن
ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم) ... وهذه الآثار
يظهر عليها – والله أعلم – أنها من آثار أهل الكتاب، وقد صح الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدم تصديق أهل الكتاب وفي عدم
تكذيبهم أيضاً، ثم إن أخبارهم على ثلاثة أقسام؛ فمنها ما علمنا صحته
بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومنها ما علمنا كذبه بما دل على خلافه من الكتاب والسنة أيضاً، ومنها
ما هو مسكوت عنه فهو المأذون في الحديث.

وهذا الأثر – المروي عن ابن عباس – ننظر إليه بهذه الاعتبارات الثلاثة،
فهل يدل عليه من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيء؟. في الحقيقة: أن هذا فرع عن صحة الحديث الذي رواه سمرة
بن جندب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ضعفه.
أعني الحديث:

( لما ولدت حواء طاف بها إبليس... )إلخ.

فالمحدثون في هذا الحديث فريقان:
فريق: أخذوا الحديث بالتصحيح، ثم بدؤوا يؤولون في معنى الحدي
كي لا يؤدي إلى نسبة الشرك إلى آدم.

وفريق آخر يضعفون الحديث، ويفسرون الآية بما يوافق طبيعة اللغة
العربية، وبما روي من آثار في ذلك.

فأما الذين قالوا بصحة الحديث أجابوا بأجوبة، منها:

أ- أن النفس الواحدة وزوجها آدم وحواء، والشرك الواقع منهما ليس
شركاً في العبادة، وإنما هو شرك في التسمية، حيث سميا ولدهما
(عبد الحارث) والحارث هو اسم إبليس، وآدم وحواء لم يعتقدا بتسمية
ولدهما عبد الحارث أن الحارث ربهما، وقد ذكر هذا القول بعض
المفسرين، كابن جرير الذين صوبه ، ورجحه على غيره، وروى
في تأييده آثاراً عن السلف.

فروى عن ابن عباس أنه قال: (أشركه في طاعته في غير عبادة،
ولم يشرك بالله، ولكن أطاعه) .

وعن قتادة قال: (وكان شركاً في طاعته، ولم يكن شركاً في عبادته).

وعن سعيد بن جبير قال: (قيل له: أشرك آدم؟ قال: أعوذ بالله أن أزعم أن
آدم أشرك، ولكن حواء لما أثقلت أتاها إبليس فقال لها: من أين يخرج
هذا؟ من أنفك, أو من عينك, أو من فيك؟ فقنطها، ثم قال: أرأيت إن خرج
سوياً... أتطيعيني؟ قالت: نعم، قال: فسميه عبد الحارث، ففعلت... فإنما
كان شركه في الاسم)
.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات