صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-14-2018, 07:37 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,818
افتراضي فجأة انفرط العقد

من الإبنة/ إسراء المنياوى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فجأة انفرط العقد، وتبعثرت لآلئُه

أ. أريج الطباع



السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على ما تبذلونه لخدمة هذا الدِّين.



حَضَرَتْني وأنا أحاول جمع بنات أفكاري لكتابة استشارتي قصةُ ريطة

الشمطاء المذكورة في بعض كتب التفسير - وإن كان لا يعنيني معرفة

صحَّة القصة، بقدر ما يعنيني المغزى منها - تلك المرأةُ التي كانتْ تغزل

غزلها وتفتله محكمًا، حتى إذا استوى، وصار مكتملًا،

نقضتْه ونفشتْه، وجعلتْه مِن بعد قوة أنكاثًا!

هذا مثَلي ومثَل طليقي، أجهدنا أنفسنا في إنشاء بناء سنوات،

حتى إذا ما استوى، ولم يبقَ سِوى التشطيب، نسفناه وهدَّدنا أركانه،

عصفتْ بنا العواصفُ، وتجاذبَتْنا الرياحُ، وكنا نسقط وننهض وندافع

عن حياتنا بما أُوتِينا، طرَق أبوابنا المرضُ، ونحن في مُقتبل الحياة،

فالْتَحَمْنا، وصبرنا، إلى أن مرَّت الأزمةُ، ابتُلِينا بقلةِ ذات اليد، فتجاوزناها

باليقين بالله، والتوكُّل عليه، والرضا بما آتانا، حتى إنَّنا كنا نحسُّ بأننا

أغنى الأغنياء، إلى أن منَّ اللهُ علينا؛ فامتلكْنا الشقةَ الفاخرة، والسيارةَ،

وتغيَّر وضعُنا الماديُّ، وكانتْ كلُّ المؤشرات تدلُّ على أن القادم أفضل،

وقَفْنا أمام وشاية الواشين، ومحاولات المفرِّقين، كلٌّ منَّا حسب مقدرته

ومعرفته؛ فهزمْناهم، ورددنا كيدَهم؛ مرَّة بالمواجهة، ومرة بالتَّغاضي، ومرة بالإحسان.

عصفتْ بنا رياحُ الفرقة بانتقالات من مدينةٍ إلى مدينة، ومن قريةٍ إلى قرية؛

بسبب ظروف العمل, فصبرنا إلى أن منَّ اللهُ علينا بجمع الشمْل والتئامه،

كانتْ لدينا كلُّ مُقومات الحياة السعيدة؛ ثلاث بنات -حفظهنَّ اللهُ،

وبارك فيهنَّ - بلسم للجراح، ودواء للقلب العليل، شقَّة، وسيارة،

وعمل مرموق، قُرب من الدين ومِن أهله ومِن مجال الدعوة، زوجة جميلة ذكيَّة،

محبَّة متفانية، وزوج مخلص وفيٌّ، كانتْ كلُّ الأنظار متَّجهة إلينا،

وكنا نرى نظرات الحسد باديةً على الأقارب، لم يبقَ لنا سِوى جني

ثمار سنوات عناء وتعبٍ وكدٍّ دام سنوات كثيرةً!

فجأة انفرط العقدُ، وتبعثرتْ لآلِئُه، وحصل ما لم يكنْ في الحسبان؛

الطلاق، في لحظةِ غضبٍ وانهيار، وما هي إلا أشهر قليلة حتى بِيع

البيتُ والسيارةُ، اللذان أفنَيْنا أعمارنا للحصول عليهما، وتزوَّج مَن كان

- رغم كلِّ شيء - زوجي وصديقي وأبي وأخي، وكل دنياي، وتزوجتُ،

لكن لم أستطعْ نسيان مَن عشتُ معه زهرة شبابي بحُلوها ومرِّها،

ويسيرها وعسيرها، فلجأتُ إلى الطلاق!

أجبر نفسي على النسيان، لكنني أجد نفسي غير قادرةٍ، تقفز إلى ذهني

مشاجراته، فأُمنِّي نفسي بالعودة لأحتويه، وأحتوي غضبه.

أتذكَّر وقوفه - ولو على مضضٍ - بجانبي لحظات أزمتي، فأقول:

تلك حدودُ استطاعته، فعَلامَ يُلام؟ أتذكر لومي المستمر له فأقول:

كان خطأً مني أن أحاسِبَه على الصغيرة والكبيرة، لا يغيب عنْ ذهني لحظةً واحدةً!

بناتي في أمَسِّ الحاجة إليه في حياتهنَّ، لكنه يُبالغ في تحطيم مشاعرهنَّ،

وتلقينهنَّ أنه بدأ حياة جديدة، ولا يريد أن ينغِّصَ أحدٌ عليه حياته الجديدة.

أستطيع توفير الاحتياجات الماديَّة لهنَّ، وأن أغمرهنَّ بحناني،

لكنني لا أستطيع أن أعَوِّضهنَّ عنْ أبٍ تربَّيْن على أنه كل حياتهن،

أرى نظرات الكآبة في عُيون صغيراتي، ومشاعر الخيبة والخذلان،

فأنتحب لذلك، وأتمنى لو تنشقُّ الأرضُ وتبْتلعني، ولا أراهنّ حزينات.

يُطْلِعْنني على كتاباتهنَّ؛ فأرى سيلًا من الأحزان لفراقِه، وآهات محملةً

بآمال في عودته؛ لسان حالهن ومقالهنَّ: أبي، متى تعود؟

سنظل نرقب عودتك العمر كله.

نظرات تخجلني، ومشاعر تعصرني، وآهات تسرق النوم من مُقلتي،

مَن يُصبرني حتى أستطيعَ أن أصبرهنَّ؟ مَن يقنعني أنَّ ما وقع حقيقة

وليس كابوسًا مزعجًا؛ كي أستطيع إقناعهنَّ؟ كيف أكمل حياتي وأنا مكسورة الجناح،

غائرة الجراح؟ أعلم أنها ليست النهاية، وأعلم أن الأيام قادرة على أن تنسيني،

لكن ماذا أفعل؟! الآن أحاول أن أنسى؟ ماذا أفعل في حياتي وأنوثتي وبذلي

وتضحياتي؟ هل أتزوَّج مرةً أخرى وقد جرَّبتُ الزواج ولم أسعد به؟

هل أستمد مِن بناتي تفاؤلهنَّ برجوع أبيهن،

رغم علمي باستحالة ذلك - إلا أن يشاء الله؟

أحاول شغل نفسي قدْر الإمكان بما ينفع، والحمدُ لله أنا أمارس المجال

الدعوي، وأؤدِّي واجباتي بنفسي، وأباشِر رعاية بناتي، لكن هذا القابع

في أعماقي لا يفتأ يعصرني، ويسرق الكرى مِن عيني، ولا سبيل للخلاص منه.



أسال الله أن يوفقكم لتخفيف ما بي.



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أعدتُ قراءة استشارتكِ مِرارًا؛ لعلِّي أجد السبب بين السطور،

لكني لم أجدْ سِوى مشاعركِ التي تَنبض بقوة، مُغفلة ذكْر التفاصيل،

التي أوصلتْ للطلاق، أو متى حصل ذلك، وكأنكِ قد خرجْتِ من حدود الزمان

والمكان، وبقيت المشاعرُ نديَّةً كأنها اللحظة!

ما تَشعرين به مِن ألمٍ، ومِن لومٍ لذاتكِ، وافتقاد لحياتك الماضية،

كلها مِن أعراض صدمة الفَقْد التي تمرُّ بمراحل لا بدَّ منها مع كلِّ افتقاد،

وخاصَّةً مع افتقاد الطرف الآخَر الذي كان يُشارككِ الحياة بحُلوها ومرِّها،

ثم فجأة تضطرك الظروفُ للبُعد عنه، أيًّا كان سبب هذا البعد، وأيًّا كانت

الخلافاتُ التي أوصلتْ إليه، يبقى قاسيًا، وجرحًا غائرًا، يحتاج وقتًا ليَندمل،

ولتتمكني من العودة لحياتكِ الطبيعية!

لن أستفيض معكِ في أجر الصبر، وفي الرِّضا بالقدر،

وفي الحكمة من البلاء؛ فيبدو أنك تُدركين كل ذلك.

ما يُمكنني فقط مساعدتكِ به، هو أنَّ جراح النفوس كجراح الأجساد،

تحتاج وقتًا لتلتئمَ، ولها مراحلُ لا بدَّ من تحمُّلها، حتى تنتهي وتمرَّ!

عادةً يمرُّ من يَشعر بالصدمة بدايةً بالإنكار؛ فلا يصدِّق ما حَصَل،

ولا يستطيع التعايُش معه، ثم ألم شديد، وحُزن يملأ كيانه، ثم لَوْم للذات،

وندم على ما فات، ورغبة في العودة لإصلاح الأخطاء، ثم محاولة للعودة للحياة،

وتيقُّن من الواقع، ومِن أنه لا يُمكن تغييره، وقد حصل أيُّ تقبُّل له رغم الألم،

وأخيرًا التكيُّف مع الحياة والاعتياد على الفَقْد؛ فيبرد القلبُ، وتعود الذِّكرى فقط

بين الحين والحين لتطرُق جدران القلب، لكن يتم التكيُّف معها والقدرة

على ممارسة الحياة الطبيعية التي كانتْ قبلها!

تمامًا كجرحٍ اندمل، قد يبقى الأثر، قد يلتهب حينما يُعيد صاحبه اللعب

به وإدماءَه، لكنه في النهاية لا بدَّ له مِن رعايةٍ وصبْرٍ؛ ليَنتهي الألمُ الشديدُ المصاحب له.

- اشغَلي نفسكِ قدْر استطاعتكِ؛ حتى لا تُركِّزي في التفكير في الماضي، والتحسُّر عليه.

- أعيدي ترتيب أولوياتكِ، وضَعي لنفسكِ أحلامًا جديدةً تسعين لتَحقيقها.

- صادِقي بناتكِ، وأخبريهنَّ أن الوقتَ كفيل بأن يُصلحَ الأمور أحيانًا،

خاصَّةً بينهنَّ وبينه، فهنَّ بناته، ولا بد أن يسعَين لعودة العلاقة التي تربطهن به!

- أشْغليهنَّ أيضًا، وخطِّطن معًا لحياةٍ جديدة مُشرِقةٍ، تبنين بها الغد،

عِوَضًا عن الوُقوف على أطلال الماضي.

- تحلَّي بالإيمان، وذكِّري نفسكِ بالرضا، وأن ما أصابكِ لم يكن ليُخطئكِ،

وما أخطأكِ لم يكن ليصيبكِ، المهم أن تتيقَّني بقرب الله منكِ.

- لا تملكين الجزم بالمستقبل، لكن دومًا توجد إشاراتٌ تُعينك على الفهم

والتوقُّع، وقد قلتِ باستحالة عودته، فهل بنَيتِها على أسس؟

أو إنه قد يُغيِّر رأيه ويعود يومًا ما؟

- بالنسبة لارتباطك بغيره، فلا تُعمِّمي تجربتكِ الماضية، كان الجرح لا يزال غضًّا،

وربما لم يكن زوجك الثاني هو الشخص الذي يُناسبكِ! بعد أن تتجاوَزي

الصدمة، قد يُتاح لك التفكيرُ بشكل مُختلف.

- أكثري من الاحتساب والاستغفار والدعاء، وثِقي أنه كله

رفعة درجات وتربية لكِ - بإذن الله.



وفَّقكِ الله، ويسَّر لكِ الخير حيثُ كان

منقول للفائدة



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات