صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-27-2022, 06:31 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي بركة العمر


من : الأخ / سمير يعقوب
بركة العمر



كم من أناس عاشوا أعمارا طويلة ثم طواهم الموت، فلا تحس منهم من أحد
أو تسمع لهم ركزا، وكم من علماء ودعاة ومصلحين عاشوا أعمارا قصيرة
لكن آثارهم وإشعاعاتهم وتأثيراتهم فيمن بعدهم لا تقاس بالفترة القصيرة التي عاشوها.

انظر إلى سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي عاش ثلاثا
وعشرين سنة هي عمر الدعوة في مكة والمدينة، وهذان العقدان من الزمان
غيرا وجه الأرض، وحولا مجرى العالم، وتشكل فيهما تاريخ جديد في
المنطقة والعالم كله، لا تزال أصداؤه تتردد حتى الآن، وتنبني عليها سياسات
وتتأسس عليها مواقف وأحداث شرقا وغربا.

انظر إلى أبي بكر وعمر ومن بعدهما.. كم أنجزا من الإنجازات، وكم تركا من
خير وهدى، وكم حققا للإسلام من انتصارات وانتشار، فهل إذا قارنتَ هذا
كله بفترة حكمهم أو حياتهم تكون كفاء ولقاءً؟! اللهم لا.

انظر إلى الإمام الشافعي (150 – 204هـ) أربعة وخمسون عاما هجريا،
وأسس مذهبا كاملا لا يزال كثير من الناس يتعبدون الله عليه حتى الآن،
وكتب كتابات في أصول الفقه وأصول الحديث والفقه لا يزال المتخصصون
في هذه المجالات عالة عليه، ولا توجد بداية قوية لعلم من العلوم مثلما كانت
بداية الشافعي في أصول الفقه وأصول الحديث.

انظر إلى سيبويه الذي عاش (32) اثنين وثلاثين عاما، وترك لنا «الكتاب»
الذي يعتبر من المراجع الرئيسة في علوم العربية حتى الآن.

انظر إلى الإمام النووي، الذي عاش نيفا وأربعين عاما، وترك لنا تراثا
تربويا وفقهيا يمكن أن يكون مشروعا لتكوين العلماء والمربين والفقهاء،
ابتداء بالأربعين النووية، مرورا بالأذكار، ورياض الصالحين، وشرح صحيح
مسلم، والمنهاج، والروضة، والتقريب والتيسير، وانتهاء بالمجموع؛ تلك
المدونة الكبرى في الفقه الشافعي والفقه المقارن.

وانظر إلى عبد الحميد بن باديس الذي عاش واحدا وخمسين عاما، فقاوم
الاستعمار، وقاد حركة الجهاد، وأسس جمعية للعلماء جددت واجتهدت
وتطورت، ولا تزال إلى الآن، وترك آثارا لا يزال المسلمون ينتفعون بها
حتى اليوم.

هذه البركة في العمر والعلم والعمل والأثر، تؤكد ما قرره الإمام الرباني
ابن عطاء الله حين قال: «رُبَّ عُمُرٍ اتَّسعت آماده وقلت أمداده، ورُبَّ عُمُرٍ
قليلة آماده، كثيرة أمداده، ومن بورك له في عمره، أدرك في يسير من الزمن
من المنن ما لا يدخل تحت دائرة العبارة ولا تلحقه الإشارة».


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات