المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
و قال : (( لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضا و ذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها ، حتى رأيت فيها عمروا بن لحي يجر أقصابه أي أمعاءه في النار و رأيت صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ، قال : ثم جيء بالجنة و ذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ، و لقد مددت يدي فأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل )). أيّها المسلمون ، لا شكَّ أنَّ الشمسَ و القمر من أعظمِ آيات الله عزّ و جلّ الدالّةِ على عظيم قدرته الباهرة و الباعثةِ على الخوف الحقيقيّ منه سبحانه دونَ أحدٍ سواه ، و هذه الآياتُ العظيمة قد اعتاد عليها الناس ، فربما غفَل بعضُ الخلق عن التفكُّر فيها، فيُحدِث الله عزّ و جلّ عليها من الطواري و الحوادِث و التغيُّرات الكونية ما يبعثُ المسلمَ على التفكُّر و التذكّر ، فلو اجتمع الإنسُ و الجنّ على أن يُغيِّروا من نظام هذا الكون شيئًا لم يستطيعوا ، أو على أن يعيدوا للقمَر ضوءَه لم يفلِحوا . فهذه آيةُ الله عزّ و جلّ الدّالةُ على قدرته سبحانه و تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [القصص:71-73]. و قد بيّن النبيّ صلى الله عليه و سلم في خطبتِه بعد أن فزع فزعًا شديدًا عندما رأى هذا الكسوفَ للشّمس ، و ذلك الفزعُ بسبب أنَّ الخسوفَ و الكسوف من علامات الساعة و من علامات العذاب ، لذلك سُمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه في سجوده : (( يا ربّ ، ألم تعدني أن لا تعذِّبهم و أنا فيهم ؟! )) ، فكان يبتهل إلى الله عز و جلّ أن لا يُنزل العذابَ بأمته رحمةً منه صلى الله عليه و سلم . وذكر عليه الصلاة و السلام في خطبتِه بعضَ أحوالِ الآخرة ممّا رآه في صلاته تنبيهًا و تذكيرًا للمؤمنين ، فمِن ذلك عذابُ القبر أجارنا الله و إياكم منه ، و بيّن النبيّ علسه أفضل الصلاة و أزكى السلام أنه لا ينجو منه إلاّ من كان مؤمنًا موقنًا، عندها يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت . جعلنا الله و إيّاكم من الثابتين في الحياة الدنيا و في الآخرة . كما أخبر النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّ الله عز و جل يغضب و يغار عندما تُنتهَك حرماته عزّ و جلّ ، و فيه تنبيه على أنّ الخسوفَ و الكسوف علامة على الغضَب و العذاب ، عافانا الله و إياكم . و من هذه المحارم التي نبّه عليها النبي صلى الله عليه و سلم ( الزنا ) ، فهو موجِبٌ لغضَب الله عزّ و جلّ و أليم عقابه . فالله عز و جل يغار و يغضب من انتهاك هذه الحرمات أو ما أحاط بها من حرمات ، فقد قال سبحانه : { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ } [الإسراء:32] بأيِّ حالٍ من الأحوال ، سواء كان الوقوع في الزنا أو قربان الزنا أو أيّ شيء يوصل إلى هذه الفاحشةِ الموجبة لغضب الله عزّ و جلّ و سخطه و أليم عقابه ، سواء كانت هذه الأسباب الموصلة إليه الاختلاط أو السفور أو التبرّج أو الدعوة إلى الرذيلة كما ينادي بذلك الذين يحبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا ، و الاستهزاء بما أحاط الله عزّ و جلّ هذه المحارم ، أحاطها الله عزّ و جلّ بسياجٍ منيع من الحرمات ، فالاستهزاء بذلك و انتهاكُ ذلك موجبٌ لعِقاب الله عزّ و جلّ ، و كذلك نقصُ الأرزاق و الخوف و غير ذلك من العقوبات ، كلُّ هذا بسبب ذنوب العباد . فهذه أسبابُ العقوبات قد انعقَدت ، و علامات العذاب قد ظهَرت ، فعلى المسلمين جميعًا أن يتوبوا إلى الله عزّ و جلّ ، و أن يخلِصوا له التوبةَ النصوح ، و أن يستغفروه و يتوبوا إليه ، فإنّ الله عزّ و جلّ يبسُط يدَه بالليل ليتوب مسيء النّهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، و رحمتُه سبحانه وسِعت كلَّ شيء ، و هو يدعوكم إلى جنته ، { وَٱللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } [البقرة:221]، { وَٱللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [يونس:25]، { قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا } [الزمر:53]، { وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء} [الأعراف:156]. رحمةُ الله تعالى واسعة ، فهو يناديكم ، و هو أفرحُ بتوبة عبده من رجلٍ أضلَّ ناقتَه في الصحراء عليها متاعُه و زادُه ، ثم فرح بها إذ لقيها ، فالله عزّ و جلّ أفرح من هذا العبد الذي لقي ناقتَه بعد ضياعها . فعليكم بالتوبة ياعباد الله ، إستغفرَوا ربكم و عودوا إليه ، و كبروه تكبيرا . و قد يقول بعضُ المخذولين : إنّ هذه التغيّرات الكونيةَ لها أسبابٌ طبيعيّة معروفة ، و ليست بسبب الذنوب ، فيجاب عن هؤلاء الغافلين عن آيات الله عزّ و جلّ بأن كونَها معروفةً أو أنّ لها أسبابًا طبيعية لا يخرِجُها من كونها مقدَّرةً من عند الله عزّ و جل ، فالله سبحانه هو خالق الأشياء و الحوادثِ و أسبابها و المسبّبات ، فالله تعالى إذا أراد شيئًا بعث سببَه ، فيخلق سبحانه الأشياءَ و أسبابَها . نسأل الله تعالى أن لا يؤاخذَنا بذنوبنا ، و أن لا يؤاخذنا بما فعل السّفهاء منا ، و أن يغفر لنا و يرحمنا ، و يتقبّل منا و منكم صالحَ القول و العمل ، إنه قريب مجيب . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون } [فصلت:37]. ثم صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم المصطفى محمّدٍ رسول الله المُجتبى ، فقد أمركم بذلك ربّكم جل و علا ، فقال عز من قائلا عليما سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ، صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ، و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت
|
|
|