صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-17-2015, 03:35 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : الفتن وثبات القلب


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
الفتن وثبات القلب

والتي تحدَّث فيها عن الفتن التي أصابَت جسدَ الأمة الإسلامية،

وأن العلاجَ لهذه الفتن والتصدي لها يكون بالرجوع إلى الوحيين،

مُفصِّلاً بذكر الأعمال الصالحة من فرائِض ونوافِل،

والتي بدورها تُعينُ على الثبات على الحق..

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .

فاتَّقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.
أيها المسلمون :
أجلُّ النعمِ: إخلاصُ العبوديَّة لله والاستِقامةُ على طاعته، والمُسلمُ يُحافظُ عليها،

ويحرُسُ قلبَه مما يُكدِّرُها؛ إذ الشيطانُ مُحيطٌ به من كل جانبٍ ليسلُبَها منه،

قال - سبحانه - عنه:

{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ

وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }


[ الأعراف: 17 ].
وما من فتنةٍ ظهرَت أو ستظهرُ إلا وتُعرضُ على كل قلبٍ كعَرض الحَصير عُودًا عودًا،

والفتنةُ كما تكونُ في الشرِّ كذلك في الخير تكونُ؛ كفِتنةِ المال والبَنين والعافية،

قال - سبحانه -:
{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }

[ الأنبياء: 35 ].

وقلوبُ العبادِ بين أُصبعين من أصابِع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء،

والدينُ أعزُّ وأغلَى ما يملِكُه المُسلِم، وهو زادُه في الدنيا والآخرة،

ولا غِنى له عنه، والحياةُ فتنٌ، والثباتُ عزيز .

وأعظمُ ما يُحتاجُ إليه: التمسُّك بالدين والثباتُ عليه،

وقد أمرَ الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بالاستِقامة على الدين،

وعدم اتباع أهل الهوَى، فقال:

{ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ }

[ الشورى: 15 ].

وأُمر كل مُسلمٍ أن يدعُو ربَّه في كل ركعةٍ بالهداية والثبات:

{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }

[ الفاتحة: 6 ].
قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -:

[ هذا الدعاءُ أفضلُ الأدعية وأوجبُها على الخلق؛

فإنه يجمعُ صلاحَ العبد في الدين والدنيا والآخرة ]


ومن دَأبِ الصادِقين: الخوفُ على إيمانهم من النقص أو الزوال،

إبراهيمُ - عليه السلام - حطَّم الأصنامَ بيدَيه، ومع هذا يدعُو ربَّه:

{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

[ إبراهيم: 35 ].

ويُوسف - عليه السلام - يدعُو إلى التوحيد ويقول:

{ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }

[ يوسف: 101 ].

ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - افتتحَ دعوتَه واختتمَها بالتوحيد،

وكان كثيرًا ما يدعُو:

( يا مُقلِّبَ القلوب ! ثبِّت قلبي على دينِك )

رواه الترمذي.

وفي سفَره يدعُو ربَّه أيضًا بالثبات، فكان إذا سافرَ قال:

( اللهم إني أعوذُ بك من وعثَاء السفر، وكآبة المُنقلَب، والحَور بعد الكَور

أي: الرجوعُ من الطاعة إلى المعصية )


رواه مسلم.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يتفقَّد ثباتَ صحابته،

وإذا رأى من أحدهم نقصًا في العبادة ذكَّره ونصحَه،

قال لعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -:

( يا عبدَ الله ! لا تكُن مثلَ فُلانٍ، كان يقومُ الليلَ فتركَ قيامَ الليل )

رواه البخاري.

وحثَّ أمَّتَه على الثباتِ واستِدامة العمل،

قالت عائشةُ - رضي الله عنها -:

[ وكان أحبُّ الدين إليه - أي: العمل - ما دامَ عليه صاحبُه ]

رواه البخاري.

والله - سبحانه - هو الهادي والهدايةُ بيدِه وحده،

قال تعالى في الحديث القُدسي:

( يا عبادي ! كلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُه )

رواه مسلم.

ولا تثبُتُ قدمُ الاستِقامة إلا بافتِقار القلبِ إلى الله، واليقين أنه لا ثباتَ إلا بتثبيتِه،

قال - سبحانه -:

{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }

[ الإسراء: 74 ].

وصفاءُ التوحيد وتعلُّمه أعظمُ سببٍ للثباتِ على الدين

قال - سبحانه - عن أصحابِ الكهف:

{ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا }


[الكهف: 14].

وطهارةُ القلب وسلامتُه وإخلاصُه من مُوجِبات الثبات.

ومن أعظم ما يصرِفُ الله به عن العبد أسباب الهلاك،

قال تعالى عن يوسف - عليه السلام -:

{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }

[ يوسف: 24 ].

ومن ساءَ قصدُه، وانحرفَت سريرتُه عن الإخلاص ظهرَ أثرُ ذلك على دينِه وسيرتِه،

قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إن الرجلَ ليعملُ بعملِ أهل الجنة فيما يبدُو للناس، وإنه لمن أهل النار،

ويعملُ بعمل أهل النار فيما يبدُو للناس، وهو من أهل الجنة )


رواه البخاري.
قال ابن رجبٍ - رحمه الله -:

قولُه - صلى الله عليه وسلم -:
( فيما يبدُو للناس )

إشارةٌ إلى أن باطِن الأمر يكونُ بخلافِ ذلك،

وأن خاتمةَ السُّوء تكونُ بسببِ دسيسةٍ باطِنةٍ للعبد لا يطَّلعُ عليها الناس

والدعاءُ بالثبات افتِقارٌ وعبادة، وبه تحقيقُ الاستِقامة،

والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعُو بالثبات على الهداية ويقول:

( اللهم إني أعوذُ بعزَّتك لا إله إلا أنت أن تُضلَّني،

أنت الحيُّ الذي لا يموتُ، والجنُّ والإنسُ يموتون )


رواه مسلم.

وكان - عليه الصلاة والسلام - يُعلِّم أصحابَه الدعاءَ بذلك،

قال شدَّادُ بن أوسٍ - رضي الله عنه -:

كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمُنا أن نقول:

( اللهم إني أسألُك الثباتَ في الأمر )

رواه الترمذي.

والراسِخون في العلم والإيمان يقولون:

{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }

[ آل عمران: 8 ].

والإخلاصُ مُوصِلٌ إلى الله ونجاةٌ من كل قاطِعٍ عنه،

قال - سبحانه -

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }

[ العنكبوت: 69 ].
واتباعُ السنةِ عصمةٌ ونجاة،

قال - سبحانه -:
{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }

[ النور: 54 ].
قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -:

[ وكلما كان الرجلُ أتبَعَ لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

كان أعظمَ توحيدًا لله وإخلاصًا له في الدين،

وإذا بعُد عن مُتابعته نقصَ من دينه بحسب ذلك ]


وإذا ظهرَت فتنةٌ فالعصمةُ منها بعد الله في المُبادَرة بالأعمال الصالِحة،

قال - عليه الصلاة والسلام -:

( بادِروا بالأعمال - أي: الصالِحة - فِتنًا كقِطع الليل المُظلِم،

يُصبِحُ الرجلُ مُؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مُؤمنًا ويُصبِحُ كافرًا،

يبيعُ دينَه بعَرَضٍ من الدنيا )


رواه مسلم.
والامتِثالُ لأمر الله بعد المواعِظ من سُبُل الثبات

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات