صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2011, 01:02 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 56 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( المرأة بين ظلم الجاهلية و عدل الإسلام )



56 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( المرأة بين ظلم الجاهلية و عدل الإسلام )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================








الحمد لله، جرَت بالأقدار أقلامُه ، و مضَت في الخلائق أحكامُه ،


أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يزيد به فضلُ ربّي و إِنعامه ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ حقٍّ و يقين


يزول بها عن القلبِ غِشاوته و ظلامُه ،


و أشهد أنّ سيّدَنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله


ببعثته و رسالته كمل الدِّين و أرتفعت أعلامه ،


صلى الله و سلَّم و بارك عليه و على آله و أصحابِه


صلواتٍ و سلامًا و برَكات دائِمَاتٍ ما دام الدّهرُ ليالِيه و أيّامُه ،


و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين .


أمّـــا بعـــد :


فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوَى الله عزّ و جلّ ، فأتقوا الله ربَّكم ،


فأهل النجاةِ و الخلاص هم أهل التقوى و الوفاءِ و الإخلاص ،


الذين يوفون مع الله المواثيقَ ، و يخلِصون له في يقينٍ و تَصديق ،


فيَا ويحَ الغافلين ، خَفَّ زادُهم ، و قلَّ مَزادهم ، فطال عليهم السبيلُ ،


و حار فيهم الدليل ، قِصَر أجل مع طول أمل و تقصير في عمَل ،


فلا حول و لا قوّة إلا بالله ، الأجدادُ أبلتهم الأجدَاث ، و الآباءُ أفنتهم الآباد ،


و الأبناءُ عما قليلٍ نبأٌ من الأنباء ، ففِيمَ الحرص على ظلٍّ زائل و مقيلٍ أنت عنه حائل ؟ !


فأتقوا الله يرحمكم الله ،


{ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ


ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }


[البقرة:281] .


أيها المسلِمون ، حديثُ الناس في هذهِ الأيّام عن الإصلاحِ و الأنفتاحِ و البِناءِ


و التّسامُح و التعاوُن و نَبذ الخلافاتِ و محاربةِ الظلمِ و العدوان و الفسادِ


و الإقصاء و إنتهاج منهَج الوسطيّة و الأعتدال ،


و حديثُ الإصلاح هذا حديثٌ ذو شجون ، لا يحصُرُه مثلُ هذا المقام ،


و لا تحيط به مثلُ هذه الكلمات ، و إن كان لزامًا على أهلِ العلمِ و المصلحين


و أصحابِ الرأي الحديثُ عنه و بيانُ أُسُسه و رسمُ مَعَالمه و أنتهاجُ دروبه و مسالكه .


و مِن المأساة أن بعضَ المتحدِّثين عن الإصلاحِ و الأنفتاحِ مِن أصحاب الرّأيِ


و الفكر و الثقافةِ مِن المسلمين يسوء فهمُهم أو يسوء تفسيرُهم


أو تسوء عبارَتُهم بقصدٍ أو بغير قَصد .


معاشِر المسلمين ، إنَّ لدى كلِّ مسلمٍ ـ ولله الحمد ـ يقينًا صادقا


و عقيدة راسخةً بأنّ الإسلام قد كفَل بأتباعهِ أفرادًا و مجتمعات و أمة ،


كفَل لهم السعادةَ و الكرامةَ في الدنيا و حُسنَ الثواب في العقبى


متى ما تمسَّكوا بدينهم و التزَموا هدي نبيِّهم محمّد صلى الله عليه و سلم ،


كما أنَّ لدى المسلمين قاعدةً راسخة و أصلا ثابتًا ،


و هي أنَّ الحفاظ على الدينِ و الأستمساكَ بالهويّة الإسلامية


لن يتحقَّق إلا بانتماء المسلمين الصادق لدينهم المبنيِّ على صحّة المعتقد


و حُسن الاتّباع و صدقِ الالتزام بأحكام الشّرع قولا و عملاً و أعتقادا .


معاشرَ الأحبّة ، أمام هذه الثوابتِ و أمام سَعَةِ الموضوع و تشعُّبه


قد يكون من الملائِمِ اختيارُ نموذجٍ ذي دلالاتٍ و أبعاد يوضِّح المقصودَ يبيِّن المرادَ ،


فيه إشاراتٌ لمعالم الوسطيّة ، إنّه نموذج الوسطيّة في شأنِ المرأة و حقوقِها و مشكلاتها ؛


وسطيّةٌ بين تحكيمِ نصوص الشّرع المطهَّر و أحكامِه و الخلاصِ مِن مذمومِ العادات


و سيِّئ التقاليد ، تحكيمٌ لحكم الشّرع في القديم و في الجديد ،


وسطيّةٌ و إصلاح تميِّز الأصالةَ و الثوابت ممّا ليس منها ،


و تنفِي عن المعاصِرِ و الجديد ما ليس من لوازِمه .


أيّها المسلمون ، حقوقُ المرأة كلِمةٌ ما أكثَرَ ما تحدَّث عنها المتحدِّثون و المتحدِّثات ،


و تَزَيَّنَت و تزيَّدت بها بعضُ المقالات و الصفحات و الدّعَوات و الادِّعاءات ،


و ما أكثر ما أفاضَت بها المحاضراتُ و المحاورات .


و أمّا مضمون هذه الحقوق فحدِّث عن هُلاميّتها و فضفاضيَّتها و لا حرج ،


بل إنَّ كثيرا من الطُّرُوحات و المعالجاتِ تراها ضائعةً مبعثَرَة بين دعاوَى المدَّعين


و أهواءِ أصحاب الأهواء و ميولِ أصحاب الانتماء و تصنيف ذوي التصنيفات ،


و قد لا تخلُو بعض الطّروحات من تمييعٍ و نفاقٍ والتفافٍ و غموض .


حقوقُ المرأة و حقوق الإنسان يصاحِبُها لدى بعض الكاتبين و الكاتبات


إمَّا عدَم وضوح في المراد ، و إمّا عدَم وضوحٍ في الغاية ،


و بسبَب هذا صارَ الناصحون و غيرُ الناصحين يدورُون في حلقاتٍ مفرَغَة ،


و ضاعت الحقيقة و الحقوق ، و ضُيِّعت الأوقاتُ ، و تبَعثَرت الجهود ،


و ثارَتِ النزاعات و المناقشاتُ السُّفِسطائيّة .


أيها المسلمون ، ما مِن شكٍّ أن للمرأة حقوقًا كما أنَّ للرجل حقوقا ،


و عليها واجبات كما على الرجل واجبات ،


كما أنَّ من اللازم المتعيِّن تبصيرَ المرأة بحقوقها و مساعدَتَها في تحصيلِها


و حِفظها و حمايتها ، بل إنَّ مِنَ تفقُّهِها في دينِها أن تعلَمَ أنَّه ليس من الحياءِ


و لا من حُسن الأخلاق أن لا تطالبَ بحقوقها أمام أبيها و أخيها و زوجِها ،


فقَوامةُ الرجل حقٌّ و مسؤولية ، و لكنّها ليست تسلُّطًا و لا ظلمًا و لا تعسُّفًا .


في ديارِ المسلمين ممارساتٌ ظالمة جائِرة ، يجب النظرُ فيها و إعطاؤُها


ما تستحقّ منَ الأهميّة و الأولوية و جعلُها في صدرِ الاهتمامات و المعالجات .


إنَّ المرأة تعاني صوَرًا من الظلم و القهر و الإقصاءِ و التهميش


و غمطِ الحقوق في معاشِها و تربيّتِها و بيت زوجيّتها و النفقةِ


و حقِّ الحضانة و العدل في المعاملة ، فضلاً عمّا يُطلَب لها


من حقِّ الإحسانِ و التكريم و التبجيلِ .


إنَّ هناك تسلُّطًا على ممتلكاتها ، و سلبًا لحقِّها في اتِّخاذ القرار و المشاركةِ فيهِ


في كثيرٍ من شؤونها و خاصَّتِها ، من حقِّها العدلُ في القِسمة و العدلُ في توزيعِ الميراث


و الثروةِ و المِنَح و الهِبات و العطايا حسَب ما تقضي به أحكام الشرع المطهَّر ،


ناهيكم فيما يقَع من بعض أحوالِ الضَّرب و القَهر و العَضل و الشِّغار


و الحِرمان من الحضانَةِ و النفقة ، و ما يقع خلف جُدران البيوت


و أسوار المنازِلِ من التعسُّف و التنكيلِ و الحَسرَة و الألم و الممارساتِ الظالمة .


يجب مساعدتُها و تشجيعُها و تبصيرُها و دَعمُها في أن ترفَعَ الظلمَ الواقع عليها ،


فترفع مظلمتَها لمن يُنصفها من أقاربها و عُقَلاء معارِفها و حكمائهم و من القضاةِ


و المسؤولين و ولاةِ الأمور . إنَّ الإقصاءَ و التهميشَ


و إنكارَ دَور المرأة في بيتِها و مجتمعِها ناهيكم باحتقارِها و تنقُّصها و ظلمِها


و هضمِ حقوقِها كلُّها مسائل و قضايَا لا يجوز السكوتُ عليها ،


فضلا عن إقرارِها و الرِّضا بها .


معاشر الأحبّة ، هذه جوانبُ من المشكلة أو القضيّة ،


و ثَمّةَ جوانب أخرى لا بدَّ منَ النظر فيها .


إنَّ الذي يقال بكلِّ جلاء و وضوح : إنَّ الإسلام لم يوجِب و لم يفرِض


و لم يحمِّل المرأةَ مسؤولية العمل خارجَ المنزل ، لكنَّه لا يمنعُها مِن ممارَستِه


بِضَوابطِه الشرعيّة . الإسلامُ حرَّرها من مسؤوليّة العمَل و حتميَّتِه خارجَ المنزِل ،


لكيْ لا تقعَ تحتَ ضَروراتِ العمَل الذي يَستعبِدُها و يستَغلّها و يظلِمها.


أيّها المسلِمون ، و هذا يحتاجُ إلى مزيدِ بسط .


تأملوا ـ وفقكم الله ـ ما يجري في هذا العالَم المعاصِر ، إنَّ العنصرَ الطاغِي


و العاملَ المؤثِّر هو العامل الأقتصاديّ ، أمّا في الإسلام فالأقتصاد أو


عامل الأقتصاد عامل من العوامل و عنصرٌ منَ العناصر له تأثيرُه الذي لا ينكَر ،


و لكنه بجانِب عوامِلَ أخرى و معاييرَ أخرى .


العاملُ الاقتصاديّ في ميزان هذا العصرِ هو العامِل المقدَّم ، و هو الأبرزُ عندَهم ،


و هو المعيارُ لإقامة حياة اجتماعيةٍ أفضل عندهم ؛ ممّا دعا إلى إضعافِ


و تهميشِ كثيرٍ من الحقوقِ و المعايير و العوامِل ، و المرأةُ في هذا العصرِ


و في هذا الميزانِ المائل المجحِف الطاغي مكلَّفةٌ بإعالةِ نفسِها ،


سواء أكانت بنتًا في بيت أبيها أم زوجةً في بيت زوجِهَا .


إنَّ هذه المنزلةَ لهذا المعيارِ بثَّت في روعِ امرأةِ هذا الزمن أن على الجميع


نساءً و رجالا أن يركضُوا لاهثين إبتغاءَ جمع أكبر قدرٍ من المال لتحقيق


أكبر قدرٍ من المتَعِ و الكمالات . إن على كلِّ ذكر و أنثى في هذا الزِّحام


أن يهتمَّ مستعجِلا بشأن نفسِه ، و أن ينافسَ الآخرين لجمعِ المزيدِ منَ المال


و تحصيلِ أكبر قدرٍ من الفرَص ، فتحت هذا المسار المُهتاج و الرّكض اللاهِث


تضطرَ البنت و تُدفَع المرأة لتخرجَ في كلِّ صباح ؛ لتبحثَ كأيِّ فرد من أفراد الأسرةِ


و المجتمع في سبيل عيشها و تحقيقِ مُتَعِها ، بل لقد ألقَوا في روعِ المرأة


أن من العيبِ أن يحنُوَ عليها والدها أو يعطِفَ عليها ليغنِيَها منَ الخروج


و الكدِّ و الكَدح ، منَ العيب عندهم أن يكونَ الزوج مسؤولاً عنِ الإنفاق و الرعاية .


و تحت سلطانِ هذه الفلسفةِ الضاغطة تُضطرّ الزوجة أو تحتاج


إلى أن تقطعَ خيوطَ آمالها في مسؤولية الزوج عنها و رعايةِ أبيها لها .


و قد يقال : إنَّ هذا عند غير المسلمين ، و الواقع أنَّ الناظرَ و المتأمِّلَ في الكتابات


و التوجُّهات يرى أن كثيرًا من كتابات بعض المثقفين و دعواتهم و نقاشاتهم


تستحسِن هذا المسلك ، و تريدُ أن تجعَلَه هو الأنموذَج و الغايةَ المنشودة


و الأملَ المبتغَى ، مَع الأسف و بكلِّ صراحة فإنَّ همَّ الاقتصاد


و متطلَّبات العمل هي مصدر كلِّ الواجبات و المسؤوليات في أفراد المجتمع كلِّه ،


رجاله و نسائِه ، أيًّا كانوا و كيفما كانوا .


إنَّ غلبة عاملِ المال و طغيانَه يقضي ـ شاء العقلاء أو لم يشاؤوا ـ


يقضي على الأسرةِ ، و يدمِّر مقوِّماتها ، و يهُزّ المجتمع المستقرَّ ؛


لأنَّ السويَّ لا يكون سويًّا إلا بلحمة الأسرة ، و لا وجودَ للأسرة في الحقيقة


إلا بالتضامن و الوِئام الذي يَشِيع في أفرادها من خلال وضوح المسؤولية


لكلٍّ من الزوج و الزوجة و الأب و الأم ورعاية الوالدين لأولادهما .


بهذه الفلسفة و بهذا التوجه تمَّ إقصاء المرأة عن رِعاية أولادها ،


بل إنّه عرَّض أنوثتَها للدَّمار و كرامتَها للامتهان و حياءها للذوبان .


يا قومنا ، انظروا إلى الأمرِ بجِدِّيّة و مصداقيَّة و تجرُّد ،


المرأة في الوقت الحاضر أُخرِجت إلى العمل و دفِعَت إليه دفعًا ،


إنهم أخرجوها حينما جعلوا ذلك هو السَّبيل الوحيدَ للحصول


على لقمةِ العيش و تحصيلِ الرزق ، فهي تبحَثُ عن العمل ، بل تقبَل أي عمل ،


و تستغلُّ أيَّ فرصة و إن لم تتَّفق مع طبيعتِها ما دام أنها تتعلَّق بضرورةِ مَعاشِها ،


و لا مناصَ لها إلا أن ترضَى بأيِّ عَمل ، فالخياراتُ محدودةٌ ،


و حكم المجتمَع صارم ، بل إنّه ما مِن عملٍ قاس مجهِد يمارسه الرجال


بل الطبقة الكادحةُ من الرجال إلاَّ و تجد نساءً كثيراتٍ يمارسنَه و يزاحمن فيه .


أيها الإخوة في الله ، إن النظرَ بعينِ البصيرةِ و الحِكمة و المصداقيَّة و النصحِ


في بعضِ المجتمعات التي اقتَحمتِ الباب على مصراعيه و أستسلمت لهذه الفلسفة


يراها في سباقٍ محمومٍ و نَظرةٍ مادية صِرفة ، و يرى نساءً


يمارِسنَ أعمالا أذابَت أنوثتَهنّ و أحالَتهن إلى كُتَل متحرِّكة من قسوةِ العمل


و قسوة المجتمع ، في أعمالٍ قاسية و أوقاتٍ أشدّ قسوة ، في الليلِ و النهار ،


بل في الهزيعِ المتأخِّر من الليل ، في الأنفاق و المناجِم و المؤسَّسات


و المشافِي و على نواصي الطرقات و أرصِفَة الشوارع ،


في أعمالٍ يشمئزّ منها العقلاء و الأسوياءُ و الرّحَماء و المخلِصون و الناصحون ،


ناهيكم بالفُضَلاء المؤمنين .


أيها المسلمون ، هذه بعضُ مَآلات هذه الصّورَةِ ،


و إذا كانَ ذلك كذَلك أو بعضَ ذلك فكم هو جميلٌ أن يرشَّدَ الطّرحُ الإعلاميّ


حول هذه الحقوقِ و المشكلات ، يجب الفَصلُ بين القناعاتِ الشخصيّة لبعض الكتاب


و الكاتبات و بعض القناعات الفكريّة و بين ما هو حقٌّ و شرع .


إنّنا نتحدَّث عن فكرٍ مسلم و إعلامٍ مسلم و ثقافةٍ مسلمة متديِّنة تسعى لتنظيف


مجتمعاتِ المسلمين من إسقاطاتِ مجتمَعاتٍ مادية ، و هذا لا يكونُ و لن يكونَ إلاّ


بالإعتزازِ الحقّ بكَمَال دينها عقيدةً و أحكامًا ، عِلما و عملا و منهجًا .


من الحقِّ و العدل و الإنصافِ المطالبةُ بتوفيرِ الفَهم الواعي و الناضِج ،


دينٌ و فِقه و وعيٌ لا يخشَى الوافد ، و لا يخاف الجديدَ ،


و لكنّه قادرٌ على توفيرِ المناعةِ ضدِّ الإبتذالاتِ ، كما هو قادر على الاستفادةِ


منَ الإيجابيّات و الخيرات . إعلامٌ مستنيرٌ راشِد يعزِّز دورَ المرأة الإيجابيّ ،


و يؤكِّد حقَّها و دورَها في البناءِ و التنميةِ الشاملة في المجتمَع كلِّه ،


و حقَّها في التعليم و العمَل و الوظيفةِ الملائمة . إعلامٌ مستنير راشِد يرفُض


و يستنكِر و يقاوم جميع أشكال إستغلالِ المرأة في أيِّ ميدانٍ لا يقيم للقِيَم


و الفضائل وزنًا ؛ ممّا يفضي إلى تحقيرِ شخصية المرأة


و إمتهانِ كرامتها و المتاجرة بجسَدِها و عرضها ،


و كأنها بِضاعةٌ من سائرِ البضائع التي تسَوِّقها وسائل الإعلام .


حذارِ ثم حذارِ أن تُقذَفَ المرأة في بحار الضَّيَاع و الهوان و الحِرمان .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،


{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ


وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ


وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ


وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ


أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا *


وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا


أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ


وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا }


[الأحزاب: 35، 36] .


نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم و بهديِ سيدنا محمّد صلى الله عليه و سلم ،


و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي و لَكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذَنب و خطيئةٍ ،


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-12-2011, 01:03 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه

الحمد لله و كَفى ، لم يزل بِنعوتِ الكمال و الجلال متَّصِفا ،

أحمده سبحانَه و أشكره أهل الحمد و الشُّكرِ و الوفَا ،

و أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له مقِرًّا بها إيمانا و تصديقا و معتَرِفا ،

و أشهد أنَّ سيِّدَنا و نبيَّنا محمّدًا عبد الله و رسوله

أزكى الأمَّة فضلا و أعلاها شرفا ،

صلّى الله و سلَّم و بارك عليه و على آلهِ و أصحابه الأطهار الحنفا ،

و التابعين و من تبِعهم بإحسان و سارَ على نهجهم و أقتفى .

أمّـــا بعـــد :

فإن مطالبَةَ صاحبِ الحق بحقِّه ـ رجلاً كان أو امرَأة ـ أمرٌ مشروع و مطلبٌ صحيح ،

و إجابَتُه حقّ ، و إعانتُه حقّ كذَلك ،

و لكن يجِب أن يكونَ بمعاييرَ صحيحةٍ و ضوابط دقيقة ، تعطِي كلَّ ذي حق حقَّه ،

و توصل الحقَّ إلى مستحقِّه في عدل و وسطيّة ،

فيتحقَّق التوازُنُ في المجتمع و الأسرة .

إنَّ مما يثير الريبةَ و التخوُّف ما يظهر من دعواتٍ في بعض وسائل إعلامِ المسلمين

و كتاباتِ بعضِ كُتَّابهم و كاتِباتهم مِن دعواتٍ إلى الزجِّ بالمرأة المسلمة

في كلِّ ميدان مِن غير احتياطٍ و لا تحفُّظ ، بل بما يُوحي أنَّه انجِراف و تجاوبٌ

مع ما يطالب به منحَرِفون ممَّن لا يقيم للشَّرع وزنا

و لا للحِشمة و العفَّة مقامًا و لا مكانا .

ينبغي لأهل الإسلام دُوَلاً و أُمَما و أسَرا أن تتَّخِذ من التدابيرِ الضابِطة

ما يرفَع الريبةَ و يبعث على الطمأنينةِ و يتيح فرَصَ العمل الآمن

و يحفظ التوازنَ الأسريّ داخلَ البيت و خارجه و داخل المجتمع المسلِم كلِّه .

و بــعـــد :

أيها المسلمون ، فمع ما يظهر من بعض صُورٍ قاتمة و ألوانٍ ذات غبَش

فإنَّ الجهدَ الذي يبذُلُه علماء الشرع و أهل العِلم و الفقهِ و الفتوى

و أصحابُ الفكر السويِّ جهودٌ مباركة ، تمكَّنت من توجيهِ المجتمع

و بيان المنهَج الوسطِ المعتدِل ، و هم بإذنِ الله خلَفٌ عدول يحمِلون مشاعِلَ الهدى ،

ينفون تحريفَ الغالين و إنتحالَ المبطلين و تأويلَ الجاهلين ،

نجَحوا في كَبحِ كثيرٍ مِنَ التوجُّهات غير الوسطيّة غُلوًّا و جفاء .

فليسيروا على بركة الله في منهجِهم العدل الخيار ،

و يَبذلوا مزيدًا من الجدِّ و الجهد في ردِّ الرأي العامّ إلى مصادِرِ الشرعِ

و أصولِه مِن الكتاب و السنّة و الإستنباطِ الرشيد السديد ،

و لينفوا عن المسيرِ الترخُّصَ المذموم و التحلُّلَ الممقوت و غلوَّ الغالين ،

و تضييقَ المضيقين ، يميلون مع الحقِّ ، و يتحرَّون الوسط ، و يُراعون مصالح العباد ،

رجالا و نساءً، و مجتمعا و أفرادًا ، وقايةً من الفساد ، و تأمِينَ مصادِر العيش الكريم .

و إنَّ ضبطَ ذلك كله يكون بالنظر في المستجدّات و عرضها

على ثوابتِ الشَّرع و ضبط العادات و التقاليدِ و الأعراف

و رَبطها برِباط الشرع و تحديد مكانها و حكمها ،

فالجديدُ ليس مَرفوضا بإطلاقٍ ، و التَّقاليد محكومَةٌ و ليسَت حاكِمَة .

ألا فاتَّقوا الله يرحمكم الله ،

ثم صلّوا و سلِّموا على نبيِّكم محمّدٍ المصطفى و رسولكم الخليلِ المجتبى ،

فقد أمَرَكم بذلك ربُّكم جلّ و علا ، فقال عزَّ من قائلا عليمًا سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،

و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،

و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

أنتهت
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات