صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2017, 10:28 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي هل تربيتنا تسلية ؟

من: الأخت/ غرام الغرام

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هل تربيتنا تسلية أم تسليتنا تربية؟



هل تعرف غلاما (مراهقا) غير مجرى التاريخ؟

وهل مر عليك غلام كان سببا في هداية قومه؟

وهل سمعت عن غلام صار مرجعا في العلم؟

ربما يقول القارئ في نفسه إن ما ذكرته مستحيل،

فكيف يغير غلام صغير مجرى التاريخ أو عقيدة مجتمعه أو

يكون مرجعا للعمل؟!!



وأنا أقول له إن ما ذكرته واقع وليس مستحيلا،

فأما الأول فهو غلام الأخدود وقصته ذكرت في القرآن،

تربى هذا الغلام على يد عالم رباني يؤمن بالله تعالى،

فتعلم قوة الإيمان والثقة بالنفس والتوكل على الله والاعتزاز

بدينه وعدم الخوف من الناس، فوقف ضد ظلم حاكمه عندما أراد

قتله وقال له:

إذا أردت قتلي فقل (باسم رب هذا الغلام)،

فلما قالها عند قتله أسلم قومه، فقدم نفسه ضحية من أجل

هداية قومه.



والغلام الثاني هو (حبر الأمة) ابن عباس رضى الله عنه الذي

تربى على يد النبي صلى الله عليه وسلم،

علمه الله التأويل وآتاه الحجة والبيان فكان مرجعا في العلم والتفسير

والفقه على الرغم من صغر سنه، والسر وراء هذا التميز

للغلامين أنهم تلقوا تربية ايمانية علمية في صغرهم،

فاللعب لم يكن شيئا ترفيهيا في حياتهم وإنما اللعب

والتسلية كانت تربية،

ومن هنا ندرك الفرق بين تربية تقوم على

التسلية أو تسلية تقوم على التربية،



فالخلل الذي نعيشه اليوم في تربيتنا بأننا حولنا التربية إلى تسلية،

وصار الذين يوجهون أبناءنا من بوابة التسلية يمارسون معهم

التربية فيغرسون أفكارهم ومعتقداتهم من خلال الترفيه والتسلية،

وصار المربي إما متفرجا أو غائبا عن التربية،

خلافا لما أمر الله تعالى، فالله وجهنا بألا نجعل التسلية من

غير هدف أو تربية،

قال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }

وقال { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }

فالقضية عند الله حق وباطل، فمن صفات الدنيا أنها لهو ولعب

قال تعالى { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ..}

ولكن الله تعالى بين أنه خلقنا للعبادة

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }،

بينما وصف الكفار بأنهم كانوا يلعبون بالدنيا

{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ }

بل وصف الله المؤمنين بأنهم لا يضيعون وقتهم

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون } .



ومع هذا كله فإن الإسلام سمح لنا أن نلعب ونلهو بشروط حتى

نروح النفس ونسعدها بهدف العطاء والإنتاج والاستمرار في

العبادة وخاصة لو كانت (التسلية تربية) فإنها في هذه الحالة

تحقق الهدف المنشود، فنبينا - صلى الله عليه وسلم –

سابق عائشة رضي الله عنها، وكان يشاهد معها رقص

الأحباش في العيد، وقال لحنظلة ساعة وساعة،

وقال لجابر عندما تزوج ثيبا: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك،

وكان يلاعب الحسن والحسين رضي الله عنهما،

فبيوت الأنبياء فيها لعب وتسلية ولكن بهدف التربية،

ففي قصة يوسف عليه السلام طلب أبناء يعقوب من والدهم السماح

لهم باللعب فقالوا

{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)

أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }،

وكان أصحاب رسول الله يجلسون جلسات يتحدثون فيها عن

ماضيهم ويضحكون، وابن الجوزي وهو من فقهاء الأمة ألف كتبا

في الترفيه والتسلية كأخبار الحمقى والمغفلين وأخبار الأذكياء.



فالتسلية والترفيه من احتياجات الإنسان وخاصة الطفل،

وقد كتبت هذا المقال لأني وجدت أكثر من عائلة فقدت سيطرتها

على أطفالها وأبنائها في إدارة ألعابهم وأوقات فراغهم،

فصار الطفل يدير والديه فيكون طول اليوم في اللعب والتسلية

ولا يتدخل الوالدان في لعبه وإدارة أوقات فراغه، والصواب أن نستفيد

من وقت لعبه بتوجيهه فنحول (التسلية لتربية) والتعليم لمتعة،

ولا مانع ونحن نوجههم ونتدخل في ألعابهم ونلعب معهم أن نضحك

ونمزح ونقفز ونركض فهذا كله جعل (التسلية تربية)،

وهو الهدف المنشود بتوظيف كل ما حولنا لتربية أبنائنا.

د. جاسم المطوع


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات