صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-15-2023, 11:05 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,072
افتراضي درس اليوم 5950

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

فرشي التراب يضمني

قصة حقيقية عشت أحداثها لشاب توفي قبل عشرين عامًا تقريبًا وهو في

العشرينيات من العمر، كان يعمل مع والده صباح ومساءً كل يوم وليلة دون

مقابل غير أكله وشربه مع والدته وإخوته الذين يتهيبون من مطالبة والدهم

رب الأسرة بأبسط احتياجاتهم الضرورية غير ما يقرره هو لهم اتقاء غضبه،

وكان هذا الشاب يرى أترابه وخلانه يُروِّحون عن أنفسهم، ولهم مساحة

واسعة من صلاحية ممارسة الاستقلال الذاتي والمعيشي يرجو مثلها النزر

اليسير مع التزامه بالشروط والمعايير التي يفرضها والده عليه مقابل

السماح له بهذه المساحة من الحرية الشخصية والاكتفاء بها، لكنه لم يجدها،

ومرت الأيام وزوَّجه والده من عائلة اختارها له وأنجبت الزوجة له بنتين

لم يهنأ معهما قليلا إذ فارقهما وارتحل إلى ربه الأرحم به من نفسه ووالده

وأهله والناس أجمعين.



نعم، ارتحل ولا أتذكر أنه كان يعلم أن له بنتًا ثالثة في رحم زوجته لتعيش مع

أختيها يتيمات الأب الذي كان قبل وفاته كلما خلا بنفسه يشرد مع كلمات هذه

الأنشودة المؤثرة التي تحكي في طياتها أمواجًا عارمة من الشجن والأسى

والآلام النفسية التي لم يَبُح بها لأحدٍ؛ لأنه كان كتومًا ﻻ يظهر تسخطه مما

يكره، وكنا نعجب له كيف لشاب في مثل عمره يحب الغوص في محيط بحر

هذه الكلمات التي تعبر عن عشقه لافتراش التراب وحنينه للضم والاحتضان

الذي يبدو أنه لم يجده في عالم الدنيا برغائبها ولذائذها وشهواتها ووجده

في تراب يغيبه عن كل ذلك!.



فرشي التراب يضمني وهو غطائي، هكذا تبتدئ هذه الأنشودة التي كانت

تأسره وتأخذه في رحلة هي أقرب ما يكون من البوح المبطن لما يحب

أن يطلع عليه الآخرون دون الحاجة لأن يصرح بها ويبين.



أدركت هذه المعاني وهذه الرسالة متأخرًا ووجدت إيضاحًا للتساؤل الذي كنت

عاجزًا عن فهم إجابته، لماذا يحب هذه الكلمات كثيرًا واختارها دون سواها؟

لكنني فهمتها بعد حصولي على المزيد من المعلومات التي أوصلت هذا

الشاب إلى هذا الخيار الوحيد من بين أترابه، لقد كان يعايش يوميًّا ضغوطات

قاسية من خارج البيت في العمل حين بدأ والده يثير الشكوك والارتياب في

نزاهته وأمانته ويحمله المزيد من تبعات مشاكل العمل ويجد في البيت

ضغوطات الزوجة التي تعيب عليه عدم مطالبة والده براتب ومصاريف تجعل

منه رجلا كبقية الرجال له زوجة وبنات يوفر لهن احتياجاتهن دون الرجوع

لوالده وكذلك كانت تطالبه بالخروج من تحت جناح والده في العمل والسكن

وهو تمرد غير معلن لم يكن له القدرة حتى على التفكير فيه، ولم يكن له من

الأعمام أو الأخوال من يجده سندًا له يخفف عنه أو يستمع له ويستره إن لم

يجد سبيلا لإعانته.

هكذا يبدو لي المشهد، مشهد من تصرخ أنات نفسه المرهقة: أنا الحي

الميت.. أهلي أين حنانهم؟ هل يحسون حرماني من راحة البال وصلاح

الخاطر؟ أم باعوني بانغماسهم في لذائذهم المترفة!.



أصحابي.. هل عذروني في انعزالي الإجباري عن مرافقتهم ومعايشتهم؟ أم

يروني لست أهلا لإخائهم ومصاحبتهم!



وأين هناء المال الذي يتحدثون عنه وأنا لم ألمسه يومًا ولم أعايشه للحظة

واحدة؟! بل إني متهم به وبيني وبينه جفاء وأي جفاء!.



هذه القصة تلخص استبداد بعض أرباب العائلات والأسَر بإدراك منهم وعلم

أو بجهل ونفسيات مريضة توارثوها جيلا إثر جيل، فليتق الله أرباب الأسر

والعائلات فيما وراءهم من أولاد وأحفاد وليقرأوا سورة يوسف ويتأملوها

جيدًا ففيها من الدروس والعبر ما يجعلنا نراجع خياراتنا وقراراتنا الأسرية

والعائلية، فكم من يوسف في كل بيت وعائلة؟! وكم من إخوة يوسف في كل

بيت وعائلة؟! ومربط الفرس فيها قول إخوة يوسف كما نقلها عنهم القرآن:

﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ

إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ

وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 8، 9].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات