صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-15-2014, 07:50 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي رجل يبكي والتاج على رأسه

(غلبة الدين وقهر الرجال)

رجل يبكي والتاج على رأسه


د. جاسم المطوع




رجل ضخم طويل كبير وقف أمامي بهيئته العسكرية والتاج على كتفه،
يرجو رجلا ضعيف البنية نحيف الجسم والدموع تتحدر من عينيه بأن يمهله وقتا إضافيا
لاستكمال سداد دينه، والمقرض صامت رافض
ولسان حاله يقول: لقد أمهلتك كثيرا،

فطلبت من المقرض إعطاءه آخر مهلة لسداد الدين فوافق على طلبي،
فلما انصرفا قلت في نفسي: سبحان الله..
رجل عسكري مرفوع الهامة يسمعه ويطيعه في ثكنته العسكرية أكثر من ألف جندي
لا يعصون له أمرا، ولكنه أمام هذا الرجل الضعيف يقف ذليلا
وتتساقط دموعه من أجل امهاله وقتا إضافيا لسداد القرض الذي أخذه منه!!


ففهمت حديث رسولنا الكريم عندما استعاذ من (غلبة الدين وقهر الرجال)
والحديث هو (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل،
وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)

فاللهم هو توقع المستقبل، كأن يهتم الإنسان هل سينجح!
أم هل سيرزق بولد! أم هل سيفوز بالصفقة وهكذا،
أما الحزن فيكون في حالة فوات الخير أو وقوع الشر على الإنسان،

أما الفرق بين العجز والكسل فإن العجز هو عدم القدرة على فعل الشيء
والكسل هو أن تكون لديك القدرة على فعل الشيء ولكنك تتأخر أو تهمل فعله،
فالعجز والكسل هما ضد الإنجاز،

أما الجبن فهو البعد عن مواجهة الأحداث حتى يستبيح الآخرون مالك وعرضك
وممتلكاتك وأنت ساكت صامت
والبخل هو عدم الإنفاق والعطاء حتى يكون البخيل سببا في شقاء الآخرين
فيتمنى أهله وفاته ومفارقته، فهذه الأمور الستة من منغصات السعادة في الحياة

ولهذا النبي الكريم استعاذ منها وهي (الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل)،

أما (غلبة الدين وقهر الرجال) فهو موضوعنا اليوم.

فالدين عندنا في الإسلام له ضوابط وشروط، فمن أخذ دينا تلاعبا
وهو يخطط مسبقا بعدم سداده دمر الله حياته،
ومن أخذه بنية صادقة وكان حريصا على رده في وقته أعانه الله على سرعة سداده،
ولهذا قال رسولنا الكريم (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه،
ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)،

والأصل في القرض أن يؤخذ للأمور الضرورية في الحياة وليس للأشياء الكمالية،
وقد مرت علي حالات كثيرة لأسر تفككت بسبب ديون أخذتها بنية عدم ردها
أو للصرف على كماليات الحياة، كأن يقترض رب الأسرة من أجل برامج ترفيهية
أو سياحية أو شراء أغراض إضافية لا يحتاج إليها،
أو أخذ قرض من أجل الدخول في مشاريع غير مدروسة ولا مخطط لها،
ففي هذه الحالة (الدين يغلبه) فيكون سببا في إذلاله،
مثل هذا العسكري الذي يهز البلد بسلطته ومنصبه ولكن دينا صغيرا هز حياته وشخصيته،
أما قهر الرجال فمن معانيه أن يتسلط عليك رجل يؤذيك
ويخطط ضدك فتنشغل به وبالرد عليه فيشتت تفكيرك وحياتك،


وأذكر أن امرأة كانت تشتكي من كثرة رفع طليقها عليها قضايا بالمحكمة والتفنن بإيذائها من خلال إغلاق الكهرباء عليها في مسكن الحضانة أو تنفيس هواء عجلات سيارتها أو تسليط من يتصل عليها لإيذائها وتهديدها، فقلت لها هذا من (قهر الرجال)
وعليك بالدعاء الذي قاله النبي للصحابي الأنصاري أبي أمامه رضي الله عنه
عندما رآه بالمسجد مهموما بسبب هموم وديون كثرت عليه فقال له:
(ألا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى دينك؟
قال: بلي يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت:
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز الكسل،
وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال،
قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضا عني ديني)،


فالتزمت المرأة المطلقة بهذا الدعاء حتى فرج الله عنها قهر الرجل.

أما غلبة الدين فإن بنوكنا اليوم تتفنن في تسهيل القروض والديون
حتى يغرق الإنسان بها، ولا بد من معالجة ذلك بالتشريعات
فقد قنن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله هذا الموضوع
حتى لا يتلاعب الناس في القروض فكتب عدة رسائل في قضاء الديون عن المعسرين،
منها رسالته إلى عامله على العراق عبدالحميد بن عبدالرحمن
«أن انظر من أدان في غير سفه ولا سرف فاقض عنه»
ونلاحظ هنا كلمته بالتحديد على الديون التي أخذها أصحابها
(من غير سفه ولا سرف) أي ليست ديونا في الكماليات وإنما للضرورات،
فمشكلة أخذ الديون على الكماليات منذ القدم
ولكن كانت التشريعات سابقا تحاربها ولا تشجعها
وهذا ما نحتاجه اليوم لحماية الأسرة.



ولعل من غرائب ما عالجت من مشاكل زوجية بسبب الديون
أن زوجة كانت تشتكي من عدم قرب زوجها لها بالفراش لأكثر من سنة،
ولما بحثت في الأسباب بعد محاورتها وزوجها اكتشفت
أن هم الدين الذي كان يعيشه هو السبب الرئيسي في عدم رغبته بمعاشرة زوجته،
فلما علمت أن عليه ستة أشهر باقية للسداد طلبت من الزوجة الصبر حتى يسدد دينه،
فوافقت على مقترحي على الرغم من عدم اقتناعها بما قلت
ولكن كانت المفاجأة لها أن علاقتهما بالفراش صارت صحية بعد سداد دينه،
فهذا الرجل غلبه دينه

ولهذا قال لقمان الحكيم (وحملت الأثقال كلها فما وجدت شيئا أثقل من الدين).







هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات