صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2020, 03:17 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي درس اليوم 4960

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

الدعوة إلى الله وأثرها في المجتمع

لقد رفع الله شأن الدعاة إليه، وأبلغ في الثناء عليهم حيث يقول سبحانه:

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
[فصلت: 33]،

ولا ريب أنّ هذا الثناء يحفز الهمم ويلهب الشعور ويخفف عبء الدعوة
ويدعو إلى الانطلاق في سبيلها بكل نشاط وقوة. وقد روى عبد الرزاق
عن معمر عن الحسن البصري - رحمه الله - أنّه تلى هذه الآية الكريمة:

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } الآية؛
فقال: «هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب
أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا النّاس إلى ما أجاب الله فيه
من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين،
هذا خليفة الله».انتهى.

ولا ريب أنّ الرسل عليهم الصلاة والسلام هم سادة الناس في الدعوة إلى
الله، وهم أولى الناس بهذه الصفات الجليلة التي ذكرها الحسن رحمه الله
وأولاهم بذلك، وأحقهم به على التمام والكمال إمامهم وسيّدهم وأفضلهم
وخاتمهم نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم الذي
بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وصبر على الدعوة إلى ربه أتم صبر وأكمله حتى
أظهر الله به الدين وأتم به النعمة، ودخل الناس بسب دعوته
في دين الله أفواجًا.

ثم سار أصحابه الكرام بعده على هذا السبيل العظيم، والصراط المستقيم،
فصدقوا في الدعوة، ونشروا لواء الإسلام في غالب المعمورة، لكمال صدقهم
وعظيم جهادهم، وصبرهم على الدعوة صبرا لا يعتريه ضعف أو فتور،
وتحقيقهم الدعوة والجهاد بالعمل في جميع الأحوال، فضربوا بذلك بعد
الرسل أروع الأمثال وأصدقها في الدعوة والجهاد والعلم النافع والعمل
الصالح، وبذلك انتصروا على أعدائهم، وبلغوا مرادهم، وحازوا قصب السبق
في كل ميدان، وهم أولى الناس بعد الرسل بالثناء والصفات السالفة
التي ذكرها الحسن.

وكل من سار على سبيلهم وصبر على الدعوة إلى الله، وبذل فيها وسعه،
فله نصيبه من هذا الثناء الجزيل الذي دلت عليه الآية الكريمة
والصفات الحميدة التي وصف بها الحسن الدعاة إلى الحق.

وصح عن النبي صلى الله غليه وسلم أنّه قال:
«مَنْ دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه"،
وقال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ دعا إلى هدًى كان له من الأجرِ مثلُ أجور من تبعه،
لا ينقص ذلك من أجورِهم شيئًا»،
وقال لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر:
«فوالله لأنْ يهديَ الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمرِ النَّعمِ».

وفي هذه الأحاديث وما جاء في معناها تنبيه للدعاة إلى الله والمجاهدين
في سبيله على أنَّ المقصود من الجهاد والدعوة إلى الله سبحانه: هو هداية
البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وانتشالهم من وهدة الشرك وعبادة
الخلق إلى عزِّ الإيمان ورفعة الإسلام وعبادة الإله الحق الواحد الأحد، الذي
تصلح العبادة لغيره ولايستحقها سواه سبحانه وتعالى.

وليس المقصود من الدعوة والجهاد هو سفك الدماء وأخذ المال واستراق
النساء والذرية، وإنما يجيء ذلك بالعرض لا بالقصد الأول؛ وذلك عند امتناع
الكفار من قبول الحق وإصرارهم على الكفر، وعدم إذعانهم للصغار وبذل
الجزية حيث قبلت منهم، فعند ذلك شرع الله للمسلمين قتالهم، واغتنام
أموالهم واسترقاق نسائهم وذرياتهم، ليستعينوا بهم على طاعة الله،
ويعلموهم شرع الله، وينقذونهم من موجبات العذاب والشقاء، ويريحوا
أهل الإسلام من كيد المقاتلة وعدوانهم، ووقوفهم حجر عثرة
في طريق انتشار الإسلام، ووصوله إلى القلوب والشعوب.

ولا ريب أنّ هذا من أعظم محاسن الإسلام التي يشهد له بها أهل الإنصاف
والبصيرة من أبنائه وأعدائه، وذلك من رحمة الله الحكيم العليم الذي جعل
هذا الدين الإسلامي دين رحمة وإحسان وعدل ومساواة يصلح لكلِّ زمانٍ
ومكان، ويفوق كل قانون ونظام.

ولو جمعت عقول البشر كلهم وتعاضدوا على أن يأتوا بمثله أو أحسن منه لم
يستطيعوا إلى ذلك من سبيل، فسبحان الذي شرعه ما أحكمه وأعدله،
وما أعلمه بمصالح عباده، وما أبعد تعاليمه من العبث وما أقربها
من العقول الصحيحة والفطر السليمة.

فيا أيها الأخ المسلم، ويا أيها العاقل الراغب في الحق تدبر كتاب ربك وسنة
نبيك صلى الله عليه وسلم وادرس ما دلَّا عليه من التعاليم القويمة والأحكام
الرشيدة والأخلاق الفاضلة تجد ما يشفي قلبك ويشرح صدرك
ويهديك سواء السبيل.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات