صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2014, 10:20 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي عيد الفطر من المسجد الحرام : عيد الفطر .. عيد فرح و سرور



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن عبد الله بن حميد يحفظه الله

خطبتي عيد الفطر المبارك من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :



عيد الفطر .. عيد فرح و سرور



والتي تحدَّث فيها عن العيد وما فيه من فرحٍ وسرور،

وذكر عدة أسباب لجلب السرور على قلوب المسلمين

ينبغي لكل مسلمٍ أن يتعلَّمها ويعمل بها وينشُرَها بين المُسلمين.





الله أكبر تعالى مجدُ ربِّنا عزًّا وسُلطانًا،

والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا أفاضَ علينا سوابِغ نعمه جودًا وامتنانًا،

والله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا فضلاً من ربِّنا وإحسانًا،

والحمد لله هو أهلُ الحمد والمجد والثناء، والمرجُوُّ والمُؤمَّلُ صفحًا وعفوًا وغُفرانًا،

أحمدُه حمدَ عابدٍ لربِّه، وأُكبِّرُه تكبيرَ مُعترفٍ بذنبِه، سبحانَه وبحمده عزَّ في عُلاه،

وجلَّ في سماه، من ذكرَه ذكرَه، ومن شكرَه زادَه، ومن توكَّل عليه كفاه.



لا إله إلا الله، والله أكبر خلق كل شيءٍ فقدَّره، وشرعَ الشرعَ فيسَّره،

أحمدُه حمدَ الشاكرين، وأسألُه معونةَ الصابرين، وأستجيرُ به من العذاب المُهين.

طاعتُه أفضلُ مُكتسَب، وتقواه أعلى نسَب.



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

سبحانه وتعالى عما يقولُ الظالمون الجاحدون علوًّا كبيرًا،

شهادةً مُدَّخرَة ليومٍ كان شرُّه مُستطيرًا،

وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، وصفيُّه وخليلُه،

وخيرتُه من خلقه، جاء بصوادِق الخبر، وقوارِع العِبَر، الشافعُ المُشفَّع في المحشَر،

صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله السادة الأطهار الغُرَر،

وأصحابه الميامين سادة البشر،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسارَ على الأثر.





فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -.

نالَ السعادة وبلغَ السيادة من باتَ آمنًا في سِربه، طائعًا لربِّه، راضيًا لكسبِه،

غِناه في قلبِه، علِمَ أن الدنيا خدَّاعة، لا تُساوي همَّ ساعة ..

من قنِع منها باليسير هانَ عليه العسير .. ليست السعادةُ فيها أن تعمل ما تحبُّه،

ولكن السعادة أ تُحبَّ ما تعمله. والصبرُ دواء العناء،

والحبُّ في الله توفيقٌ من ربِّ السماء.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.



أيها المسلمون:



عيدُكم مُبارَك، وتقبَّل الله صيامَكم وقيامَكم وسائر طاعاتكم ..

هنيئًا لكم ما صُمتم وما أفطرتم، وهنيئًا لكم ما فرِحتم بيوم صومِكم ويوم فِطركم ..

هنيئًا لكم إقبالُكم على ربِّكم بالتكبير والتحميد والتهليل.



أما شهر رمضان المُبارك فغير مُودَّع ودَّعناك .. وغير مقليٍّ فارقناك ..

نهارُك صدقةٌ وصيام .. وليلُك قراءةٌ وقيام .. فلك من أهل الإسلام التحية والسلام.



عيدُنا - أهل الإسلام - عيدُ غِبطةٍ في الدين والطاعة .. وبهجةٌ في الدنيا والحياة ..

فرحةٌ بانتصار الإرادات الخيِّرَة،

والرِّضا بطاعة المولى - جل وعلا -، والبُعد عن إغواء الشيطان.

عيدُنا عيدُ تزاوُر وصِلة وقُربَى، وصفحٌ وعفوٌ، وتسامُحٌ وصفو.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.



معاشر المسلمين:



الإنسان مدنيٌّ بطبعه، خلقه الله اجتماعيًّا، مُحتاجًا إلى الناس في طعامه وشرابه،

وملبَسه ومسكنه، ومركَبه وفي شأنه كلِّه؛ زراعةً وتجارةً، وتعليمًا وعلاجًا وصناعةً،

وما لا يُحصَى من الحاجات والعلاقات، وترابُط المصالِح.



ومن أجل هذا؛ فإن أخلاق الإنسان وحُسن طبائعه

لا تظهرُ إلا من خلال علاقاته بمن حولَه من الأقرباء والأصدقاء والغُرباء.

أما الانزِواء فليس من صِفات الإنسان السوِيِّ، فضلاً عن المؤمن الصالح،



وفي الحديث:



( المُسلمُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويصبِرُ على أذاهم

خيرٌ من الذي لا يُخالِطُهم ولا يصبِرُ على أذاهم )

رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والبيهقي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.



وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -:



( وأحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم،

وأحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخِلُه على قلبِ مُسلم )



بل لقد سُئِل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:



( أيُّ الأعمال أفضل؟

فقال: إدخالُ السرور على مؤمن، أو أن تُشبِع جوعتَه، أو أن تستُرَ عورتَه )

رواه الطبراني من حديث عمر، وإسنادُه حسنٌ لغيره.



ويقول الإمام مالكٌ - رحمه الله :



[ وقد سُئِل: أيُّ الأعمال تحبُّ؟

قال: إدخالُ السرور على المسلمين ]



الله أكبر، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.



معاشر المسلمين:



المُسلِمون كالجسَد الواحد، إذا اشتكَى بعضُه اشتكَى كلُّه، وإذا فرِحَ بعضُه فرِحَ كلُّه ..

المسلمُ يفرحُ لفرح أخيه، ويُشارِكُه سُرورَه وابتِهاجَه،

كما أنه يحزَنُ لحُزنه، ويُصبِّرُه ويُواسِيه.



وها هو هذا العيد يمُرُّ على هذه الأمة وهي في أنحاء كثيرة تمُرُّ بأزماتٍ ومِحَنٍ

ومصائِب وفتنٍ، تكالَبَ عليها أعداؤُها، وأجلَبَ عليها بعضُ أبنائِها.

فما أحوجَ هؤلاء المُبتلَين للمُواساة، وإدخال السرور، وجلب المُفرِحات،

وليُسعِد النُّطق كما يُسعِد الحال؛ من يتامَى وأرامِل، ومُشرَّدين، وغُرباء، ولاجِئين،

وفُقراء ومساكين، ومُستضعَفين.



إنه العيدُ يأتي على بعض ديار أمَّتنا وقد ذلُّوا بعد عزٍّ، وذاقُوا ألوانًا من البُؤس ..

كانوا في رغَدٍ من العيش، ووفرةٍ من النعيم، فحلَّ محلَّ البهجة الأنين،

ومحلَّ الفرحة البُكاء. كلُّ هؤلاء يحتاجون إلى إدخال السرور عليهم،

في لفَتاتٍ طاهرةٍ من قلوبٍ مؤمنةٍ، وألسِنةٍ صادقةٍ، وأيدٍ نديَّة، وصدور بيضاء نقيَّة.



سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.



معاشر المسلمين:



ومُدخِلاتُ السرور وجالِباتُ البهجة لا تقعُ تحت حصرٍ،

فليس المالُ وحده هو جالِبَ السرور، وزارِعَ البهجة؛

بل أبوابُ الإحسان واسِعة؛ من القول الحسن، والفعل الجميل، والخُلُق الكريم،

والمُشاركة الوجدانية.

إنها أبوابٌ واسعة بقدر اتِّساع نعَم الله التي لا تُحصَى،

فهي كلُّها ميادين للفرح والسرور وللابتِهاج.



وأولُ جالِبات السرور وأولاها - أحسن الله إليكم، وباركَ لكم في عيدكم -،

أولها: تحقيقُ التوحيد، والإيمان بالله، وحُسن الاعتماد عليه، والتوكُّل عليه،

وتفويضُ الأمور إليه، وأن يُوطِّدَ المرءُ نفسَه ألا يتعلَّقَ بالناس،

ولا ينتظِرَ منهم جزاءً ولا شُكورًا، مع عُمران القلب واللسان بذِكره،

والتفكُّر في نعمه وآلائِه التي لا تُحصَى، والتحدُّث بهذه النِّعم ظاهرًا وباطنًا.



ومن جالِبات السرور: إظهار الفرح والابتِهاج أثناء اللقاء بالإخوان،

وتجنُّب العُبوس والتقطِيب؛ فتبسُّمُك في وجه أخيك صدقة.



الابتِسامةُ - حفظك الله - لا تتنافَى مع الوقار، ولا الخشوع، ولا حُسن التعبُّد.

فهذا أيوب السختياني - رحمه الله - كان بكَّاءً في الليل، بسَّامًا في النهار،

قال عنه أصحابُه: ما رأينا أحدًا أكثرَ تبسُّمًا في وجوه الرجال منه.

فالابتِسامة مما يُدخِلُ السرور، وينشُر عبقَ الفرحة، ويُلطِّفُ الأجواء،

وينزِعُ أكدارَ الكآبَة.



وقد قال - عليه الصلاة والسلام -:



( إنكم لن تسَعُوا الناسَ بأموالِكم، فليسَعهُم منكم بسطُ الوجه وحُسن الخُلُق )



والإمام الذهبيُّ يقول:



[ هذا هو خُلُق الإسلام؛ فأعلى المقامات: من كان بكَّاءً بالليل، بسَّامًا بالنهار ]



وقال:



[ ينبغي لمن كان عبوسًا مُنقبِضًا أن يبتسِمَ، ويُحسِّن خُلُقَه،

ويمقُتَ نفسَه على رداءَة خُلُقه ]



كيف - بارك الله فيكم - إذا صاحبَ الابتسامةَ كلمةٌ طيبةٌ؟!

فالكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ



ويدخلُ في ذلك - بارك الله فيكم -: تركُ المُفاصَلة

والاستِقصاء في البيع مع أصحابِ المحلاَّت الصغيرة، بقصد إدخال السرور عليهم،

والتنازُل عن بعضِ الدُّرَيهمات من أجل هذا الغرضِ النَّبيل.



فابتسِموا - رحمكم الله -، وانشُروا الابتِسامة، وأظهِرُوا مشاعِرَكم السَّارَّة.

ومما يجلِبُ السرورَ: التهنئةُ، فهي مُشاركةٌ بالدعاء والتبريك بما يسُرُّ أخاك ويُرضِيه،

وفيه من التوادِّ والتراحُم والتعاطُف ما لا يخفَى.



التهنئةُ محبَّةٌ من القلب، وسلامةٌ في الصدر، وبُعدٌ عن الحسَد،

ومُشاركةٌ في فرح للنعمة التي حصلَت لأخيك من نجاحٍ، وسلامةٍ، وربحٍ،

وتحصيلِ عملٍ، ورزقٍ بمولودٍ، ومنزلٍ جديدٍ، ومُناسباتٍ له سعيدة.



وعند الطبراني في "مسند الشاميين"، والخرائطيِّ في "مكارم الأخلاق"

عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه،

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( أتدرُون ما حقُّ الجار؟ إن استعانَ بك أعنتَه، وإن استقرضَك أقرضتَه،

إن أصابَه خيرٌ هنَّأتَه، وإن أصابَته مُصيبةٌ عزَّيتَه ..)

الحديث.



ومن أظهر المُناسبات التي ينبغي أن تفشُو فيها التهنئة: مناسبتُكم هذه،

مناسبةُ عيد الفِطر السعيد. فهنيئًا لكم عيدكم، وتقبَّل الله صيامَكم،

وأعادَه على أمتِنا بالعزِّ والنصر والتمكين.



يقول محمد بن زياد: كنت مع أبي أُمامة الباهليِّ وغيره

من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -،

فكانوا إذا رجَعوا من العيد يقول بعضُهم لبعضٍ:



[ تقبَّل الله منا ومنك ]

قال أحمد: "إسنادُ حديث أبي أُمامة جيِّدٌ".



وعن جُبير بن نُفَير قال:

كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

إذا التقَوا يوم العيد يقول بعضُهم لبعضٍ:



[ تقبَّل الله منا ومنكم ]

وإسنادُه حسن.



الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.



معاشر الأحبَّة:



ومن أعظم ما يجلِبُ السُّرور: تبادُلُ الهدايا، فتهادَوا تحابُّوا.

فالهديَّةُ تُوثِّقُ العلاقات، وتنزِعُ سخائِم الصدور.



جِيءَ إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يومًا بثوبٍ له أعلام –

أي: خطوط -،

فقال - عليه الصلاة والسلام -:



( أين أمُّ خالد؟ وهي طفلةٌ صغيرة، بنتٌ لأبي العاص،

كانت قد وُلِدت في الحبشة -، فجِيءَ بالصبيَّة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم –

، فجعل يُلبِسُها الثوب، وهي تنظُرُ إلى أعلامه وإلى الثوب فرحةً مسرورةً،

فلما ألبسَها الثوب جعل يُشيرُ إلى أعلام الثوب –

يعني: الخطوط المُلوَّنة -، ويقول: هذا سَنَا يا أمَّ خالد، هذا سَنَا يا أمَّ خالد )

أي: جميل بلغة الحبشة -.



بأبي هو وأمي - عليه الصلاة والسلام -.

كلُّه من أجل إدخال السرور على هذه الطفلة الصغيرة،

ومُشاركتها في مشاعِرها الطفوليَّة الصغيرة.



ومرَّ بعضُ السلف على أطفالٍ يلعبون، فمضَى واشترَى جوزًا –

وهو نوعٌ من الحلوَى -، فجعل يُوزِّعُه على الأطفال، ثم مضَى.

فقيل له في ذلك، فقال:



[ أكسبُ أجرًا، وأُدخِلُ سرورًا، ويُفرِحُهم مالٌ يسير ]

ومما يجلِبُ السرور: إجابةُ دعوة أخيك، وزيارتُه، وتفقُّده بالسؤال عنه هاتفيًّا،

أو حضوريًّا، أو كتابيًّا، ومُشاركتُه في أفراحِه ومناسباته، وتبادُل المِزاح والطرائف؛

فالمِزاحُ خيرٌ من تصنُّع الرذالَة والثِّقَل.



بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكُن يستأثِرُ بالفرح وحده،

وإنما كان يسعَى ليُشرِك أصحابَه في فرحِه؛ فقد جاء في حديثِ الدجَّال

قولُه - صلى الله عليه وسلم -:



( ولكنَّ تميمًا أتاني فأخبرَني خبرًا منعَني القيلُولَة من الفرح وقُرَّة العين،

فأحببتُ أن أنشُرَ عليكم فرحَ نبيِّكم )

بأبي هو وأمي - عليه الصلاة والسلام -.



الله أكبر، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.



ومما ينشُرُ الوُدَّ ويجلِبُ السرورَ - أيها الأحبَّة -:

إلقاءُ التحية، وإفشاءُ السلام، والبشاشةُ في الوجه، والمُصافحة، والمُعانقَة،

ودعوةُ أخيك بأحبِّ الأسماء إليه.

الحياةُ - حفظكم الله - بين المُحبِّين جميلة، ولو غشاها الفقرُ والفاقة.



ولا تنسَوا - حفظكم الله، وبارك لكم في عيدِكم، وزادَ من مسرَّاتكم -،

لا تنسَوا قضاء الحوائِج، والإحسانَ إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف،

فذلكم من أعظم ما يُستجلَبُ به السرور، ويُدفعُ به الهموم والغموم؛

تقضِي له دَينًا، وتُنفِّس له كربًا، وتُيسِّر على مُعسِر، تُواسِيه وتُسلِيه.



وفي الحديث:



( لئن أمشِي مع أخي في حاجته حتى أُثبِتَها له

أحبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في مسجدِي هذا شهرًا )



وبعدُ - حفظكم الله -:



فالفرحُ والسرورُ وإدخالُهما على الإخوان مطلبٌ مشروع، وغايةٌ مُبتغاة،

وهدفٌ منشود. وحقُّ كل إنسانٍ أن يسعَى إلى فرحِ قلبِه، وزوال همِّه وهمِّ إخوانه،

وتبديد الأحزان، ودفن الآلام. إنه مطلبٌ كريمٌ، يحفظُ توازُنَ الفرد والمجموعة،

حتى لا تطحنَهم الآلام برحاها.

فاجتهِدوا - حفظكم الله، وجعل كل أيامِكم سُرورًا وسعادةً -،

اجتهِدوا في إدخال السرور على آبائِكم وأمهاتِكم وأبنائِكم وبناتِكم وإخوانكم

وأخواتكم وأقاربكم الأقرب فالأقرب .



نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

وأقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ،

فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.



الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.





الحمد لله، ما لرزقِه من نفاد، والله أكبر يعلمُ السرَّ وما يختلِجُ في الفؤاد،

والحمدُ لله سبَّح بحمده الحيُّ والجماد، والله أكبر وهو المُتوحِّدُ بصفات الكبرياء والجلال،

والحمدُ لله ذي العطايا والنوال، أحمدُه على ما أولَى وهدى،

وأشكرُه على ما وهبَ وأعطَى، فهو ذو الإنعام والإفضال،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبيرُ المُتعال،

وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله شريفُ النسَب كريمُ الخِصال،

أحكم الأحكام وبيَّن الحرام والحلال، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،

وعلى آله وأصحابه خيرِ صحبٍ وأشرَف آل،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا دائمًا بالغدوِّ والآصال.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد







أيها المسلمون:



العيدُ مناسبةٌ كريمةٌ لتصافِي القلوب، ومُصالحة النفوس ..

مناسبة لغسل أدران الحقد والحسد، وإزالة كوامِن العداوة والبغضاء.



ولعلَّ في مواقع التواصُل الاجتماعيِّ والمجموعات التي يُنشِئُها الأقاربُ والأصدقاءُ

وذوو الاهتمامات والمُتابعات، لعلَّ في هذه المواقع والمجموعات طرائق حسنة،

وأبوابًا مُتسعةً للكلام الطيب، وإدخال السرور، وحُسن الحديث، ولطيف المُتابعة،

ورقيق السؤال، وتبادُل عبارات المرحِ المُباح.



العيدُ عيدُ فرحٍ وسرور لمن طابَت سريرتُه، وخلُصَت نيَّتُه، وحسُنَ للناس خُلُقُه،

ولانَ في الخطاب كلامُه .. عيدُ من أحسنَ لمن أساء .. وعيدُ من عفَا لمن هفَا.



إدخالُ السرور شيءٌ هيِّنٌ، تسرُّ أخاك بكلمةٍ أو ابتسامة أو ما تيسَّر من عطاء أو هديَّة ..

تسرُّه بإجابة دعوةٍ أو زيارةٍ. أين هذا ممن قلَّ نصيبُه ممن هو كثيرُ الثياب قليلُ الثواب،

كاسِي البدن عارِي القلب، مُمتلِئُ الجيب خالِي الصحيفة،

مذكورٌ في الأرض مهجورٌ في السماء - عياذًا بالله -.



العيدُ لمن اتَّقَى مظالم العباد، وخافَ يوم التناد ..

العيدُ لمن لم يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضلِه.



فافرَحوا وأدخِلوا الفرحَ على كل من حولَكم؛

فالفرحُ أعلى أنواع نعيم القلب ولذَّته وبهجته .. السرور والفرح لذَّةٌ لنَيل المُشتهَى؛

بل قالوا: إن الفرحَ فوق الرِّضا؛ فالرِّضا طُمأنينةٌ وسُكونٌ وانشراحٌ،

أما الفرحُ فلذَّةٌ وبهجةٌ وسرور، فكلُّ فرِحٍ راضٍ، وليس كلُّ راضٍ فرِحًا.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.



ثم اعلموا - رحمكم الله - أن من أعمال هذا اليوم: إخراجَ زكاة الفِطر،

فأخرِجوها طيبةً بها نفوسُكم، ومقدارُها صاعٌ من غالب قُوت البلد؛

كالأرز والبُرِّ والتمر عن كل مسلم، ووقتُ إخراجها الفاضل: يوم العيد قبل الصلاة.



ومن مظاهر الإحسان بعد رمضان: استِدامةُ العبد على نهج الطاعة والاستقامة،

وإتباعُ الحسنة الحسنة، وقد ندَبَكم نبيُّكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم –

بأن تُتبِعوا رمضان بستٍّ من شوال؛ فمن فعل فكأنما صامَ الدهرَ كلَّه.

تقبَّل الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ وسائر الطاعات والأعمال الصالحات.



ثم صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله،

فقد أمركم بذلك ربُّكم، فقال - عزَّ قائلاً عليمًا -:



{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب: 56 ].



اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمد،

وعلى آله وأزواجه وذريته،

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،

وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،

وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.



اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

وأذِلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، وانصر عبادك المؤمنين،

واخذُل الطغاة والملاحِدة وسائر أعداء الدين.



اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وعبادك الصالحين.



اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا،

وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافَك واتقاك،

واتبع رضاك يا رب العالمين.



اللهم أيِّد بالحق والتوفيق وبالتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا،

ووفِّقه لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصيته للبرِّ والتقوى،

وارزقه البطانةَ الصالحةَ، وأعِزَّ به دينك، وأعلِ به كلمتك،

واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمة المسلمين على الحقِّ والهدى،

ووفِّقه ونائبَيْه وإخوانه وأعوانه للحق والهدى، وكل ما فيه صلاحُ العباد والبلاد.



ووفِّق اللهم ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم

واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.



اللهم عليك بالصهاينة المُحتلِّين،

اللهم عليك بالصهاينة المُحتلِّين فإنهم لا يُعجِزونك،

اللهم أنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القوم المُجرمين،

اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.



اللهم احفَظنا من شرِّ الأشرار، وكيد الفُجَّار، وشرِّ طوارِق الليل والنهار.



اللهم يا ذا الجود والمنِّ احفظ علينا هذا الأمن،

اللهم يا ذا الجود والمنِّ احفظ علينا هذا الأمن، وسدِّد قيادتَه،

وقوِّ رجالَه، وخُذ بأيديهم، وشُدَّ من أزرهم، وقوِّ عزائمهم،

وزِدهم إحسانًا وتوفيقًا وتأييدًا وتسديدًا.



اللهم احفظهم في أنفسهم وأهليهم، واجعل ما يُقدِّمون لحماية بلاد الحرمين؛

مُواطنين، ومُقيمين، وحُجَّاجًا، وعُمَّارًا، وزائرين،

اجعل ذلك كلَّه في ميزان حسناتهم، اللهم اجزِهم عن دينهم وأمَّتهم

ومُقدَّساتهم والإسلام والمسلمين خير الجزاء.



اللهم واشفِ مرضاهم، وارحم شُهداءَهم،

واحفَظ أُسَرهم، وأصلِح ذريَّاتهم يا رب العالمين.



اللهم أنجِ إخواننا المُستضعَفين،

اللهم أنجِ إخواننا المُستضعَفين من المؤمنين،

اللهم احفظهم وانصُرهم،

اللهم احفظهم في سوريا، وفي فلسطين، وفي غزة، وفي بُورما،

وفي أفريقيا الوُسطى،

اللهم قد مسَّهم الضرُّ، وحلَّ بهم الكربُ، واشتدَّ عليهم الأمر،

واشتدَّ عليهم الحِصار، تعرَّضوا للظلم والطغيان، سُفِكَت الدماء،

وقُتِلَت الأبرياء، ورُمِّلَت النساء، ويُتِّمَ الأطفال.



اللهم يا ناصر المُستضعفين، ويا مُنجِي المؤمنين، انتصِر لهم، وتولَّ أمرهم،

واكشِف كربَهم، وارفع ضُرَّهم،

اللهم اشفِ مريضَهم، وارحم ميِّتَهم،

اللهم واجمع كلمتَهم، وأصلِح أحوالهم يا أرحم الراحمين.



اللهم انصرهم في فلسطين، وارفع الحصارَ عن إخواننا في غزَّة،

واكتُب لهم النصر والتمكين والعزَّة،

اللهم من ضيَّق عليهم في رِزقِهم ونالَ من كرامتهم اللهم فأشغِله بنفسِه،

واجعل دائرةَ السوء عليه يا قوي يا عزيز.



{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }



عباد الله:



{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ

وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }



سبحان ربك رب العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.

فاذكروا الله يذكُركم، واشكرُوه على نعمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنَعون.



الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا،

والحمدُ لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً،

وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيِّدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات