صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-31-2016, 04:50 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,998
افتراضي مدارج السالكين ( الجزء السادس )

من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
مدارج السالكين
( الجزء السادس )


نبدأ باْذن الله الحلقة السادسه
من مدارج السالكين بين منازل


{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

نسخة منقحة
للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية


الدرس السادس
فصل : القصد

فإذا انتبه وأبصر أخذ في القصد وصدق الإرادة وأجمع القصد والنية على الهجرة إلى الله ،
وعلم وتيقن أنه لا بد له منه فأخذ في أهبة السفر وتعبئة الزاد ليوم المعاد
والتجرد عن عوائق السفر وقطع العلائق التي تمنعه من الخروج.
فينقاد إلى العلم ليتهذب به ويصلح ويقصد إجابة داعي الله كلما دعاه

فصل : العزم
فإذا استحكم قصده صار عزماً جازماً مستلزماً للشروع في السفر
مقرونا بالتوكل على الله
قال تعالى :
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ }

والعزم : هو القصد الجازم المتصل بالفعل وهو أول الشروع في الحركة
لطلب المقصود والشروع في الحركة ناشئ عن العزم
وحقيقته هو استجماع قوى الإرادة على الفعل.

وفي هذه المنزلة يحتاج السالك إلى تمييز ما له مما عليه ليستصحب
ما له ويؤدي ما عليه , وهو المحاسبة وهي قبل التوبة في المرتبة
فإنه إذا عرف ما له وما عليه أخذ في أداء ما عليه والخروج منه
وهو التوبة , فالمراد بالمحاسبة الاستمرار على حفظ التوبة
حتى لا يخرج عنها وكأنه وفاء بعقد التوبة.

واعلم أن ترتيب هذه المقامات ليس باعتبار أن السالك يقطع المقام
ويفارقه وينتقل إلى الثاني كمنازل السير الحسي ،
هذا محال ألا ترى أن اليقظة معه في كل مقام لا تفارقه وكذلك البصيرة
والإرادة والعزم وكذلك التوبة فإنها كما أنها من أول المقامات
فهي آخرها أيضا بل هي في كل مقام مستصحبة

ولهذا جعلها الله تعالى آخر مقامات خاصته فقال تعالى في غزوة تبوك
وهي آخر الغزوات التي قطعوا فيها الأودية والبدايات والأحوال والنهايات

{ لَّقَد تَّابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }


فجعل التوبة أول أمرهم وآخره وقال في سورة أَجَلْ (موت)
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي آخر سورة أنزلت

{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ *
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }


وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما صلى صلاة بعد إذ أنزلت عليه هذه السورة
إلا قال في ركوعه وسجوده:

( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )

فالتوبة هي نهاية كل سالك وكل ولي لله وهي الغاية , العارفون بالله
وما ينبغي له
قال تعالى :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا * لِّيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }

فجعل سبحانه التوبة غاية كل مؤمن ومؤمنة.
وكذلك الصبر فإنه لا ينفك عنه في مقام من المقامات
بتصرف وإنما هذا الترتيب ترتيب اجتهادي بما يلائم المنزلة

ومثال ذلك :
أن الرضا مترتب على الصبر لتوقف الرضا عليه واستحالة ثبوته بدونه
فإذا قيل : إن الرضا بعد الصبر لا يعني به أنه يفارق الصبر
وينتقل إلى الرضا وإنما يعني أنه لا يحصل له مقام الرضا حتى يتقدم له
قبله مقام الصبر فافهم هذا الترتيب في مقامات العبودية.

وقد ينسلخ السالك من مقامه كما ينسلخ من الثوب وينزل إلى ما دونه
ثم قد يعود إليه وقد لا يعود.

ومن المقامات ما يكون جامعا لمقامين ، ومنها ما يكون جامعا
لأكثر من ذلك ، ومنها ما يندرج فيه جميع المقامات فلا يستحق صاحبه
اسمه إلا عند استجماع جميع المقامات فيه.

فالتوبة جامعة لمقام المحاسبة ومقام الخوف لا يتصور وجودها
بدونهما والتوكل جامع لمقام التفويض والاستعانة والرضى
لا يتصور وجوده بدونها

وقد يعرض له أعلى المقامات والأحوال في أول بداية سيره فينفتح عليه
من حال المحبة والرضا والأنس والطمأنينة ما لم يحصل بعد لسالك
في نهايته ويحتاج هذا السالك في نهايته إلى أمور- من البصيرة
والتوبة والمحاسبة- أعظم من حاجة صاحب البداية إليها فليس في ذلك
ترتيب كلي لازم للسلوك.

فالأولى بنا : أن نذكر منازل العبودية الواردة في القرآن والسنة ,
وبها يكتمل إيمان العبد , فاعلم أن العبد قبل وصول الداعي إليه
في نوم الغفلة ، قلبه نائم وطرفه يقظان ، فصاح به الناصح وأسمعه داعي
النجاح وأذن به مؤذن الرحمن :
" حي على الفلاح "

فأول مراتب هذا النائم اليقظة والانتباه من النوم وقد ذكرنا أنها
انزعاج القلب لروعة الانتباه
وهي أول ما يستنير قلب العبد بالحياة لرؤية النور,
أوجب له ملاحظة نعم الله الباطنة والظاهرة , وفرغ قلبه لمشاهدة منة الله
عليه بها من غير استحقاق ولا استجلاب لها بثمن فتيقن حينئذ تقصيره
في واجبها وهو القيام بشكرها.

فأوجب له شهود تلك المنة والتقصير نوعين جليلين من العبودية :
محبة المنعم واللهج بذكره وتذكر الله وخضوعه له وإزراؤه (سخطه)
على نفسه حيث عجز عن شكر نعمه فصار متحققا بـ
« أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت »

وعلم حينئذ أن هذا الاستغفار حقيق بأن يكون سيد الاستغفار
وعلم حينئذ أن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم
لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم
وعلم أن العبد دائما سائر إلى الله بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير

الثاني يعني من مراتب اليقظة-: مطالعة الجناية والوقوف على الخطر فيها
والتشمير لتداركها والتخلص من رقها وطلب النجاة بتمحيصها.

فينظر إلى ما سلف منه من الإساءة ويعلم أنه على خطر عظيم فيها
وأنه مشرف على الهلاك وقد ذم الله تعالى في كتابه من نسي ما تقدم يداه
فقال :

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ }

فإذا طالع (نظر إلى) جنايته شمر لاستدراك الفارط (الفائت) بالعلم
والعمل وتخلص من الجناية (الذنب) بالاستغفار والندم
وطلب التمحيص (التخلص من آثار الذنب)

ولا يمكن دخوله الجنة إلا بعد هذا التمحيص فإنها طيبة
لا يدخلها إلا طيب ولهذا تقول لهم الملائكة
{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

وقال تعالى :
{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ }
فليس في الجنة ذرة خبث

وهذا التمحيص يكون في دار الدنيا بأربعة أشياء: بالتوبة والاستغفار
وعمل الحسنات الماحية والمصائب المكفرة فإن محصته هذه الأربعة
وخلصته كان من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يبشرونهم بالجنة وكان من الذين

{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ }

عند الموت
{ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ *
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }


وإن لم تف هذه الأربعة بتمحيصه وتخليصه :

فلم تكن التوبة نصوحا- وهي العامة الشاملة الصادقة
ولم يكن الاستغفار النافع , ولم تكن الحسنات , وافية بالتكفير ولا المصائب
وهذا إما لعظم الجناية وإما لضعف الممحص وإما لهما محص في البرزخ
بثلاثة أشياء :
أحدها : صلاة أهل الإيمان الجنازة عليه واستغفارهم له
وشفاعتهم فيه

الثاني : تمحيصه بفتنة القبر

الثالث : ما يهدي إخوانه المسلمون إليه من هدايا الأعمال
من الصدقة عنه والحج والصيام عنه , وجعل ثواب ذلك له
وقد أجمع الناس على وصول الصدقة والدعاء

قال الإمام أحمد :
لا يختلفون في ذلك وما عداهما فيه اختلاف والأكثرون يقولون بوصول الحج
فإن لم تف هذه بالتمحيص محص بين يدي ربه في الموقف بأربعة أشياء:
أهوال القيامة وشدة الموقف وشفاعة الشفعاء وعفو الله عز وجل.

فإن لم تف هذه الثلاثة بتمحيصه فلا بد له من دخول الكير (النار)
رحمة في حقه ، ليتخلص ويتمحص ويتطهر في النار ،
فتكون النار طهرة له وتمحيصا لخبثه ويكون مكثه فيها على حسب كثرة
الخبث وقلته وشدته وضعفه وتراكمه ، فإذا خرج خبثه وصفي ذهبه
وصار خالصا طيبا أخرج من النار وأدخل الجنة.

قال : الثالث- يعني من مراتب اليقظة -:
الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام , لتدارك فائتها وتعمير باقيها
يعني أنه يعرف ما معه من الزيادة والنقصان فيتدارك ما فاته في بقية عمره
التي لا ثمن لها ويبخل بساعاته- بل بأنفاسه- عن ذهابها ضياعا
في غير ما يقربه إلى الله , فكل نفس يخرج في غير ما يقرب إلى الله
فهو حسرة على العبد في معاده

إلي اللقاء مع الجزء السابع بإذن الله تعالي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات