صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2017, 02:41 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي مدارج السالكين ( الجزء الثامن )

من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
مدارج السالكين
( الجزء الثامن )



نبدأ باْذن الله الحلقة الثامنه
من مدارج السالكين بين منازل


{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

نسخة منقحة
للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية


الدرس الثامن
نكمل بحول الله وقوته باقي أركان المحاسبة

ثانيا فصل : الركن الثاني التمييز بين ما للعبد وما عليه :
وهي أن تميز ما للحق عليك ، وبين ما لك وما عليك من وجوب العبودية
والتزام الطاعة واجتناب المعصية

والناس في هذا أقسام :
مثال الأول :
من يتعبد بترك النكاح أو ترك أكل اللحم أو الفاكهة مثلا
أو الطيبات من المطاعم والملابس ويرى- لجهله-
وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من زعم ذلك

( ففي الصحيح أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا عن
عبادته في السر فكأنهم تقالوها
فقال أحدهم : أما أنا فلا آكل اللحم
وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء
وقال الآخر : أما أنا فلا أنام على فراش
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم فخطب وقال :
ما بال أقوام
يقول أحدهم : أما أنا فلا آكل اللحم
ويقول الآخر : أما أنا فلا أتزوج
ويقول الآخر : أما أنا فلا أنام على فراش ؟ لكني أتزوج النساء وآكل اللحم
وأنام وأقوم وأصوم وأفطر فمن رغب عن سنتي فليس مني )

صحيح

فتبرأ ممن رغب عن سنته وتعبد لله بترك ما أباحه لعباده من الطيبات
رغبة عنه واعتقادا أن الرغبة عنه وهجره عبادة
فهذا لم يميز بين ما عليه وما له

ومثال الثاني:
من يتعبد بالعبادات البدعية


ثالثا فصل : الركن الثالث الرضا بالطاعة والتعيير بالمعصية :
رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية
وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به
ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة
من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها.
فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها , وأرباب العزائم والبصائر
أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات ، لشهودهم تقصيرهم فيها
وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه ، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم
على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده.

وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات
وهو أجل المواقف وأفضلها
فقال تعالي :

{ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ *
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ
إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


وقال تعالى :

{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ }

قال الحسن :
مدوا الصلاة إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل

وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال :

( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام )
صحيح

وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها
وقضاء فرض الحج واقتراب أجله فقال في آخر سورة أنزلت عليه

{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }


ومن هاهنا فهم عمر وابن عباس- رضي الله عنهم-
أن هذا أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه به فأمره أن يستغفره
عقيب أداء ما كان عليه ، فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك ولم يبق عليك شيء
فاجعل خاتمته الاستغفار ، كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل
وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه

( غفرانك اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين )
صححه ابن باز رحمه الله

فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله ويليق بجلاله من حقوق العبودية

وقال بعض العارفين :
متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ،
ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر وعمله عرضة لكل آفة ونقص
كيف يرضى لله نفسه وعمله ؟


ووالتعيير بالمعصية :

أي أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها , وأيضا ففي التعيير ضرب خفي
من الشماتة بالمعير , وتعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه
وأشد من معصيته لما فيه من تزكية النفس وشكرها وأن أخاك باء به
ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع ،
والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله
ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب أنفع له وخير من صولة طاعتك
وتكثرك بها والاعتداد بها والمنة على الله وخلقه بها
فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله !
وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا !!
وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدلِين , المرائين والله أعلم
ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر.

فالله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو ولا يطالعها
إلا أهل البصائر فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر ووراء ذلك
ما لا يطلع عليه الكرام الكاتبون

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم

( إذا زنت أمة أحدكم فليقم عليها الحد ولا يثرب )
صحيح
أي لا يعير من قول يوسف عليه السلام لإخوته

{ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ }

ولا يأمن كرَّات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله :

وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة

{ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }

وقال يوسف الصديق

{ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }


وكانت عامة يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم

( لا ومقلب القلوب )
صحيح

وقال :

( ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل
إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه )

صحيح

ثم قال :

( اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )

حسن

إلي اللقاء مع الجزء التاسع بإذن الله تعالي

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات