صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2019, 02:04 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي شرح الدعاء من الكتاب و السنة (47)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرح الدعاء من الكتاب و السنة (47)

شرح دعاء

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني

كله لا إله إلا أنت



اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي

كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .



المفردات:



لفظ الحديث : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى

نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ).



المكروب : أي المغموم والمحزون، والكَرْب بالفتح فسكون :

ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه و يغمَّه و يُحزنه .



والفرق بين الكرب والحزن : أن الكرب حزن مع شدة .



الشأن : الأمر والحال .



الشرح :



هذه الكلمات الواردة في الحديث كلمات إيمان، وتوحيد، وإخلاص للَّه

عز وجل وبعد عن الشرك كله، كبيره وصغيره، وفي هذا أوضح دلالةً

على أن أعظم علاج الكرب, هو تجديد الإيمان، وترديد كلمات التوحيد

( لا إله إلا أنت )؛ فإنه ما زالت شدَّة، ولا ارتفع همٌّ ولا كربٌ بمثل توحيد اللَّه،

وإخلاص الدين له، وتحقيق توحيد العبودية له عز وجل التي خُلق

الخلق من أجلها، فإن القلب عندما يُعمر بالتوحيد والإخلاص، ويُشغل

بهذا الأمر العظيم، الذي هو أعظم الأمور، وأجلها على الإطلاق،

تذهب عنه الكُربات، وتزول

شرح دعاء اللهم إني عبدك ، و ابن عبدك ، و ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ،

ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو

لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته



( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، و ابْنُ عَبْدِكَ ، و ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ،

مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ،

أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي

عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَ نُورَ صَدْرِي ،

وَ جَلَاءَ حُزْنِي ، وَ ذَهَابَ هَمِّي )



المفردات :



الناصية : مقدمة الرأس .

ماضٍ : نافذ .

الهمُّ : المكروه الوارد على القلب في الأمر المستقبل .

الحزن : وهو عكس الهمّ: هو المكروه الوارد على القلب على أمر قد مضى.

الشرح :

قوله : ( اللَّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ) : اعتراف العبد بأنه

مخلوق للَّه تعالى، مملوك له، هو وآباؤه و أمهاته ، ابتداءً من أبويه المقربين ،

وانتهاءً إلى آدم وحواء، فالكل مماليك للَّه عز وجل خالقهم ، ومدبّر أمورهم ،

وشؤونهم ، لا غنى لهم عنه طرفة عين ، و ليس لهم من يلوذون

ويعوذون به سواه، وهذا فيه كمال التذلّل والخضوع والاعتراف بالعبودية

للَّه تعالى؛ لأنه لم يكتف بقوله : ((إني عبدك)) بل زاد فيه

((ابن عبدك ابن أمتك)) دلالة على التأكيد والمبالغة في التذلّل،

والعبودية للَّه تعالى ؛ لأن من ملك رجلاً ليس مثل من ملكه مع أبويه .

و هذا يدلنا على أهمية الأدعية الشرعية لكمالها في

ألفاظها و معانيها ، وجلال مقاصدها و مدلولاتها .



قوله : ((ناصيتي بيدك)) : ((أي مقدمة الرأس بيد اللَّه تعالى،

يتصرّف فيه كيف يشاء، ويحكم فيه بما يريد، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لقضائه .



قوله : ((ماض فيَّ حكمك)): يتناول الحكمين : الحكم الديني الشرعي،

والحكم القدري الكوني، فكلاهما ماضيان في العبد شاء أم أبى،

لكن الحكم الكوني لا يمكن مخالفته، وأما الحكم الشرعي ((الأوامر والمنهيات))

فقد يخالفه العبد، ويكون متعرضاً للعقوبة .



قوله : ((عدلٌ فيَّ قضاؤك)): إقرارٌ من العبد بأن

((جميع أقضيته سبحانه وتعالى عليه، من كل الوجوه: من صحة وسقم،

وغنى وفقر، ولذة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوز،

وغير ذلك عدلٌ لا جور فيه، ولا ظلم بأي وجهٍ من الوجوه . قال تعالى :

{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }

ثم شرع في الدعاء بعد إظهار غاية التذلل والخضوع لربه تعالى،

وهذا من أدب السائلين، وهذه الحالة أقرب إلى إجابة السؤال

ولا سيما إذا كان المسؤول منه كريماً، ومن أكرم من اللَّه تبارك وتعالى

الذي لا يوازيه أيُّ كريم ولا يعادله أيّ نظير، إذا تضرع إليه عبده،

وتذلل له، وأظهر الخضوع والخشوع ثم سأل حاجة ينفذها

في ساعته على ما هو اللائق لكرمه وجوده .

قوله : ((أسألك بكل اسم هو لك)): أتوسّل إليك بكل اسم من أسمائك الحسنى،

وهذا هو أعظم أنواع التوسّل إلى اللَّه تعالى بالدعاء، كما قال تعالى:

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .



قوله : ((سمَّيت به نفسك)): أي اخترته لنفسك الذي يليق بكمالك و جلالك .



قوله : ((أو أنزلته في كتابك)): في كتبك المنزلة على رسلك،

يتعبّد به عبادك ويسألونك ويدعونك به، وأنا أحدهم .



قوله : ((أو علمته أحداً من خلقك)): من الأنبياء والملائكة،

ومنهم محمّد صلى الله عليه وسلم كما في حديث الشفاعة الطويل الذي

يقول فيه: ((...فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا

أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي... ) ) .



((أو استأثرت به في علم الغيب عندك)) : أي خصصت به نفسك في

علم الغيب، فلم يطّلع عليه أحد، وهذا كلّه تقسيم لقوله: ((بكل اسم هو لك))،

وهذا يدلّ على أن أسماءه تعالى الحسنى غير محصورة

في عدد معين، فجعل أسماءه تعالى ثلاثة أقسام :

قسم سمَّى به نفسه ، فأظهره لمن شاء من أنبيائه ورسوله،

وملائكته أو غيرهم، ولم يُنزله في كتابه.

و قسم أنزله في كتابه ، فتعرَّف به إلى عباده .

و قسم استأثر به في علم الغيب عنده لا يطّلع عليه أحد ، فتضمّن هذا الدعاء

المبارك التوسّل إليه تعالى بأسمائه الحسنى كلّها، ما علم العبد منها ،

و ما لم يعلم ، و العلم بأسماء اللَّه وصفاته أصل لكل العلوم ؛

لأنه كُلَّما كان عظيم العلم والمعرفة باللَّه تعالى و أسمائه و صفاته

زادت خشية العبد لربه، وعظمت مراقبته و عبوديته له جلّ و علا ،

وازداد بُعداً عن الوقوع في سخطه و معصيته ؛ و لهذا كان

أعظم ما يطرد الهمّ والحزن والغمّ أن يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته ،

و أن يعمر قلبه بذكرها، والثناء بها عليه ، و استحضار معانيها ،

فبعد أن قدَّم جملاً من الإقرار بالتذلل و الخضوع له تعالى،

والإيمان بكمال حكمه وقضائه و عدله ، و هو توسل إليه بعمله الصالح،

وتوسل إليه كذلك بأفعاله ، ثم توسل إليه بجميع أسمائه الحسنى

وصفاته العُلا، فجمع ثلاثة أنواع من التوسّلات الجليلة مقدمة بين

يدي دعائه دلالة على أهمية هذه الوسائل في إعطاء ما يسأله العبد

ربه عز وجل فقال : ((أن تجعل القرآن ربيع قلبي)) : أي: فرح قلبي،

وسروره، وخُصَّ ((الربيع)) دون فصول السنة ؛ لأن الإنسان يرتاح

قلبه في الربيع من الزمان ، ويميل إليه ويخرج من

الهمّ والغمّ، ويحصل له النشاط والسرور و الابتهاج .

((فتضمّنت هذه الدعوة سؤال اللَّه تعالى أن يجعل قلبه مرتاحاً

إلى القرآن، مائلاً إليه، راغباً في تدبره .

وهذا يدلّ على أن القرآن هو الشفاء الناجح لمن تأمله وتدبّره، وتمسّك به .



قوله : ((ونور صدري)) : أي تشرق في قلبي بأنوار المعرفة، فأميّز الحق والباطل .



قوله : ((وجلاء حزني، وذهاب همّي)): الجلاء هو: الانكشاف، أي انكشاف

حزني وهمّي؛ لأن القرآن شفاء، كما قال تعالى:

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }،

{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } ؛

لأنه كلام اللَّه تعالى الذي ليس كمثله شيء ، وأي شيءٍ يقف أمام هذا الكلام العظيم ،

فالقرآن الذي هو أفضل الذكر ، كاشف للحزن ، و مُذهب للهمّ لمن يتلوه

بالليل والنهار بتدبّر وتفكّر، فليس شيء مثله مُذهب للأوهام والأحزان ،

والأمراض النفسية العصرية، وفيه من نعيم القلب ، و أنسه ، و لذّاته ،

وراحته ما لا يوصف، وعلى قدر تحصيل العبد لكتاب اللَّه تعالى :

تلاوةً ، و حفظاً ، و فهماً ، و مدارسةً ، و عملاً ينال من السعادة والراحة

والطمأنينة و العافية في البدن والنفس ما لا يحصيه إلا اللَّه تعالى.

و لعلّك يا عبد اللَّه بعد أن رأيت عظمة معاني هذا الدعاء المبارك ،

و ما تضمّن من مقاصد و معانٍ جليلة، علمت معنى قول المصطفى

صلى الله عليه وسلم (( ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ).


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات