صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2015, 07:22 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : أم لم يعرفوا رسولهم ؟


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي - يحفظه الله

خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
أم لم يعرفوا رسولهم ؟

والتي تحدَّث فيها عن نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

فقام بالتعريف بهذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كما وردَ في القرآن العظيم،

مُبيِّنًا صفاته الخَلقيَّة والخُلُقيَّة باختصارٍ،

كما حثَّ المُسلمين على تعلُّم سيرته ومنهجه واتباعه والاقتِداء به .

إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه،

ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،


من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه، وعلى آله وأصحابِه،

والتابعين لهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا .

فأُوصيكم ونفسي - عباد الله - بتقوى الله في السرِّ والعلانية؛

فهي المُوصِلةُ إلى علام الغيوب، المُنجيةُ من الكُروب، المُزكيَةُ للأرواح والقلوب

{ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }

[ الأنفال: 29 ]

أمة الإسلام :

إن هذا الدين العظيم مبنيٌّ على رُكنَين وأصلَين جليلَين،

لا يقبلُ الله من عبدٍ صرفًا ولا عدلاً حتى يأتي بهما:

معرفةُ الله وتوحيدُه وعبادتُه، ومعرفةُ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم

ومحبَّتُه وطاعتُه واتباعُه.

وهما مُقتضَى الشهادتين، وحقيقةُ الإسلام وجوهرُه

{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }

[ البينة: 5 ]
{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }

[ النساء: 80 ].
إن معرفةَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ومحبَّته وطاعتَه

أمرٌ مُتحتِّمٌ لا محيدَ عنه لكل مُسلم ومُسلمة، وفرضٌ واجبٌ، وشريعةٌ غرَّاء،

ومنهجٌ أبلَجٌ وضَّاء، يسعَدُ بها العبدُ سعادةً لا شقاءَ معها أبدًا،

ويُبارِك الله له بها في عُمره وحياته، ويُزكِّي روحَه وعقلَه،

فينعمُ بالحياة الطيبة التي هي أثرٌ من آثار محبَّته - صلى الله عليه وآله وسلم – وطاعته .

ولقد وبَّخ الله تعالى الذين لم يعرِفوا رسولَهم، وقرَّعهم بقوله :

{ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ }

[ المؤمنون: 69 ]
عباد الله :
إنه ليس هناك أحدٌ من البشر يستحقُّ أن يُحبَّ ويُعظَّم ويُطاعَ من كل وجهٍ

إلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -،

ذلكم النبي الكريم الذي صنعَه الله على عينه فاختارَه واصطفاه، واجتبَاه وانتَقاه،

وكمَّله ربُّه بكل الكمالات البشرية، والفضائل الخَلقية والخُلُقية،

ورقَّاه في مدارِج العزِّ والكمال والشرف،

حتى بلغَ مُستوًى لم يبلُغه أحدٌ من صَفوة الخَلق، لا نبيٌّ مُرسَل، ولا مَلَكٌ مُقرَّب،

وسدَّ جميع الأبواب المُوصِلة إليه إلا باب مُحمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم -،

ومنعَ الخلقَ كلَّهم من التعبُّد له إلا بما شرعَ محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فهو أعظمُ الخلق حُرمةً عند الله، وأتقاهُم وأخشاهم وأعلمُهم بالله،

ما طرقَت العالَم شخصيةٌ كشخصيةِ مُحمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم -،

ولا عرفَت الإنسانيةُ مُعلِّمًا ولا قائدًا ولا قُدوةً أكملَ ولا أعلى مقامًا

من هذا النبي المُختار سيِّد ولدِ آدم - صلى الله عليه وآله وسلم -.

يا أمة محمد .. يا أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -:

مهما تحدَّث المُتحدِّثون، ووصفَ الواصِفون، وألَّف المُؤلِّفون، ونظمَ الشعراءُ المُجيدُون،

فلن يبلُغوا جلالَة وصف القرآن العظيم وبلاغتَه وبيانَه

في الحديث عنه - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فليس هناك أحدٌ أعلمَ برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من ربِّه وخالقِه،

كما أنه ليس هناك أحدٌ أعلمَ بالله تعالى،

وأعرفَ به من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

لقد تحدَّث القرآنُ المجيدُ بحلاوتِه وطلاوتِه عن هذا النبي الكريم

حديثًا عجَبًا مُشرقًا باهرًا مُتدفِّقًا، يعرِضُ فيه بأساليبَ مُونِقةٍ مُغدِقةٍ

جوانبَ العظمةَ والكمالات النبوية؛ حيث نشأَ - عليه الصلاة والسلام - يتيمًا،

فآواه ربُّه وربَّاه، ووجدَه ضالاًّ ما يدري ما الكتابُ ولا الإيمان، فهداه مولاه واجتباه،

ووجدَه عائلاً، وكان عائلاً فقيرًا فأغناه ورعاه، حتى ابتعَثه على حينِ فترةٍ من الرسل،

رجلاً كريمًا في قومه، وهو صاحبُه الذي يعرِفونَه كما يعرِفون أبناءَهم.

فكان أولَ ما أنزلَ عليه صدرَ سورة اقرأ، ثم صدرَ سورة المُدثِّر،

وفيهما بيانٌ مُركَّزٌ لمعالِم الإسلام وأُسس الدعوة،

فصارَت بعثتُه - صلى الله عليه وآله وسلم - أعظمَ منَّةٍ إلهية،

ورحمةٍ ربانيةٍ طوَّقَت عُنُق كل مُسلم

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ

وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }


[ آل عمران: 164 ].
أيها المسلمون :
لقد عظَّم الله تعالى شأنَ هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - في القُرآن،

وأثنَى عليه ثناءً عاطرًا في عبادتِه وأخلاقه وسيرته وجهادِه،

ولم يكُن يُنادِيه إلا بـ ( يا أيها الرسول )، ( يا أيها النبي ) إجلالاً له وإعظامًا.

كيف لا، وهو النبي الأميُّ الذي ما ضلَّ وما غوَى، وما ينطِقُ عن الهوَى،

إن هو إلا وحيٌ يُوحَى، علَّمه جبريلُ شديدُ القُوى.

وكيف لا يُعظِّمُه ربُّه وهو خاتمُ الأنبياء، والشاهدُ الشهيد، والصادقُ المُصدَّق،

الذي جاء بالصدق وصدَّق المُرسَلين، المُرسَل للثقَلَين الإنسِ والجنِّ كافَّةً بشيرًا ونذيرًا،

وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا.

نبيٌّ أمِّيٌّ لا يخُطُّ بيمينه ولا يقرأ، وجاء بأعظم الشرائِع، وبُعث بالحنيفيَّة السَّمحة،

وعلَّمه ربُّه ما لم يكُن يعلَم، وزيَّنه وجمَّله بالأخلاق الحسنَة العظيمة، من التواضُع،

وخفض الجناح للمُؤمنين، والصبر، والسماحة، واللِّين، والعفو، والصفح.

فأحبَّته القلوبُ والأرواحُ، ولو كان فظًّا غليظَ القلب لانفضَّ الناسُ من حولِه .

مُلِئَ قلبُه الشريفُ - صلى الله عليه وآله وسلم - حُبًّا لأمته،

عزيزٌ عليه ما أعنتَها وشقَّ عليها، بالمُؤمنين رؤوفٌ رحيم،

وكان أشدَّ ما يكون حرصًا وتلهُّفًا على هداية أمَّته، حتى كادَ أن يُتلِف نفسَه فيبخَعَها،

فعزَّاه ربُّه وصبَّره وسلاَّه بأنه رسول، وإنما عليه البلاغ،

{ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }

[ فاطر: 8 ]

{ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ }
[ يونس: 65 ]

ولا يضِق صدرُك بما يقولون، - صلى الله عليه وآله وسلم -.

نبيٌّ كريم قامَ لله فأنذرَ بقوةٍ وثبات، وبلَّغ رسالات ربِّه، وما فترَ ولا توانَى،

وما أخذَ على تبليغ رسالات ربِّه ولا عرضًا من الدنيا، ولم يكُن من المُتكلِّفين المُتنطِّعين؛

بل جاء بالسماحة واليُسر والوسطية والاعتِدال، ولم يكُن بِدعًا من الرسل،

ولم يأتِ بشيءٍ من تِلقاءِ نفسِه، بل مُبلِّغٌ أمينٌ - صلى الله عليه وآله وسلم -.

عصمَه ربُّه، وكلأَه بعينِه من أن يُضِلَّه الناسُ أو يضُرُّوه، أو يُزلِقوه بأبصارهم،

أو يفتِنوه عن بعضِ ما أُنزِلَ إليه ليفترِيَ على ربِّه

{ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)

وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }


[ الإسراء: 73، 74 ].
أمة الإسلام :
هذا النبي الكريمُ الأمِّيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يأمرُ الناسَ بالمعروف،

وينهاهُم عن المُنكَر، ويُحلُّ لهم الطيبات، ويُحرِّم عليهم الخبائِث،

ويضعُ عنهم إصرَهم والأغلالَ التي كانت عليهم، نجَّاه الله من مكر الماكرين وكيدهم،

ونصرَه إذ أخرجَه الذين كفروا من قريته التي أحبَّ، وأيَّده بجنودٍ لم ترَوها،

وأنزلَ عليه سكينتَه وثبَّته، وأثنَى على شجاعته ورباطَة جأشِه

{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ }

[ آل عمران: 153 ].
أمرَه ربُّه بالعدل، فحكمَ وما جار، وما كان للخائنين خصيمًا،

بشَّرت به الرسل وأُخِذ عليهم الميثاق: إذا جاءكم محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم

أن تُؤمنوا به وتنصُروه، وهو مكتوبٌ عندهم في التوراة والإنجيل.

من أبغضَه وكرِه سُنَّته فهو الأبترُ المقطُوع، ومن آذاه فعليه اللعنةُ والعذابُ العظيم،

شرَّف الله أهلَ بيته، وأبعدَ عنهم الرِّجسَ وطهَّرهم تطهيرًا،

وأعلَى قدرَ نسائِه وفضَّلهن على نساء العالمين،

{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ }

[ الأحزاب: 32 ].

عظَّم شأنَ صحابته الكرام، وهم السابِقون الأولون من المُهاجِرين والأنصار،

ورضِيَ عنهم وتابَ عليهم .

عباد الله:

ويتحدَّثُ القرآنُ بأساليب مُشرِقةٍ مُتألِّقةٍ عن جهاده صلى الله عليه وآله وسلم ومغازِيه،

ويُعالِجُ أسبابَ النصر والهزيمة، ويُصرِّحُ بذكرِ معركة بدرٍ والأحزاب وحُنين،

ويُشيرُ إلى أُحد وصُلح الحُديبية وفتح مكة وغزوة تبُوك،

ويُلمِحُ إلى بعض الأحداث المهمَّة في سيرته؛ كحادثة الفيل، والهجرة المُبارَكة،

وإبطال التبنِّي، وحادثة الإفك الشهيرة، وتشريع الاستئذان والحِجاب،

وحادثة الإسراء والمعراج، والإشارة إلى قُرب أجله في سُورة النصر،

وغير ذلك من الأحداث والقضايا التي أفاضَ فيها القرآنُ بإعجازٍ وبيانٍ لا مثيلَ له.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

أقولُ قولِي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،

فاستغفِروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


التعديل الأخير تم بواسطة حور العين ; 11-11-2015 الساعة 07:33 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات