صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2017, 02:20 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي مدارج السالكين ( الجزء التاسع )

من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
مدارج السالكين
( الجزء التاسع )



نبدأ باْذن الله الحلقة التاسعه
من مدارج السالكين بين منازل


{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

نسخة منقحة
للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية


الدرس التاسع
فصل : منزلة التوبة

فإذا صح هذا المقام ونزل العبد في هذه المنزلة أشرف منها على مقام التوبة ;
لأنه بالمحاسبة قد تميز عنده ما له مما عليه فليجمع همته
وعزمه على النزول فيه والتشمير إليه إلى الممات.

ومنزل التوبة أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقه العبد السالك
ولا يزال فيه إلى الممات ، فالتوبة هي بداية العبد ونهايته وحاجته إليها
في النهاية ضرورية كما أن حاجته إليها في البداية كذلك

وقد قال الله تعالى :

{ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

وهذه الآية في سورة مدنية خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه
أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم ، ثم علق الفلاح بالتوبة
تعليق المسبب بسببه ، .. فإذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح
فلا يرجو الفلاح إلا التائبون جعلنا الله منهم.

قال تعالى :
{ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

قسم العباد إلى تائب وظالم ، وما ثُم قسمٌ ثالثٌ البتة
وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ، ولا أظلم منه " لا يوجد أظلم منه "
لجهله بربه وبحقه وبعيب نفسه وآفات أعماله

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( يا أيها الناس توبوا إلى الله
فوالله إني لأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )


وكان أصحابه يعدون له في المجلس الواحد قبل أن يقوم

( رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور .. مائة مرة )

وما صلى صلاة قط بعد إذ أنزلت عليه
{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ } إلى آخرها إلا قال فيها
( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )
صحيح


وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال

( لن ينجي أحدا منكم عمله
قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟
قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )

صحيح

فصلوات الله وسلامه على أعلم الخلق بالله وحقوقه وعظمته
وما يستحقه جلاله من العبودية وأعرفهم بالعبودية وحقوقها وأقومهم بها.


شرائط التوبة :
ولما كانت التوبة معناها هي رجوع العبد إلى الله ومفارقته
ن لصراط المغضوب عليهم والضالين وذلك لا يحصل إلا بهداية الله
إلى الصراط المستقيم ولا تحصل هدايته إلا بإعانته وتوحيده ،
فقد تضمنت سورة الفاتحة أبلغ تضمن فمن أعطى الفاتحة حقها،
علم أنه لا تصح له قراءتها على العبودية إلا بالتوبة النصوح
فإن الهداية التامة إلى الصراط المستقيم لا تكون مع :
الجهل بالذنوب , ولا مع الإصرار عليها

* فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى
* والثاني غي ينافي قصده وإرادته

فلذلك لا تصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب والاعتراف به
وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا.

فإنه لو اعتصم بالله لما خرج عن هداية الطاعة
قال الله تعالى :

{ وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

فلو كملت عصمته بالله لم يخذله أبدا

قال الله تعالى :

{ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ }

أي متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان
وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد ، وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارج ،
فالنصر على هذا العدو أهم والعبد إليه أحوج وكمال النصرة على العدو
بحسب كمال الاعتصام بالله.

وسيأتي الكلام إن شاء الله تعالى بعد هذا في حقيقة الاعتصام
وأن الإيمان لا يقوم إلا به.

فما خلى الله بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك
ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلا.

فقد أجمع العارفون بالله على أن
الخذلان : أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها
والتوفيق : أن لا يكلك الله إلى نفسك .
فترجع التوبة إلى اعتصامك به وعصمته لك.
و الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها ، والجهل بقدر من عصاه،
والجهل بسوء عاقبتها، وعظم خطرها وفرحه بها
أشد ضررا عليه من مواقعتها.

والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدا ولا يكمل بها فرحه
بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه ، ولكن سكر الشهوة
يحجبه عن الشعور به .

ومتى خلى قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره ،
فليتهم إيمانه وليبك على موت قلبه فإنه لو كان حيا لأحزنه ارتكابه للذنب
وغاظه وصعب عليه

وهذه النَكتة في الذنب قلَّ من يهتدي إليها ، أو ينتبه لها وهي موضع
مخوف جدا مترام (يؤدي) إلى هلاك إن لم يتدارك بثلاثة أشياء :
1 - خوف من الوفاة قبل التوبة
2 - وندم على ما فاته من الله بمخالفة أمره
3 - وتشمير للجد في استدراكه (الخلاص منه).


الإصرار على الذنب :
الإصرار : هو الاستقرار على المخالفة ،
والعزم على المعاودة " معاودة الذنب "

وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير ، وهذا من عقوبة الذنب
أنه يوجب ذنبا أكبر منه ، ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك حتى يستحكم الهلاك.

فالإصرار على المعصية معصية أخرى ،
وعدم تدارك المعصية إصرار ورضا بها، وطمأنينة إليها ،
وذلك علامة الهلاك وأشد من هذا كله المجاهرة بالذنب مع تيقن
نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه إليه فإن آمن بنظره إليه
وأقدم على المجاهرة فعظيم , وإن لم يؤمن بنظره إليه واطلاعه عليه
فكفر وانسلاخ من الإسلام بالكلية
فهو دائر بين الأمرين :
* بين قلة الحياء ومجاهرة نظر الله إليه
* وبين الكفر والانسلاخ من الدين

فلذلك يشترط في صحة التوبة تيقنه أن الله كان ناظرا- ولا يزال-
إليه مطلعا عليه يراه جهرة عند مواقعة الذنب ،
لأن التوبة لا تصح إلا من مسلم , إلا أن يكون كافرا بنظر الله إليه
جاحدا له فتوبته دخوله في الإسلام وإقراره بصفات الرب جل جلاله.

وشرائط التوبة ثلاثة :
1 - الندم
2 - الإقلاع
3 - الاعتذار


فحقيقة التوبة :
هي الندم على ما سلف منه في الماضي ، والإقلاع عنه في الحال ،
والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل.

والثلاثة تجتمع في الوقت الذي تقع فيه التوبة
فإنه في ذلك الوقت يندم ويقلع ويعزم, فحينئذ يرجع إلى العبودية
التي خلق لها وهذا الرجوع هو حقيقة التوبة.
ولما كان متوقفا على تلك الثلاثة جعلت شرائط له.

فأما الندم :
فإنه لا تتحقق التوبة إلا به إذ من لم يندم على القبيح
فذلك دليل على رضاه به وإصراره عليه وفي المسند

( الندم توبة )
صحيح

وأما الإقلاع :
فتستحيل التوبة مع مباشرة الذنب.

وأما الاعتذار:
(عدم تبريره لنفسه الذنب) بأن يكون في قلبه ولسانه :
اللهم لا براءة لي من ذنب فأعتذر أي انا لست بريء بل أنا مذنب خاطيء
ولا قوة لي فأنتصر ولكني مذنب مستغفر
اللهم لا عذر لي وإنما هو محض حقك ومحض جنايتي
فإن عفوت وإلا فالحق لك.

والاعتذار إظهار الضعف والمسكنة وغلبة العدو وقوة سلطان النفس
وأنه لم يكن مني ما كان عن استهانة بحقك ولا جهلا به ولا إنكارا لاطلاعك
ولا استهانة بوعيدك وإنما كان من غلبة الهوى وضعف القوة عن مقاومة
مرض الشهوة وطمعا في مغفرتك واتكالا على عفوك وحسن ظن بك ورجاء
لكرمك وطمعا في سعة حلمك ورحمتك، وغرني بك الغرور والنفس الأمارة
بالسوء وسترك المرخى علي وأعانني جهلي ولا سبيل إلى الاعتصام لي إلا بك
ولا معونة على طاعتك إلا بتوفيقك ونحو هذا من الكلام المتضمن للاستعطاف
والتذلل والافتقار والاعتراف بالعجز والإقرار بالعبودية.

فهذا من تمام التوبة وإنما يسلكه الأكياس (الأذكياء)
والله يحب من عبده ذلك.


وأما الاعتذار بالقدر (الإعتراض على حاله) فهو مخاصمة لله واحتجاج من العبد
على الرب وحمل لذنبه على الأقدار وهذا فعل خصماء الله
والمقصود أن الاحتجاج بالقدر مناف للتوبة وليس هو من الاعتذار في شيء.

إلي اللقاء مع الجزء العاشر بإذن الله تعالي

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات