صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2011, 12:44 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 58 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( القصص القرآنى )

58 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( القصص القرآنى )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









الحمد لله الذي نور بالقرآن القلوب ،


و أنزله في أوجز لفظ و أعجز أسلوب ، فأعيت بلاغته البلغاء ،


و أعجزت حكمته الحكماء ، و أبكمت فصاحته الخطباء .


أحمده أن جعل الحمد فاتحة أسراره ، و خاتمة تصاريفه و أقداره .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله المصطفى ،


و نبيه المرتضى ، معلم الحكمة ، و هادي الأمة ،


أرسله بالنور الساطع ، و الضياء اللامع ،


صلى الله و سلم و بارك عليه وعلى آله الأبرار و صحبه الأخيار ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمـــا بعـــــد :-


فأوصيكم – أيها الناس – و نفسي بتقوى الله عز و جل ،


فأتقوا الله يرحمكم الله ، تقربوا إليه بطاعته ، و الإكثار من ذكره و شكره ،


و حسن عبادته ، تودّدوا إليه بالتحدث بنعمه ، و الإحسان إلى خلقه ،


تعرفوا إليه في الرخاء يعرفْكم في الشدة ، إنكم لم تخلقوا عبثاً ،


و لم تتركوا سدى ، و من خاف اليوم أمِن غداً ، و الربح لمن باع الفاني بالباقي ،


و الخسران لمن سدّت مسامعه الشهوات ، و آثر الحياة الدنيا .


أيها المسلمون ، شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن ، القرآن الذي لا تنطفئ مصابيحه ،


و السراج الذي لا يخبو توقده ، و المنهاج الذي لا يضل ناهجه ،


و العزّ الذي لا يهزم أنصاره ، القرآن ـ عباد الله ـ هو في الحقيقة بمثابة الروح للجسد ،


و النور للهداية ، فمن لم يقرأ القرآن، و لم يعمل به فما هو بحيّ ،


و إن تكلم أو عمل أو غدا أو راح ، بل هو ميت الأحياء ،


و من لم يعمل به ضل و ما اهتدى ، و إن طار في السماء أو غاص في الماء ،


{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى ٱلنَّاسِ


كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا }


[ الأنعام:122 ] .


عباد الله : و المناسبة مناسبة رمضان ، فلا غرو أن يكون حديثنا اليوم


عن القران و قصصه التي لا ينتهي منها العجب .


إخوة الإسلام : للنّاسِ في حياتهم ولَعٌ بالِغ بالقصَّةِ و حبٌّ لصيق متمكِّن من قلوبهم


و عواطفهم ؛ لأنَّ المعاني تتناسَق من خلالِ القصة تناسقًا مقترنًا بالأحداث و الوقائِع ،


في سلسلةٍ متتابعةٍ من الأخبارِ و الأحوال ، حتى تصيرَ مثلَ صورةٍ محسوسة


داعِيةً النفسَ إلى حبِّ الاستطلاع لمعرفَتِها و تتبُّع أحداثِها ،


فتكون بِذلك أبلغَ من الأسلوب الخطابيّ و السَّردِ الكلاميّ ؛


لأنها أسلوبٌ رفيع يُصغي إليه السَّامع ، و ترسُخُ عِبَرها في النّفس بشَغَف ،


و تنفذ إلى المشاعرِ بسهولةٍ لا تحمل معها كلَلاً و لا مللاً ،


فيحصل من خلالها التعليمُ و الخبر في آنٍ واحد .


و لقَد صار للقصةِ في عصرنا الحاضر أدبٌ و فنّ و لغةٌ خاصّة بها ،


غير أن الوحيَ الإلهيّ قد تفرَّد بالقصص الحقّ ، فأنزل الله للناس أحسنَ القصَص


الذي يخبر الله به عن أحوالِ الأمم و النبوَّات السالفَة ، و يظهر ما تتضمَّنه من حقائقَ


و عِبر لدفع الناس إلى التفكّر و التأمُّل فيها .


و إنه ما مِن قصّةٍ في القرآن الكريم إلاّ و هي مسوقةٌ لتأكيد مبدَأ نبيلٍ


أو أصلٍ شرعيٍّ أو لهما معًا ، و في المقابلِ تأتي لإبطالِ خلُقٍ [ دنيء ]


و أصل فاسِد و نهج مقبوح .


و القصَصُ القرآني برمَّته و سيلةٌ عظمى من وسائلِ التربية


و توثيقِ الإيمان في النفوس و مصدرٌ دائم للفردِ و الجماعةِ على حدٍّ سواء


لتذكُّر أيّام الله التي يداولها بين الناس .


ثمّ إن المسلمينَ المتأمِّلين حينما يتلون القصصَ القرآنيّ فإنهم


يخالجهم شعور حاضرٌ مع القصّة ، حتى كأنما نفِخَت الحياة في القرون الهامدة ،


فأصبحوا يشاهِدونها بأم أعينهم ؛ ليرِيَهم الله من سبَقهم من الأمَم في فرحهم


و تَرَحهم و جِدِّهم و هزلهم و تصديقِهم للرسل و تكذيبهم و إيمانهم و كفرِهم


و سُخرِيتِهم و تسليمهم .


إنَّ الأمة الإسلاميّةَ بحاجَةٍ ماسّة إلى أن تعمِّق فهمَها و إدراكها للقصصِ القرآني ؛


لتنهل منه أساليبَ العِراك مع الحياةِ و الطرقَ الموصلة إلى خلافة الله في أرضِه .


إنَّ الأمةَ التي استطاعَت أن ترَى ما فوقَ القمر ليجِب عليها أن


لا تعمَى عن القصصِ الحقّ في كتابِ رَبها ، و أن لا تبحَثَ عن النور في أيِّ ظلمةٍ


و قَبَس القرآن بين يَدَيها ، إنّه القصص القرآنيّ الحق


الذي لا مجالَ فيه للخيال أو الرِّيبة .


و إنّ مما يزيد هذا القصَص جلالاً و جمالاً أنه حقٌّ و واقِع دون أدنى شكٍّ فيه ،


قصَص ربانيّ و كلام إلهيّ


{ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }


[ البقرة:2 ] .


لم يختَرِع تلك القصَصَ خَيالُ قصّاصٍ يفتري الحديثَ لتلهيَةِ الناس


و شغلِهم بالشهوات و الشبهات إنها ليست أطروحات و روائيّات مبتذَلَة ،


يروَّج لها على أنها دِعامة في تربية جماهير القراءِ على التمرّدِ على الحقائق


و القِيَم و المثُل و المصداقية في العَرض و النقل و النقد ، مُضمّنَةً مهيِّجات للغرائز


و مثِيرات للشهوات و مسوِّغات للاستعصَاء على آداب الشريعة و مُثُلها العليا .


كلاّ ، إن القصص القرآني أسمى مصدرا و أصدَق حديثا و أكرم غايةً من ذلكم .


إنّه القصَص الذي يزَلزِل الفؤادَ و يشيب بالنَّاصية و يأخذ بلُبِّ اللبيب كلَّ مأخَذ ،


إنَّ له لحلاوة ، و إن عليه لطلاوةً ، و إنّه الحقّ و ما هوَ بالهزل ،


{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }


[ النساء:82 ] .


و مَن أراد أن يدرِكَ أثرَ القصص على النفسِ فليُبصر حالَ


المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم حينَما أسفَر لَه صُبح المشيب


و قد ألمّ الشيبُ بلحيته ، ترى فيه هيبتَه و وقارَه ،


يسأله سيدنا أبو بكرٍ رضى الله تعالى عنه فيقول له :


يا رسولَ الله ، ما شيَّبَك ؟ قال :


(( شيَّبتني هودٌ و الواقعة و عمَّ يتساءلون و إذا الشَّمسُ كوِّرت ))


و يا لله العجب حينما نرَى في الحديثِ تصديرَ سورةِ هود و هي السورَةُ المليئة بالقصَص .


إنَّ على قلوبِ الكثيرين رانٌ غيَّبهم عَن إدراكِ حقيقةِ القَصَص القرآنيّ ؛


حيث يمرّون به فلا يستوقفوه ملِيًّا ، ليعلموا بوضوحٍ و جلاءٍ


كيفَ شيَّبَت مفارقَ إمامِهم و قدوَتهم صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،


يَقول عبد الرَّحمن بن أبي لَيلَى رحمَه الله : دخَلَت عليَّ امرأة و أنَا أقرأ سورةَ هود


فقالَت : يا عبدَ الرحمن ، هَكَذا تقرأ سورةَ هود ؟ ! و الله ،


إني فيهَا منذ سِتَة أشهر و ما فَرغتُ من قراءتها .


و بعد يرَعاكم الله ، فإنَّ تتبُّع القصص القرآني و تأمّلَه و الوقوفَ عند آحاده


و الاتِّعاظ به و تدبّرَ أحوال الأمَمِ السالِفَة ، كيف قامت ، و كيف فنَت ،


كيف كانَت ذا عزٍّ يطاوِل الثريَّا ، و كيف انحدَرَت إلى الهاوية


انحدارَ جلمودِ صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ . نعم إنَّ التدبر لِلقصص القرآنيّ


ليعود بِثروةٍ طائلة من العِبَر و العظاتِ ، تزيد العبدَ معرفة بربه و يقينًا بقدرته و عظمَتِه ،


و أن من يعِش يكبر ، و من يكبر يمُت ، و المنايا لا تبالي ما أتَت ،


و أن كلَّ اجتماعٍ فإلى افتراق ،


و أن الدهرَ ذو فتحٍ و ذو إغلاق ، و كم من أمّةٍ سوف يكون غيرُها ،


و سوف يفنى شرُّها و خيرها ، و أنَّ مردَّ الجميع إلى الله ،


و أنَّ المسرفين هم أصحاب النار ، و إلاّ فأين ثمودَ الذين جابوا الصخرَ بالواد ؟!


و أين فرعونَ ذا الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثَروا فيها الفسادَ ؟!


و أين عاد إرم ذات العماد التي لم يخلَق مثلها في البلاد ؟!


أينَ أبرهةَ غازي الكعبَة ؟! أين قارون صاحبَ الكنوز ؟!


أين الساخِرين بنوحٍ عليه السلام ؟!


أين المستهزِئين بشعيب و محمّد عليهما الصلاة و السلام ؟!


أين الأكاسِرة ؟! أين القياصِرة ؟!


لقد طوَتهم الأرض بعد حين ، فافتَرَشوا التراب ، و التحَفوا الثرَى ،


و أصبحوا خبرًا بعد عين ، و أثرًا بعد ذات ،


{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ *


وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ


مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ *


وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ *


إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ


وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ }


[ هود:100-103 ] .


بَارَكَ الله لي و لَكم في القُرآنِ العَظيم ،


و نفَعَني و إيَّاكم بما فيهِ مِنَ الآياتِ و الذِّكر الحكيم ،


قد قلتُ ما قلتُ ، إن صَوابًا فمِن الله ، و إن خَطأً فمن نَفسِي و الشَّيطان ،


و أَستغفِر الله إنّه هو كان غفّارًا .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-13-2011, 12:46 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبة الثانيه

الحمد لله ذي العز و السلطان ، أنزل القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان ،

أحمده سبحانه على عظيم الإحسان ،

و أشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشأن ،

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،

بعثه الله إلى الإنس و الجان ،

اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد ،

و على آله و صحبه أولو الفضل و الإيمان .

و بَعــــدُ :

فيا أيّها النَّاس ، إنَّ القصصَ القرآنيَّ لم يكن يومًا ما حديثًا يُفتَرَى و لا فُتونًا يتردَّد ،

و إنما هو عَرضٌ لوقائِعَ موصِلةٍ إلى غاياتٍ عظمَى

يمكن إدراكُها بالتفكُّر و التأمّل و العِظة ، كما قالَ تعالى :

{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

[ الأعراف: 176] .

و إنّه ليمكن لنا أن نجمِل بإيجاز بعضَ تلكم الغايات العظيمة ،

و منها الاستدلالُ بالقصص على وحدانيّة الله تعالى كما في قصَصِ

إبراهيم و نوح و موسَى و عيسى و غيرِهم من الأنبياء و الرسلِ عليهم الصلاة و السلام .

و من ذلكم أيضًا تثبيتُ الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

و المؤمنين على الدِّين الذي يدعونَ إليه في خضَمِّ ما يلاقونَه من أعدائهم

من شِدّةٍ و عناد و صدٍّ عن سبيل الله و استهزاءٍ به و بشِرعتِه و ثوابته ؛

كما قال تعالى :

{ وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ

وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}

[ هود:120 ] ،

و كَمَا قَالَ تَعالى :

{ وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ

مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }

[ الأنبياء:41 ] .

و لَيس أَنبَل و لا أسلَى من قصّةٍ تثبِّت فؤاد داعيةٍ إلى الله جلّ و علا على بَصيرة ،

و تكون عِظَة و ذكرَى للمؤمنين المستضعفين ، تبعَث في نفوسهم الأملَ و اليقين

بأنَّ الله غالبٌ على الأمر ، و أنّ الفرجَ يعقب الشدَّةَ ، و أنَّ مع العسر يسرًا ،

{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا

فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ *

لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ }

[ يوسف:110، 111 ] .

و مِن ذلكم ـ عبادَ الله ـ أنَّ القصص القرآنيَّ و ما فيهِ مِن دقَّةٍ و إتقان

لهو البرهانُ القاطع على صِدق رسالةِ

محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و صِدق ما جاء به ،

و أنّه أتى بالدِّين الكامل الذي لا نقصَ فيه بوجهٍ من الوجوه ،

لا سيَّما و قد كانَ النبيّ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

أمّيًّا لا يقرأ و لا يكتب ، و قد قال الله جلَّ و علا :

{ ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ

أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ }

[ آل عِمران:44 ] ،

و يَقول أيضًا سبحانه جل من قائل :

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ

وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ }

[ يوسف:3 ] .

و مِن ذَلكم ـ عبادَ الله ـ العِظةُ و الاعتِبار بالأمم السابِقة و مواقِفِهم مع دِينِ الله و أنبيائِه و رُسُله ،

{ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ *

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ *

وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }

[ النمل:51-53 ] .

هذا وَ صَلّوا ـ رَحمكم الله ـ على خَيرِ البريّة و أزكَى البَشريّة

محَمّد بن عبدِ الله صَاحِبِ الحوضِ و الشّفاعة ،

فقد أمركم الله بأمر بدَأ فيه بنفسِه ، و ثَنَّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسِه ،

و أيّه بكم أيّها المؤمنون ،

فقال جلّ و عَلاَ :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب:56 ] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،

و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،

و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

و تفضلوا بزيارة موقعنا


فبه الخطب السابقة و به من خير الله الكثير

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،

و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،

و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

أنتهت
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات