صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2020, 03:09 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,011
افتراضي درس اليوم 4962

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

قال الله تعالى:

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }
[الأنفال: 30].

أولًا: سبب نزولها:
جاء في سبب نزول الآية - كما عند ابن كثير رحمه الله - أن قريشًا تشاورت
ليلة بمكة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن رأوا أمره قد
اشتَهر، وأن غيرهم قد آمن به، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق،
وقال بعضهم بل اقتُلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، ثم اتفقوا أخيرًا على
قتله، فأطْلع الله تعالى نبيه على ذلك، وأمره ألا يَبيت في مضجعه، فأمر النبي
صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه أن يبيت مكانه، ففعل وخرج النبي
صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًّا
يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليًّا
قالوا له: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره... وقد ذكر ابن كثير
وغيره روايات أخرى تتعلق بهذه الآية، إلا أننا نكتفي بهذه الرواية،
لإفادتها بالمطلوب في موضوعنا.

ثانيًا: تضمنت الآية الكريمة بيان محاولة المشركين
قتل النبي صلى الله عليه وسلم، أو أسْره أو نفيه، وهذا فيه من الإساءة
والاعتداء على شخصه الكريم ما فيه.

ثالثًا: بيان كيف جاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم:
أما دفاع الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم بالفعل، فقد نجاه تعالى هو
وصاحبه الصديق رضي الله تعالى عنه يوم الهجرة بعدما كاد المشركون أن
يصلوا إليهم، أخرج الشيخان عن أبي بكر قال، نظرت إلى أقدام المشركين
ونحن في الغار، وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر
إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما،
لا تحزن إن الله معنا"، وفي ذلك أنزل الله تعالى قوله:

{ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا }
[التوبة: 40]،

وفيها بيان لِما أحاط الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من مظاهر الحفظ
والرعاية، وسيأتي الكلام على هذه الآية إن شاء الله تعالى.

وقد زاد الله تعالى في إذلال المشركين المتآمرين لقتل النبي صلى الله عليه وسلم،
بما وقع لهم ليلة هجرته الشريفة، فكما في الخبر: خرج عليهم صلى الله عليه وسلم،
فذرَّ على رؤوسهم التراب وخرج، وأعمى الله أبصارهم عنه، حتى إذا
استبطؤوه جاءهم آتٍ، فقال‏:‏ خيَّبكم الله، قد خرج محمد وذَرَّ على رؤوسكم
التراب،‏ فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع الله رسوله منهم، وأذِن له
في الهجرة إلى المدينة، فهاجر إليها.

وأما دفاع الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم بالقول،
فهو ما في هذه الآية الكريمة، وإليك بيانها:
1- قوله تعالى:
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا }: وقوله: يَمْكُرُ من المكر، وهو - كما يقول
الراغب - صرف الغير عما يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مكر محمود،
وذلك أن يتحرى بمكره فعلًا جميلًا، ومنه قوله تعالى:
{ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ }، ومكر مذموم، وهو أن يتحرى بمكره فعلًا قبيحًا،
ومنه قوله تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا }، وقال سبحانه وتعالى
في الأمرين: { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [النمل: 50].

وقوله: «ليثبتوك»؛ أي ليحبسوك؛ يقال: أثبته: إذا حبستَه، والمعنى: واذكر
يا محمد وقت أن نجيتُك من مكر أعدائك، حين تآمروا عليك وأنت بين
أظهرهم في مكة؛ "لِيُثْبِتُوكَ" أي: يحبسوك في دارك، فلا تتمكَّن من لقاء
الناس ومن دعوتهم إلى الدين الحق، أَوْ يَقْتُلُوكَ بواسطة مجموعة من
الرجال الذين اختلفت قبائلهم في النسب، حتى يتفرَّق دمك فيهم، فلا تقدر
عشيرتك على الأخذ بثأرك من هذه القبائل المتعددة. "أَوْ يُخْرِجُوكَ" أي: من
مكة منفيًّا مطاردًا، حتى يحولوا بينك وبين لقاء قومك؛ ليصدوك عن الدعوة
إلى توحيد الله تعالى والإيمان به.

2- وقوله: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ }: بيان لموضع النعمة والمنة؛ أي:
والحال أن هؤلاء المشركين يمكرون بك وبأتباعك المكر السيئ، والله تعالى
يرد مكرهم في نحورهم، ويحبط كيدهم، ويخيِّب سعيهم، ويعاقب عليه عقابًا
شديدًا، ويدبِّر أمرك وأمر أتباعك، ويحفظكم من شرورهم.

قال ابن عاشور: والذين تولوا المكر هم سادة المشركين وكبراؤهم وأعوان
أولئك الذين كان دأبهم الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي نزول
القرآن عليه، وإنما أسند إلى جميع الكافرين؛ لأن البقية كانوا أتباعًا للزعماء
يأتمرون بأمرهم، ومن هؤلاء أبو جهل، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأمية
بن خلف، وأضرابهم.

3- قال الألوسي رحمه الله: قوله: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ }؛
أي: يردُّ مكرَهم، ويجعل وخامته عليهم، أو يُجازيهم عليه.

4- قوله تعالى: { وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ }؛ إذ لا يعتد بمكرهم عند مكره
سبحانه، وهذا التعبير أنفذ وأبلغ تأثيرًا، والصورة التي نراها في قوله تعالى:
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ }، صورة عميقة التأثير، ذلك حين تتراءى للخيال
ندوة قريش، وهم يتآمرون ويدبرون ويمكرون، متناسين أن الله من روائهم
محيط، وأنه يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات