صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2015, 06:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,792
افتراضي عزيزي القارئ علمني كيف أحبك

من:الأخت / غـــرام الغـــرام
عزيزي القارئ
علمني كيف أحبك أكثر؟

كاتب المقال: هشام محمد سعيد قربان
قارئ الصحف اليومية، ملول، عَجِل،يبحث عن الزّبدة، نفَسه قصير،

ولا يُطيق المطولات، يَجذِبه العنوان المثير، ويَمَل من الإغراق

في الجِدية. إن صِلته بالصحيفة شديدة الشبه بزواج مسيار،

انتهى قبل جفاف حبر عقده، زئبقي سريع التملّص،عينه زائغة،

يُقلِّبها في وجوه الحِسان، ويده مضطربة، سريع التقلب والتقليب،

يوالي مَن يَحترِم ذوقه، ولا يوالي مَن يغُش ويُراوِغ.

يعشَق الواقعيَّة المركزة، حادُّ المزاج، تختلف في ذهنه حروف الصحيفة

عن أخواتها في الكتب؛ فحروف الصحيفة لا بد أن تكون رشيقة أنيقة،

زائرة خفيفة الظل، كثيرة الابتسام، قليلة الكلام، تُثير الأشواق،

وصْلُها قصير لا يشفي نَهَم المحبِّ، ونوالها نظرة ساحرة،

وكلمة مغوية غاوية، فلا عِناق، ولا قُبَل، ولا لمس،

حتى كلامها محض همْس، وداعُها قريب من سلامها،

لا يَزيد وصلُها نار الحشى إلا اضطرامًا،

تروي ولا تروي، كثيرًا ما تَصدُّ عن محبها بلا سبب!

ألا ما أحوجني (شخصيًّا( لتعلُّم هذه الحقائق

عن عزيزي وسيدي ومحبوبي: قارئ الصحف اليومية!

قارئ الصحف اليومية، كائن فضائي، غريب الأطوار،

يبحث في ثنايا الصحف عن واحة غنَّاء، يَحُط فيها رِحاله لدقائق معدودة؛

ليرتاح ويتزوَّد،ولكي ينسى بعض همِّه؛ ليُواصِل بعدها حربه وكفاحه،

مع المراجعين، وإلحاحهم، ومع رئيس طبعه العبوس، ووظيفة مرضها

الجلوس، ومع زوجة تتفنَّن في الشكوى والتبرم، ومطالب الأولاد

المدرسية والترفيهية، وإصلاح السيارة، وتجديد إقامة الخادم،

وقيادة المركبات في الطرق التى تُذكِّره بصراع بين وحوش كواسر

لا تعرف معنى الرحمة، ولا تنسى خوفه من ذاك الوحش الساهر!

قارئ الصحف اليومية، بخيل، نعم بخيل، بخيل برأيه وانطباعه

حول ما يُكتَب، وعذره الانشغال، وهو محبوب معذور، يغضب،

فلا تعرف لمَ غضب، ومتى يغضب، وكيف يغضب، يَهجُر فجأة،

بلا لوم أو عِتاب،يطلب منك أن تتعلَّم السحر؛ لتقرأ أفكاره،

وتَسبُر أغواره، وتَفك رموزه وطلاسمه، يريد من الكاتب أن يفهم صمتَه،

ويطلب من حروف الصحيفة وسطورها أن تُبصِر أحواله،

دائم الشكوى، كثير التظلم، ويتوقَّع أن يتعاطف الكاتب والمُحرِّر

مع مظلمته، ولا يُكلِّف نفسه عناء شرْح مظلمته، فلا يقدِّم رأيًا،

ولا يُسطِّر معروضًا، ولا يوكِّل محاميًا، وينفجر غاضبًا

إن حكم مَن لا يفهمه بغير ما يحب،

وإن طولب بالبيِّنة قال صامتًا: انظر إليَّ وافهمني،

وواصَل صمته المهيب!

قارئ الصحف اليومية، مطالبٌ بالتغيير والتطوير والتحسين والمواكبة

والإبداع، ويتهم الكثير من الصحف بالرجعيَّة والتقوقع في ماضي الإعلام

النمطي والمسيَّس والمقولَب،ولعله مُحِق في دعواه، ولكن التحدي هو

مطلبه - الصامت المُبهَم - من الجميع أن يفهموه، ويرتقوا لما يُحرِّك

شجونه،ويتفاعل مع همومه، ويُوقِظ إعجابه، ويَكسَب ودَّه وولاءه .

قارئ الصحف اليومية، لن نسمع فيه أبدًا لقول قائل،أو لوم لائم،

أو هجوم مهاجم، أو وشاية واشٍ، فهو كما نُقِر ونعترف،

ونعرف ولا ننسى أبدًا،حبيب الكاتب والمحرر، ورئيس التحرير،

والمدقق اللغوي والطابع. هو حبيب الجميع، والكل يأمل رضاه،

ويسعد في خدمته، لا تظنوني مبالغًا في حبي للقارئ الغالي،

وصاحب القدر العالي، صدّقوني يا أحبتي؛ فدليل الحب مسطور

في وجه المحب، ولا يحتاج النهار إلى دليل.

ولمن أراد مزيدًا من الإثبات، أهديكم أوضح حُجّة،

وأبلغ برهان، وهأنذا أدعو الجميع على رؤوس الأشهاد،

وخصوصًا كل شاكٍ وحسود وعاذِل،

أن يستمعوا إلى أغنية العشق الأبدي، أي عشق القارئ،

وقصائد التغزُّل في حسنه، وهمسات المحبة في مسمعه،

وأنّات الشوق إليه، وندائه ودعائه ورجائه في كل زمان،

وفي كل مكان، لا تتوقَّف، ولا تَكِل، ولا تَمَل،

ولا تتوقَّف حتى تُعانِق صفحة خدِّها عيون القارئ،

وتلمس يدها يده، وتمتزِج رُوحها برُوحه.

هذه الأغنية في عشق القارئ

- كما يشهد لها كل رؤساء التحرير في العالم أجمع،

ويدعون الجميع لسماعها وتأمُّل روعتها -

هي غناء مكائن الطباعة، ورقصها الذي لا يتوقَّف،

ونبْضها الذي يستوحي كل سرِّه وحياته ودفْقه من نبْض القارئ

وحياته وسعادته، تُغنّي،

ويغني معها الكاتب والمحرروالجميع في كلمات صادقة محبة:

أحبك أيها القارئ،

وأسعى في رضاك، ورجائي يا محبوبي أن تُصارِحني - ولو مرةً واحدة -

وتُخبِرني بما تحب أن تقرأ، فأكتبه لك برُوحي وأنفاسي وشوقي،

وأغني،وأغني: أيها القارئ الحبيب: علِّمني، وفهِّمني، ودُلَّني؛ لكي أحبك

أكثر، ولعلك ترضى عنى ولو بعد حين،

فأكون - بل ونكون - أهلاً لحبك،

يا حبي الأول والأخير!

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات