صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-30-2020, 03:12 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي درس اليوم 08

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
شهر التنزيل والترتيل

قال تعالى:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[البقرة: 185]،

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
(يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن
لإنزال القرآن العظيم فيه...)،

فمن خلال هذا النص القرآني نعلم بأن الباري سبحانه وتعالى اصطفى هذا
الشهر الفضيل بعديد من الخصائص والمميزات، ومن أبرزها: نزول القرآن
الكريم فيه، ولو اكتف بهاته الخصيصة لكفته شرفًا وفخرًا، فشهر رمضان
الكريم كما هو معلوم كاد أن يسمى بشهر القرآن، روى الإمام البخاري
في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في
شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ
يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان
أجود بالخير من الريح المرسلة.

إذًا هذا الشهر الكريم اجتمع فيه ما تفرَّق في غيره من الشهور الأخرى؛ من
إنزال للقرآن، وتعهُّد جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
ومعارضته إياه للقرآن في كل لليلة من رمضان، وهذا الحدث العظيم انعكس
على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالخير والبركات، كيف لا تكون هاته
الثمار من كتاب احتوى على خيري الدنيا والآخرة، ومتضمن لكل الرسالات
التي جاءت قبل مجيء سيد الوجود صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى:

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }
[سبأ: 28].

إن الله تبارك وتعالى هيَّأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتلقي الوحي
قبل مبعثه بسنوات عديدة، فمن حين لآخر كان يذهب لغار حراء يقضي وقته
في عبادة ربه، والتفكُّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما
عليه قومه، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد يطمئن إليه
ويرضاه، وكان أكثر ما يقيم فيه خلال شهر رمضان المبارك، يترك أم
المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وينصرف عنها وينقطع بنفسه في هذا
الغار للتفكر والتدبر والتأمل والالتجاء إلى الله جل وعلا، وكان اختياره لهذه
العزلة من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى له ليعدَّه لما ينتظره من الأمر
العظيم، والمهمة الكبيرة التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى
للناس أجمعين، وإذا كان هذا مع سيد الوجود، فمن باب أولى وأحرى
المربي والداعية والمصلح أن يهيئ نفسه أولًا، ويصلحها حتى يكون مؤثرًا
في غيره، فما بالك بتلقي كلام الله عز وجل، فلولا قدرة الله ورحمته علينا،
لَما استطعنا أن نتحمله ونتلوه؛ قال تعالى:

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }
[القمر: 17].

وفي هذا السياق نجد الإمام القرطبي أورد في كتابه الجامع لأحكام
القرآننقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةكان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون العشر آيات حتى يعلموا
ما فيهنَّ من العلم والعمل، كما نقل أبو عبدالرحمن السلمي عن عثمان
وابن مسعود وأُبي كعب رضي الله عنهم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى، حتى يتعلموا
ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا).

ويقول أنس رضي الله عنه:
(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل في أعيننا)؛ يعني عظُم قدره إذا
حفِظ هاتين السورتين، وهما نحو أربعة أجزاء إلا ربع، وقدره يعني مكانته؛
وذلك لأن في سورة البقرة أكثر الأحكام فيها ذكر الحج، وفيها ذكر الصيام،
والنفقات، وذكر الطلاق، والرجعة، وذكر الرضاع، وذكر النفقات، وما أشبه
ذلك، وكذلك آل عمران أيضًا فيها كثير من القصص، ومن الأحكام.

وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله:
(كان يقال خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون
بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن،
والجهاد في سبيل الله).

ومن الصحابة أيضًا الذين اعتنوا بالقرآن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قَالَ عنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».
ولَمَّا سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ابن مسعود قال:
(قرأ القرآن ثم وقف عنده وكفى به علمًا).

كيف لا يكون هذا حالهم رضي الله عنهم، وقد قال الباري في وصف القرآن،
ووصف أهل خشيته معه:

{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي
بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
[الزمر: 23]؟

هكذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم مع القرآن، فقد تنبهوا إلى هذا،
وفهموا أن المقصود من تلاوة القرآن ليس مجرد التلاوة وتحريك اللسان به
دون فَهْم لمعانيه وأسراره، قال الحسن البصري رحمه الله:
(أُنزِل القرآنُ لِيُعمَل به، فاتخذوا تلاوته عملًا).

إن الله ما أمر ولا نهى إلا ليمتثل الأمر بالفعل والنهي بالترك، وجميع الأوامر
والنواهي في القرآن جاءت لتحقيق المصالح وتكثيرها،
ودفع المفاسد وتقليلها.

قال الشعبي رحمه الله:
(إذا قرأتم القرآن فاقرؤوه قراءة تسمعه آذانكم، وتفهمه قلوبكم، فإن الأذنين
عدل بين اللسان والقلب، فإذا مررتم بذكر الله فاذكروا الله، وإذا مررتم بذكر
النار فاستعيذوا بالله منها، وإذا مررتم بذكر الجنة فاسألوها الله).

وهكذا كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بتسبيح سبَّح،
وإذا مر برحمة سألها، وإذا مر بعذاب استعاذ بالله منه.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات