صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2018, 07:04 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 4174

من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

رمضان.. والرحيل!

ليكن هدفنا في هذه المرحلة وبعد رمضان قول الله تعالى:

{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}
[طه: 123]،

ولنبتعد عن صفوف من قال فيهم الله عز وجل:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124].

دنا الرحيل وشارف الشهر على الانتهاء، ما أصعب تلك اللحظات التي
يشعر فيها المرء بقرب رحيل من أحب، بل من كان بابا للخير عليه وسببا
-إن أحسن استغلاله- في دخوله الجنة والعتق من النار. قرُب الرحيل وإذ
بالقلوب تنفطر حزنا على ضياع أي فرصة لم تستغلها لتقربنا من الجنة
وتباعدنا عن النار، فما زالت الجوارح بعد تستعد لتنقية النفوس
من المعاصي والآثام التي صبغتها بالران، ولكن ما زالت الفرصة سانحة
لنيل النفحات في العشر الأهم من رمضان التي يمنحها الله عز وجل للعبد
المؤمن المحب لربه والذي يخشى عقابه من تتابع الذنب تلو الذنب.

فما زالت الدعوة متاحة للجميع فعلينا أن نسعى جاهدين في تلك الأيام إلى
الوصول لدرجة الإيمان العالية، ولنستعين في ذلك بعد الله بالصحبة
الصالحة التي تشد من أزرنا وتزيد من همتنا وتسمو بأخلاقنا وتصل بقلبنا
إلى التمتع بلذة العبادة، ويا له من شعور لا يضاهيه أي شعور آخر
من ملذات الدنيا. إنه شعور ممزوج براحة النّفس، مع سعادة القلب
وانشراح الصدر وشدة الارتياح أثناء العبادة، والتمني بأن يقبض الله
روح العبد الخاضع المتذلل له وحده وهو على هذه الحالة الإيمانية الرائعة
التي لا يشعر بها باستمرار، ويسعى جاهدا لنيلها دائما، فتكرار هذه الحالة
والشعور بها يتفاوت من شخص لآخر، بل في الشخص نفسه من حالة
إلى حالة نظرا لقوة الإيمان وضعفه.

نصارع الذنوب في الحياة الدنيا كما يصارع الغريق الأمواج الهالكة التي
تودي بحياته، فالذنوب في القلب تضعفه وتهلكه، فلا يزال عليلا مضطربا
إلى أن يجد ضالته المنشودة التي تنقذه من عثرته، وتخرجه من ظلمة
المعاصي إلى نور الطاعة وحياة القلوب العامرة بذكر الله، قال تعالى:

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}
[الأنعام: 122]،

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر".

فالقلب الصحيح كما جاء في شرح العقيدة الطحاوية:
"يؤثر النافع على الضار المؤذي، والقلب المريض ضد ذلك، وأنفع
الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء
والدواء،

ومن علامات القلب الحي: أنه يشتاق إلى الذكر كما يشتاق إلى الطعام
والشراب، وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه غمه وهمه، واشتد عليه
الخروج منها، وأن يكون همه واحدا، وأن يكون في الله، ويكون أشح
بوقته أن يضيع، ومن علاماته أيضا: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل
أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص والنصيحة والمتابعة
والإحسان، هذه المشاهد لا يشهدها إلا القلب السليم".

سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه
وطرحه في رمضاء مكة الحارة فقال قولته المشهورة: "مزجت مرارة
العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان". مواطن يمتلئ فيها القلب
بحلاوة الإيمان:

قيام الليل:
- من أراد تذوق حلاوة الإيمان عليه أن يجاهد نفسه ويصبر على الطاعة
والمداومة على العبادة، فمن ذاق عرف، فتلمسها في ركعات في جوف
الليل وحيدا بعيدا عن الدنيا وهموها ومشاغلها ومتاعها الزائل الفاني،
ويجدها في سجدة بين يدي الله يتضرع فيها إلى مولاه داعيا راجيا
أن يغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، سره وعلانيته،
قال تعالى:

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}
[الزمر: 9].

يكابد الليل والشيطان الذي يسعى دائما أن ينتزع من روحه الهمم
والمداومة للوصول إلى شرف المؤمن وعزه في الدنيا والآخرة، ففيه
دواء القلوب والأبدان، وتلبية لأمر الرحمن، وشرف للمؤمن، ورفعة
للدرجات، وتكفيرا للسيئات، كما أنه يورث في القلب الذل لله والتواضع.


- قراءة القرآن:
فالقرآن غذاء الروح ونور القلوب وربيعها، كتاب الله المحفوظ إلى أن
تقوم الساعة، وهو رفيق دربنا ومؤنس وحشتنا في دنيانا وشفيعنا في
قبورنا، ارتبط ارتباطا قويا بشهر رمضان ففيه أنزل وفيه يتقرب العبد
من ربه بزيادة التلاوة والاستماع والتدبر والعمل به والخشوع أثناء
قراءته أو سماعه، فقال تعالى:

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ .
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}
[المؤمنون: 1- 3].

والخشوع لا يتحقق إلا مع قلب متخل عن لهو الدنيا ومشاغلها، ومرتبط
بحال العبد المؤمن ليس فقط أثناء العبادة، بل بحال قلبه بعدها كما ذكرت
الآية الكريمة:

{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}

أي لا بد لمن ذاق حلاوة الخشوع أن يحافظ عليه ويتعهده داخل قلبه،
ويتركه متوقدا حتى إذا حان موعد العبادة مرة أخرى استشعره من جديد،
وألا ينشغل بما يضر قلبه ولا يفيده، من سماع للأغاني والمسلسلات؛
فلا يجتمع في قلب المؤمن القرآن ومزمار الشيطان، ومن غيبة ونميمة
والخوض في أعراض المسلمين.

ويتحقق الخشوع في القرآن بعدة عوامل منها:
- تطهير القلب من شوائب المعاصي والتعلق بأمور الدنيا، فيصبح القلب
مهيئا للارتواء من الفيض الرباني والارتقاء الروحي ليطأ السماء بقلبه
الخاشع الخاضع لله وآياته وأحكامه، وكما أن القاعدة الربانية اقتضت
أن لا يمس القرآن إلا المطهرون، فكذلك لا يخشع لتلاوته وسماعه
إلا المطهرة قلوبهم وهي قلوب المتقين.

- حضور القلب وتزكية النفس والتمعن بكل الجوارح
في آيات الله التي تؤثر القلوب الوجلة، قال تعالى:

{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:23]

أي هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار،
لما يفهمون منه من الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد، تقشعر منه
جلودهم من الخشية والخوف:

{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}

لما يرجون ويؤملون من رحمته ولطفه، لأنهم إذا تليت عليهم آيات
الرحمن خروا سجدا وبكيا، بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم وعلم،
قال تعالى:

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
[الفرقان: 73]،

أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها، بل مصغين إليها،
فاهمين بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها
عن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم (أي يرون غيرهم قد سجد
فيسجدون تبعا له).



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات