المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / البركــــــــة 28/5
خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / البركــــــــة للعضو فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب =============================================== الخطبة الأولى الحمد لله الجواد الكريم ، الغفور الشكور الحليم ، أسبغ على عباده النعم ، و دفع عنهم شدائد النقم ، و هو البر الرحيم ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم ، و الخير العميم ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ، الحبيب المصطفى الكريم ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه إلى يوم الدين و سلم تسليما . أما بعد : فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و لا يغرنَّكم سهلُ الدنيا ، فبعد السهلِ حُزون ، و الفرِحُ فيها محزون ، و الحُزن فيها غير مَأمون ، ما ضحِكت فيها نفوس إلا و بَكَت عيون ، هي داء المَنون ، من ركَن إليها فهو المغبون ، لم يهتمَّ بالخلاص إلا أهلُ التقى و الإخلاص ، أيّامهم بالصلاح زاهرة ، و أعينُهم في الدُّجى ساهرة ، في نفوس طاهرة ، و قلوبٍ بخشية الله عامرة ، يعملون للدنيا و الآخرة . أيّها المسلمون ، حقٌّ على كلِّ مسلم و متبصِّرٍ أن يقفَ موقفَ تأمُّل و تدبّر و نظرٍ و تفكّر ، لقد فتح الله على أهلِ هذا العصر ما فتح من نِعَم لا تحصى ، لم يعرِفها السابقون ، و لم ينعَم بها الأسلاف ، في العلم و التعليم و الإعلام و التواصُل و الطبّ و العلاج ، في الكسبِ و الاحتراف و المالِ و الاقتصاد و النّقل والمواصلاتِ و التجارَةِ و الصناعة و الزراعةِ و اللباس و الزينةِ ، في كلِّ ميادين الحياة و شؤونها ، تطوّرٌ عظيم واسع ، غيَّر ظروفَ الناسِ و أحوالهم، مكَّن الله لهم في الأرض ما لم يمكِّن لمن قبلهم ، فتح الله الأسواقَ و الأرزاق و تبادُلَ المنافع بين أهل الدنيا و أرجاءِ المعمورة . إنَّ المسلمَ ذا القلب الحيِّ و العاقلَ المتبصِّر ممن يلقي السمعَ و هو شهيد ليتساءَل : أين البرَكة ؟ ! أين الطّمأنينةُ ؟ ! أين الحياةُ الطيِّبة الموعود عليها في مثل قوله سبحانه : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [ النحل : 97 ] ؟! العلومُ و المختَرَعات و المكتشَفَات و المنجَزَات و المصنوعَاتُ و المنتجَات مهما امتدَّ رواقها و اتَّسع ميدانها هل تحقِّق بذاتها الطّمأنينَة ؟! و هل تجلب سعادة ؟! و هل يتنزَّل بها برَكة ؟! العصرُ عصرُ عِلم و عصر سرعَة و عصر تِقنيّة ، و لكن هل هو عصر فضيلةٍ ؟! هل هو عصر طمأنينة ؟! هل هو عصر بركة ؟! كم من أمّةٍ قويّة غنيّة ، و لكنها تعيش في شِقوَةٍ ، مهدَّدَة في أمنها ، تخشَى تقطُّع أوصالها ، يسودها قلَقٌ ، يهدِّدها انحلال ، قوّةٌ في خوف ، و مَتاع بلا رضا ، و وَفرةٌ من غير صلاح ، و حاضِر نضِر و مستقبَل مظلِم ، بل لعلَّه ابتلاء يعقبُه نكال . أيّها الإخوة الأحِبّة ، كلُّ هذه التأمّلات تدعو إلى التساؤل : ما هي البركةُ ؟ و أين البركة ؟ و أين الحياةُ الطيّبة و العيشة الهنيّة ؟ حيث يقول الله عزّ و جلّ في محكم تنزيله : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )) [ الأعراف : 96 ] . عبادَ الله ، البركة هي النّماء و الزِّيادة و السعادة و الكثرةُ في كلِّ خير ، و برَكاتُ ربِّنا كثرةُ خيره و إحسانِه إلى خلقه وسَعَة رحمته . و البركةُ فيوض الخيرِ الإلَهيّ و ثبوته و دوامُه ، قال أهل العلم : و لما كان فضل الله لا يُحصَى و لا يحصَر و يأتي للإنسان من حيث لا يحسّ و لا يحتسِب قيل لكلِّ ما يشاهَد منه زيادةٌ غير محسوسَةٍ : هو مبارك و فيه بركة . فالخير كلُّه من الله و إليه و بيدَيه ، فربّنا سبحانه له كلُّ كمال ، و منه كلُّ خير ، و له الحمد كلّه ، و له الثناء كله ، تبارك اسمُه ، و تباركت أوصافُه ، و تباركت فِعاله ، و تبارَكت ذاته ، فالبركة كلُّها منه و بيَدِه، لا يتعاظَمُه شيءٌ سُئلَه ، و لا تنقصُ خزائنُه على كثرةِ عطائه و جزيلِ نَوَاله ، أكُفُّ جميع العالم إليه ممتدَّة تطلُبُه و تسأله ، (( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) [ الرحمن : 29 ] ، (( يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )) [ المائدة : 64 ] ، و يمينه ملأى ، لا يفيضُها نفَقة ، سحّاءَ الليل و النهار ، عطاؤُه و خيرُه مبذول في الدنيا للأبرارِ و الفجار ، فللَّهِ الحمد أولاً و آخرًا و ظاهرًا و باطنًا على خيرِه الجزيل و فضله العميمِ و بركاته الدائمة و نِعَمه الوافرة الظاهرةِ و الباطنة ، فتبارك سبحانَه بدوامِ جودِه و كثرة خَيره و مجدِه و عُلوِّ عظمَته و جلالِ قدسه . الخيراتُ و النِّعم في الدنيا و الآخرة في القديمِ و الحديث كلُّها من فضله في وجودِها و ثبوتها و دوامِها و كثرتها و بركتها ، فله سبحانه و تعالى الحمد و المنة . و ربُّنا سبحانه وضَع البركةَ في كثيرٍ من مخلوقاته ، فالماء طَهورٌ مبارك ، و في السّحورِ بَركة ، و بيت الله مبارَك ، وطيبَةُ الطيِّبة مباركة ، و المسجد الأقصَى باركَه الله و بارك ما حولَه ، و القرآن أنزله ربُّنا كتابًا مباركًا في ليلةٍ مباركة ، فكلُّ ما دلَّ الدليل على أنه مبارَك فقد وضَعَ الله فيه البرَكة ، و هو سببُها ، ففيهَا الخير و النمَاء و الزيادة . و المبارَك من الناس ـ كما يقول ابن القيّم رحمه الله ـ هو الذي يُنتَفَع به حيث حلَّ ، (( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ )) [ مريم : 31 ] . بركاتٌ يضَعها الله في الأشياءِ و الأنفس و الأموال و البنين و الأهلِين و الأحوال و الأزمنةِ و الأمكنة و العلومِ و المعارف و المشاعِرِ و الأعمال . بركاتٌ في طيِّبات الحياةِ ، و بركاتٌ تنَمِّي الحياة و ترفَعُها ، و ليست وفرةً مع شِقوةٍ و كثرةً مع تردٍّ و انحلال . أيها المسلمون ، أمّا سبيل تحصيلِ البركةِ و حصولها فالإيمانُ و التقوى و الصلاحُ و العَدل و الرّحمة و الإحسان ، و لقد قيل لآدم أبي البشَر من أوّل هبوطه إلى هذه الدنيا : (( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )) [ طه : 123 ، 124 ] ، و قال عن أبي البَشَر الثاني نوحٍ عليه السلام : (( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ )) [ هود : 48 ] . الإيمانُ و التَّقوى و اتّباعُ الهدَى هو الطريق إلى بركاتِ السماء و الأرض و استدرارِ الأرزاق و الخيرات ، وعدٌ من الله حق ، و من أوفى بعهده من الله ؟! عبادَ الله ، بالصّلاح و الهدَى يفتح الله بركاتِ السّماء و الأرض ، و يأكل الناس من فوقِهم و من تحت أرجلهم ، في فَيضٍ غامِر و مَدَد لا ينقطع . إنَّ المؤمنَ بالله و اليوم الآخرِ لا يخاطر بدنياه ليربَح آخرتَه ، كلا ، إنّه بإيمانه يربَح الحياتين و يفوز بالحُسنَيَينِ ، (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )) [ النساء : 134 ] ، (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ )) [النحل:30]، (( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [ الأعراف : 32 ] . حريٌّ بالمؤمنِ أن ينظرَ و يتأمَّل في الآثار المباركةِ للدين و الطاعات في حياةِ المسلم ، بل في حياة الإنسانيّة كلِّها . العبادات و الطاعاتُ و حُسن الخلق و التعامُل وسائلُ تزكيةٍ لنفس المؤمن و ترقية لروحِه و تهذيب سلوكِه ، تثمِر الخيرَ و البركة ، و تورِث الطمأنينةَ و السّكينة. تأمَّلوا هذا الحديثَ العظيم في شأن المتبايِعَين ، يقول عليه الصلاة و السلام : (( البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا ، فإن صدَقا و بيَّنا بورِك لهما في بيعِهما ، و إن كذبا و كتمَا محِقَت بركةُ بيعِهما )) حديث صحيح رواه الإمام مسلم من حديث حكيمٍ بن حزام رضي الله عنه . يصدُق البائع في سِلعته و صفاتِ المبيع و مِقدار الثمن ، و يصدق المشتري في الوفاءِ و سَلامة الثّمن ، ويدلُّ الحديث على أن الدنيا لا يتِمّ حصولها إلاّ بالعمل الصالح ، و شُؤمُ المعاصي يذهَب بخيرَيِ الدنيا و الآخرة . و يظهَر ذلك و يتأكَّد ـ أيها المسلمون ـ في الحديث الصحيح الآخر في قولِه (ص) : (( الحلِف منفقةٌ للسلعة ممحقَة للكَسب )) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . و قارِنوا ذلك ـ رحمكم الله ـ و اربطوه بما يمحَق الله من الربا و يزيد في الصدقات كما قال سبحانه : (( وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ )) [ الروم : 39 ] ، و في قولهِ سبحانه : (( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )) [ البقرة : 276 ] ، قال مقاتل : " ما كان من رِبا و إن زاد حتى يغبَط صاحبه فإنَّ الله يمحَقه" ، و في حديثٍ حسَن مرفوع : (( إنَّ الربا و إن كثُر فإنَّ عاقبتَه إلى قِلّ )) . إنَّ كلَّ هذه المخالفات و المعاصِي تمحَق البركة في المعاملاتِ و إن بدَت في عدَدِها و كمّيّتها زائدةً متكاثرة ، فمَحقُ البركة يفضي إلى اضمِحلال العدَد و قِلَّة النّفع و تلاشي الفائدة ، ناهيكم ثم ناهيكم باضمحلال الأجرِ في الآخرة . عباد الله ، إنَّ معيشةَ التّقى و الصلاح و الطاعةِ و العبادة تورِث الصّحّةَ البدنيّة و النفسيّة ، و تثمر الراحة المادية و البدنيّة ، و تنتِج البركة و الطمأنينةَ ، و تحفَظ لصاحبها في عاجلِ أمرِه و آجله ذخائرَ من الخير لا تكون لغيره ، مَن كانتِ الدنيا همَّه فرَّق الله عليه شمله ، و جعل فقرَه بين عينيه ، و لم يأتِه من الدّنيا إلا ما كتِب له ، و من كانت الآخرة همَّه جمع الله عليه أمرَه ، و جعل غِناه في قلبه ، و أتَته الدنيا و هي راغمة . إنَّ الشواهد متكاثِرةٌ على ما للإيمانِ و الصلاحِ من آثارٍ و بركات في النّفس و في الحياة ، في الزمان و المكان ، في الأهلِ و الدّار . و لا ريبَ أنَّ مسلَكَ التّقى يفتح على الإنسان أبوابَ الرّضا و القناعة و البركةِ و السعادة ، فالقاعِدةُ المقرَّرة التي لا تتخلَّف : إنَّ الدينَ الحقّ و الإيمان الصحيح و العمل الصالح سَببٌ لسعادة الدنيا و بركاتها ، و أهلُ الإيمان حين يفتَح الله عليهم من بركاتِه و نِعَمه يكون أثرُه فيهم من الشّكرِ لله و الرّضَا عنه و الاغتِباط بفضله و صَرف النعم في سبيلِه و رضاه و في طريقِ الخير لا في الشرّ و في الصلاح لا في الفساد ، و يكون جزاؤُهم زيادةَ النّعم و بركاتها ، أمانٌ في النفوس و طمأنينةٌ في القلوب و نفعٌ في الممتلَكات و حسنُ ثوابِ الآخرة ، (( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )) [ البقرة : 38 ] . و مِن سنَنِ الله في عباده أنَّ الأمانَ جزاء الإيمان ، وأنَّ الخوفَ جزاءُ الكفران ، (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) [ الأنعام : 82 ] . و بعد: فلا ريبَ أنَّ حياة الإيمان و الفضيلةِ هي البركةُ و الاستقرار و السّكينة . الإيمانُ الراسخ يشرِق على القلوبِ سناه ، و يخُطُّ في أعماقِ النفوس مجراه ، إيمانٌ عميق و عقيدَة راسخة تتَّسِع للروح والمادّةِ و الحقِّ و العِزَّة و العِلم و الدين و الدّنيا و الآخرة . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، (( وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)) [ الروم : 6-8 ] . ============ نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمّد ( صلى الله عليه و سلم ) ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الخطبة الثانيــة الحمدُ لله ، خلَق آدمَ بيده و سوّاه ، ثم تاب عليه و اجتباه و هداه ، سبحانه و بحمده ، لا هاديَ لمن أضلّ ، و لا مضلّ لمن هداه ، و أشكره على سوابغ نِعَمه و جزيلِ عطاه ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله ، و لا نعبدُ إلا إياه ، و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمّدًا عبد الله و رسوله و مصطفاه ، صلى الله و سلَّم و بارك عليه ، وعلى آله و أصحابه و من ولاه ، و سلَّم تسليمًا كثيرًا لا حدَّ لمنتهاه . أما بعد : أيّها المسلِمون ، و مِن مِواقفِ التأمّل و التدبُّر في هذا العصر ما يحدث كل حين من ظهور الأمراض الفتاكة و وقوع الزلازل المهلكة ، التي يخوف الله بها عباده لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا . معاشر المسلمين ، إن هذه الأحداث ، آيات من آيات الله تعالى ، يخوف الله بها العباد ، إنها ليست بالأمر الهين الذي يتلقاه الناس بالدعة و الراحة ، إنها أحداثٌ و آيات ، ينذر الله تعالى بها المخالفين ، و يخوف بها العاصين الذين ضربوا في المعاصي و الآثام ، و أعرضوا عن طاعة الله و ذكره . و إن استقبالها على أنها ظواهر كونية و أعراض طبيعية ، لهو من الغفلة عن أيات الله و نذره ، إنما تستقبل بالتوبة إلى الله عز و جل و الإقلاع عما قد يوجب غضبه و عقابه ، (( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ )) [ الأعراف : 23 ] . ثم صلوا و سلموا على البشير النذير و السراح المنير ، الرحمة المهداة للعالمين أجمعين نبيكم سيدنا محمد سيد المرسلين ، فقد أمركم بذلك ربكم فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله قولاً كريماً : (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )) [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك نبينا محمد محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب صاحبِ الحوض و الشّفاعة ، صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ، و على آله الطيبين الطاهرين اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد ، و بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد . و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا اللهم أميـــــن أنتهت تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين
|
|
|