صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2015, 08:31 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي نقاط.. على سطور الحياة

نقاط.. على سطور الحياة

نور مؤيد الجندلي



هل يُعدّ الإنسان جباناً إذا آثر يوماً الهروب من مسؤولياتٍ أنيطت به؟
وإن هجر طاولة مكتبه لاجئاً ومهاجراً إلى السّرير؟
!
هذا حقاً ما اقترفته منذُ أيّام، ولم يكن محضَ جنونٍ،
بل قمت به وأنا في كامل قواي العقلية، قمتُ به لأحافظ بالأحرى على قواي العقلية.

كنتُ في صباي أشكو الفراغ وأتذمّر منه،
وتُبكيني أوهامٌ بأنني لن أحقق لنفسي شيئاً في الحياة.

لكن الله تعالى قد فتح عليّ من أبواب العمل ما أريد وما لا أريد،
فتراكمت أعمالٌ كثيرة أمام طاولتي، وازدادت المسؤوليات،
ووجدتني أصل الليل بالنهار لعلّي أوفي أياً منها بعض حقه،
فيحالفني نجاح، ويزورني أحياناً بعضُ الفشل،
فيحرّضني على التعلم منه وإعادة تشييد بناءٍ متين من جديد.

تراوحت حالتي بين قلقٍ وخوف:
قلقٌ على المهام ألاَّ أنجزها أو أعطيها حقها المطلوب،
وخوفٌ أن يحاسبني الله تعالى إن قصّرت.
والغريبُ في الأمر أنني كلما حاولتُ أن أتخفف من مهمّة أو أعتذر عن أخرى،
أُلقيتْ لي أخرى، فكأنني أغرفُ من البحر ماءً أظنُّ أنني سأجففه!

أيامٌ كثيرة مرّت وأنا أدفن رأسي بين أوراقي وكتبي،
أقارعُ فصولَ الحياة لأغتنم منها ما يستحقّ أن يُغتنَم،
العمرُ ينقضي ثم يرحل، لكنّ الفكرَ في شغلٍ دائم لا يهدأ، ولا يتوقف..!

أراقب حياة الآخرين من بعيد، إنهم يحيون حياتهم كما يريدون،
يتنفسون الحرّية والفرح،
وأراقبُ حياتي
كيف أغلقت بها على نفسي بمغاليق العمل،
أليست حياتي من اختياري؟
لقد نلتُ سعادتي التي أبتغيها حتى استمرأتُها، واعتدتُ عليها،
فغدت أيامي كلُّها بلا وهجٍ، بلا بريق.
.
وكلّ الفكر، وأرهق الجسم فصار يئنّ بصمت،
فأسكت ألمه براحة مؤقتة، وإن ارتاح الجسم هل يرتاح القلب؟

أكثر ما آلمني تقصيري في حق من أحبّ،
فقد غدت علاقتي بمن حولي حكراً لكل ما هو ضروريّ
وفي دائرة أداء الواجب.
اختفت البسمة، اختطفها التعب،
وكلّت يدٌ كانت تعطي، فبخلت عن كلمة طيبة، من شكرٍ أو دعاء.

مع أن القلب لن ولم يكلَّ يوماً عنهما.

أحزنني أن أُشكرَ فلا أردّ الشكر، أو يقدَّم لي معروفٌ فلا أقوَى على رده،
وأن أجد من يحتاج إلى دعم فأتحاشى تشجيعه، ليس كبراً أو غروراً،
ولكنه العمر والوقت والجسم المنهك.

في ليلة والقمر يغادرُ مودعاً.. ناديته..
لملمتُ حقائبي على عجلٍ وصحبته..

قلمٌ وورقة...!
أهذا ما استطعتُ حمله!
يا لهذه العلاقة.. كيف تُحلُّ ومتى تنتهي..!؟
رحلتُ لأترك عنواني فارغاً، ومحوتُ اسمي من بين أوراقي ومن على مكتبي..
وطرقتُ باب الوحدة لأستجمع قواي وأستعيدُ نفسي..

ليلة، ليلتان.. سئمتها وسئمتني..
ودّعت الوحدة والشكرُ يحتل أوسع مكانٍ في قلبي لها،
فقد صفا الفكرُ لما خلوتُ بنفسي،
وقلّبتُ في أوراقِ العمر أبحثُ عن ثغراتٍ في حياتي لم أملأها بعد،
وعن فراغٍ لم أغتنمه، وعن حياةٍ سارت بلا تخطيط،
وعن حدود تجاوزتُها في غمرة أيامي.

وبقلم الحبر خططتُ نقطةً على صفحةٍ بيضاء،
واعتبرتها نهايةً لقصّةِ آلامي. فما أروع العمر بالعمل،
وما أغلى دقائق الحياة حين تكون عامرةً لله!

هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات