صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2017, 04:29 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي مدارج السالكين ( الجزء السابع )

من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
مدارج السالكين
( الجزء السابع )



نبدأ باْذن الله الحلقة السابعه
من مدارج السالكين بين منازل

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }


نسخة منقحة
للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية

الدرس السابع
فصل : الفكرة
فإذا استحكمت يقظته أوجبت له الفكرة وهي- كما تقدم- تحديق القلب
إلى جهة المطلوب التماسا (طلباً) له.

الفكرة فكرتان :
* فكرة تتعلق بالعلم والمعرفة
* وفكرة تتعلق بالطلب والإرادة

فالتي تتعلق بالعلم والمعرفة :
فكرة التمييز بين الحق والباطل

والتي تتعلق بالطلب والإرادة :
هي الفكرة التي تميز بين النافع والضار. ثم يترتب عليها فكرة أخرى
في الطريق إلى حصول ما ينفع فيسلكها ، والطريق إلى ما يضر فيتركها

فالفكرة في التوحيد :
استحضار أدلته وشواهد الدلالة على بطلان الشرك واستحالته
وأن الإلهية يستحيل ثبوتها لاثنين كما يستحيل ثبوت الربوبية لاثنين
فكذلك من أبطل الباطل عبادة اثنين والتوكل على اثنين بل لا تصح العبادة
إلا للإله الحق والرب الحق وهو الله الواحد القهار.

فصل : منزلة المحاسبة

فلنرجع إلى ذكر منازل

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
التي لا يكون العبد من أهلها حتى ينزل منازلها.
فذكرنا منها اليقظة والبصيرة والفكرة والعزم.
وهذه المنازل الأربعة لسائر المنازل كالأساس للبنيان وعليها مدار منازل السفر
إلى الله ولا يتصور السفر إليه بدون نزولها البتة وهي على ترتيب السير
الحسي " لو كان مسافرا على الحقيقة " فإن المقيم في وطنه
لا يتأتى منه السفر حتى يستيقظ من غفلته عن السفر
ثم يتبصر في أمر سفره وخطره وما فيه من المنفعة له والمصلحة
ثم يفكر في أهبة السفر والتزود وإعداد عدته ثم يعزم عليه
فإذا عزم عليه وأجمع قصده انتقل إلى منزلة المحاسبة
وهي التمييز بين ما له وعليه فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه
لأنه مسافر سفر من لا يعود

ومن منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة لأنه إذا حاسب نفسه
عرف ما عليه من الحق فخرج منه (تخلص منه) إلى صاحبه
وهي حقيقة التوبة فكان تقديم المحاسبة عليها لذلك أولى.

والتوبة بين محاسبتين محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ومحاسبة
بعدها تقتضي حفظها فالتوبة محفوفة بمحاسبتين

وقد دل على المحاسبة قوله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }

فأمر سبحانه العبد أن ينظر ما قدم لغد وذلك يتضمن محاسبة نفسه
على ذلك والنظر
هل يصلح ما قدمه أن يلقى الله به أو لا يصلح ؟

والمقصود من هذا النظر ما يوجبه ويقتضيه من كمال الاستعداد ليوم المعاد
وتقديم ما ينجيه من عذاب الله ويبيض وجهه عند الله

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا
وتزينوا للعرض الأكبر

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ }
أو قال :
على من لا تخفى عليه أعمالكم

أركان المحاسبة :

المقايسة " المقارنة " بين ما للعبد وما لله :
1- التمييز بين ما للعبد وما عليه
2- الرضا بالطاعة والتعيير بالمعصية

الركن الأول المقايسة " المقارنة " بين ما للعبد وما لله :
يعني تقايس بين ما من الله وما منك فحينئذ يظهر لك التفاوت
وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب.

وبهذه المقايسة تعلم أن الرب رب والعبد عبد ، ويتبين لك حقيقة النفس وصفاتها ،
وعظمة جلال الربوبية وتفرد الرب بالكمال وأن كل نعمة منه فضل
وكل نقمة منه عدل وأنت قبل هذه المقايسة جاهل بحقيقة نفسك وبربوبية
فاطرها وخالقها فإذا قايست ظهر لك أنها منبع كل شر وأساس كل نقص
وأنه لولا فضل الله ورحمته بتزكيته لها ما زكت أبدا ولولا هداه ما اهتدت
ولولا إرشاده وتوفيقه لما كان لها وصول إلى خير البتة (بتصرف)
وأن حصول ذلك لها من بارئها وفاطرها منة منه وحده ، فكما أنها ليس لها
من ذاتها وجود فكذلك ليس لها من دون الله كمال البته ،
فحينها تقول :

( أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي )

ثم تقايس بين الحسنات والسيئات فتعلم بهذه المقايسة
أيهما أكثر وأرجح قدرا وصفة.

وهذه المقايسة الثانية مقايسة بين أفعالك وما منك خاصة.


وهذه المقايسة تشق على من ليس له ثلاثة أشياء :
● نور الحكمة
● وسوء الظن بالنفس
● وتمييز النعمة من الفتنة

● نور الحكمة
يعني أن هذه المقايسة والمحاسبة تتوقف على نور الحكمة
وهو النور الذي نور الله به قلوب أتباع الرسل وهو نور الحكمة فبقدره
ترى التفاوت وتتمكن من المحاسبة.

ونور الحكمة هاهنا : هو العلم الذي يميز به العبد بين الحق والباطل والهدى
والضلال والضار والنافع والكامل والناقص والخير والشر ويبصر به
مراتب الأعمال مقبولها ومردودها وكلما كان حظه من هذا النور
أقوى كان حظه من المحاسبة أكمل وأتم

● وسوء الظن بالنفس
وأما سوء الظن بالنفس فإنما احتاج إليه؛ لأن حسن الظن بالنفس
يمنع من كمال التفتيش ، ويُلبِس عليه فيرى المساوئ محاسن والعيوب
كمالا فإن المحب يرى مساوئ محبوبه وعيوبه كذلك.
ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها ومن أحسن ظنه بنفسه
فهو من أجهل الناس بنفسه.

● وتمييز النعمة من الفتنة
وأما تمييز النعمة من الفتنة: فليُفَرق بين النعمة التي يرى بها الإحسان
واللطف ويعان بها على تحصيل سعادته الأبدية ،
وبين النعمة التي يرى بها الاستدراج
فكم من مستدرج بالنعم وهو لا يشعر مفتون بثناء الجهال عليه
مغرور بقضاء الله حوائجه وستره عليه ؟

فإذا كملت هذه الثلاثة فيه ، عرف حينئذ أن ما كان من نعم الله عليه
بجمعه على الله ( قربه من الله ) فهو نعمة حقيقة ،
وما فرقه عنه وأخذه منه فهو البلاء في صورة النعمة

** فإن العبد بين منة من الله عليه ، وحُجة منه عليه ولا ينفك عنهما ،
فالحكم الديني متضمن لمنته وحجته :

قال الله تعالى :

{ لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ }

وقال :

{ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ }
وقال:

{ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ }.

والحكم الكوني أيضا متضمن لمنته وحجته .

فكل علم صحبه عمل يرضي الله سبحانه فهو منة وإلا فهو حجة.

وكل قوة ظاهرة وباطنة صحبها تنفيذ لمرضاته وأوامره فهي منة وإلا فهي حجة

وكل حال صحبه تأثير في نصرة دينه والدعوة إليه فهو منة منه وإلا فهو حجة.

وكل مال اقترن به إنفاق في سبيل الله وطاعته لا لطلب الجزاء ولا الشكور
فهو منة من الله عليه وإلا فهو حجة.

وكل فراغ اقترن به اشتغال بما يريد الرب من عبده فهو منة عليه وإلا فهو حجة.

وكل قبول في الناس وتعظيم ومحبة له اتصل به خضوع للرب وذل وانكسار
ومعرفة بعيب النفس ، والعمل وبذل النصيحة للخلق فهو منة وإلا فهو حجة.

وكل حال مع الله تعالى أو مقام اتصل به السير إلى الله وإيثار مراده على مراد العبد
فهو منة من الله ،و إيثار لذة النفس به وطمأنينتها إليها وركونها إليه
فهو حجة من الله عليه.

** فليتأمل العبد هذا الموضع العظيم الخطر ويميز بين مواقع المنن والمحن
والحجج والنعم فما أكثر ما يلتبس ذلك على خواص الناس وأرباب السلوك

{ وَاللهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

نكمل الدرس المقبل باقي أركان المحاسبة
إلي اللقاء مع الجزء الثامن بإذن الله تعالي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات