المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الحمد لله على ما ستَرَ مِنَ العيوبِ ، و الشّكر له علَى مَا كَشَف من الكروب ، و أتوب إليه و أستغفره و هو غفّار الذنوب ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له علاّم الغيوب ، و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمدًا عبدُ الله و رسوله كشَفَ به ربُّه الغُمَّة و دَفع الخُطوب ، صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آلِهِ و أصحابه ، و التابعين و من تبعهم بإحسان ، ما أشرقت شمسٌ و آذنَت بالغروب ، و سلَّم تسليمًا كثيرًا . أمــــا بعــــد : فمَن عظُمَت الدنيا في عينَيه أحبَّ المدح و كرِهَ الذّمَّ ، و ربما حملَه ذلك على تركِ كثيرٍ منَ الحقّ خشيةَ الذم ، و الإقدام على شيءٍ من الباطل ابتغاءَ المدحِ ، فهو كاسبٌ لغيره ، فقرُه بلُؤم طبعِه و إشراق نفسه ، لا ينتفِع بشيء ، و لا يسترِيح من تعَب ، كم من غنيٍّ كثيرِ المال تحسبُه فقيرًا مُعدمًا ! نفسُه صغيرة ، و وجهه عابس ، ترهَقُه قتَرَة ، حريصٌ على ما في يديه ، طامعٌ فيما لا يقدر عليه . يقول بعض العلماء : " لقد جَهِل قومٌ فظنُّوا أنَّ الزهدَ تجنُّبُ الحلال ، فاعتَزَلوا النّاس ، و ضيَّعوا الحقوقَ ، و جَفَوا الأنام ، و أكفهَرَّت وجوههم ، و لم يعلموا أن الزهدَ في القلب ، و أن أصله إنصراف الشهوة القلبيّة ، فلمّا اعتزلوها بالجوارح ظنُّوا أنهم أستكمَلوا الزهدَ ، و القلبُ المُعلَّقُ بالشهوات لا يتمُّ له زُهدٌ و لا ورع " . ألا فاتقوا الله يرحمكم الله، و خذوا من صحتكم لمرضِكم ، و من حياتكم لموتِكم ، و من غِناكم لفقركم ، و من قوّتكم لضعفكم ، و نِعم المال الصالح للرّجل الصالح ، و الغِنى غِنى النفس ، لا عن كثرة العَرَض و المال . ثمّ أكثِروا من الصلاة و السلام على سيّد الأنام ، أكثِروا من الصلاة و السلام على سيد الأنام في جميع الأوقات و الأيّام ، و أعلموا أن للصلاة عليه في هذا اليوم مَزيَّةً وحكمة ، فكل خيرٍ نالَته أمتُه في الدّنيا و الآخرة فإنما نالَته على يده ، فجمَع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ، فأعظَم كرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنّ فيه بعثَهم إلى منازلهم ، و حضورَهم مساكنَهم في الجنّة ، و هو يوم المزيد لهم إذا دخَلوا الجنّة ، و هو يومُ عيدٍ لهم في الدّنيا ، و لا يُرَدُّ فيه سائلُهم ، و هذا كلُّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبه و على يده عليه الصلاة و السلام . فمن الشّكر و أداء الحق أن تُكثِروا من الصلاة و السلام عليه ، كيف لا و قد أمرَكم ربّكم بذلك في قوله عزّ شأنه : إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِك على عبدك و رسولك نبيِّنا محمد ، صاحبِ الوجه الأنور ، و الجبين الأزهر ، و الخُلُق الأكمل ، و على آل بيته الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهاتنا أمّهات المؤمنين ، و أرضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمة المهديين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنّا معهم بعفوك و جودك و كرمك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . اللهم أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذِلَ الشّرك و المشركين ، و أحمِ حوزة الدين ، و أنصر عبادك المؤمنين ... ثم لندعو بما نشاء و نحب اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت |
|
|