صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2013, 11:48 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الإنتفاع بالقرآن الكريم و شروطه


الأخ / مصطفى آل حمد


الإنتفاع بالقرآن الكريم و شروطه



اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك,

احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه,

فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى:


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }

سورة ق 37


وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل,

وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية

بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وادلّه على المراد.


فقوله تعالى:


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى }

اشارة الى ما تقدّم من أوّل السورة الى ها هنا وهذا هة المؤثّر.


وقوله :


{ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ }

فهذا هو المل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله,

كما قال تعالى:


{ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ }

يس 69-70

أي حي القلب.


وقوله:


{ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ }

أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه الى ما يقال له,

وهذا شرط التأثّر بالكلام.

وقوله:


{ وَهُوَ شَهِيدٌ }

أي شاهد القلب حاضر غير غائب.


قال ابن قتيبة:


[ استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه ]


وهو اشارة الى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب,

وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فاذا حصل المؤث

وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووخد الشرط وهو الاصغاء,

وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب,

وانصرافه عنه الى شئ آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر.

فان قيل: اذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو"

في قوله "أو ألقى السمع", والموضع موضع واو الجمع لا موضع

"أو" التي هي لأحد الشيئين .


قيل: هذا سؤال جيّد والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام ب"أو"

باعتبار حال المخاطب المدعو

, فان من الناس من يكون حي القلب واعيه, تام الفطرة, فاذا فكّر بقلبه,

وجال بفكره, دلّه قلبه وعقله على صحّة القرآن, وأنه الحق,

وشهد قلبه بما أخبر به القرآن, فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور

الفطرة, وهذا وصف الذين قيل فيهم:


{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ }

سبأ 6.


وقال في حقّهم:


{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ

الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ

زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ

وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

النور 35.


فهذا نور الفطرة على نور الوحي, وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي.


وقد ذكرنا ما تضمّنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب

اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو المعطّلة والجهميّة.

فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن, فيجدها كأنها قد كتبي فيه,

فهو يقرؤها عن ظهر قلب. ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد,

واعي القلب, كامل الحياة, فيحتاج الى شاهد يميّز له بين الحق والباطن,

ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي,

فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام, وقلبه لتأمّله, والتفكر فيه,

وتعقل معانيه, فيعلم حينئذ أنه الحق.

فالأول: حال من رأى بعينه ما دعى اليه وأخبر به.

والثاني: من علم صدق المخبر وتيقّنه, وقال يكفيني خبره,

فهو في مقام الايمان, والأوّل من مقام الاحسان.

وهذا قد وصل الى علم اليقين, وترق قلبه منه الى منزلة عين اليقين,

وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الاسلام.


فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا, ونوع في الآخرة,

فالحاصل في الدنيا نسبته الى القلب كنسبة الشاهد الى العين.

وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار,

وفي الدنيا بالبصائر, فهو عين اليقين في المرتبتين.


نقلته لكم عن / ابن القيم يرحمه الله تعالى

اخوكم في الله مصطفى آل حمد

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات