صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-28-2015, 07:20 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,059
افتراضي دور الأم في تنشئة العلماء (02_02)


من: الأخت / غـــرام الغـــرام
دور الأم في تنشئة العلماء
د. راغب السرجاني
الجزء الثانى - 02
أم الإمام البخاري

ولا يفوتنا هنا أن ننوِّه بدور الأم في حياة الأئمة المشهورين،

مثل البخاري، أمير أهل الحديث، وكذلك الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك،

أصحاب المذاهب الفقهية المشهورة.

فقد نشأ البخاري يتيمًا ضريرًا في حِجْر أمه،

لتقوم هي على تربيته أفضل تربية، فتتعهده بالرعاية والدعاء،

وتدفعه إلى التعلم والصلاح، وتزين له أبواب الخير،

بل وترحل به وهو في سن السادسة عشرة إلى مكة للحج،

ثم تتركه هناك وترجع، ليطلب العلم بلسان قومه،

ليرجع ويكون هو البخاري، ولتُعلِّم أمهات المسلمين والأرامل منهن خاصة

كيف تكون تربية الأبناء، وما دور الأمهات في جهادهن

لرفعة الأمة والنهوض بها !

أم الإمام مالك

وكان السر أيضًا في نجابة وظهور الإمام مالك يكمن في أمه العاقلة،

تلك التي أحسنت توجيه أبنائها، واختارت لهم الطريق السوي،

وهيئت لهم أسباب النجاح،

وفي قصتها يأخذنا العجب كل مأخذ حين نعلم أن مالكًا الطفل

لم يكن يريد أن يتجه إلى العلم، وإنما رغب في أن يتعلم الغناء ويجيده،

وبالتالي يصبح مغنِّيًا !!

فالغناء -كما يخيل للحالِم والرائي- مصدرًا للشُّهرة، ومجلبةً سريعةً للثروة.

لكن أم الإمام مالك العاقلة لم ترضَ لولدها ذلك،

وحالها هنا على عكس الأمهات اللائي يسارعن إلى تشجيع أولادهن

لصقل تلك الموهبة التي ظهرت حسب ما يظنون!!

ففي لطفٍ شديد ولباقة جمة، استطاعت أن تصرف ولدها عن فكرته،

وأن تختار بديلاً سريعًا لها، وهو العلم؛

ذلك الذي يرفع من قدر البيوت وإن كانت خاملة،

ويُعلِي من قيمة الرِّجال وإن جاءوا من حضيض الفقر وقسوة العوز

يقول الإمام عن تلك الحادثة:

نشأتُ وأنا غلام، فأعجبني الأخذ عن المغنين، فقالت أمي: يا بني،

إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلتَفَت إلى غنائه؛ فدع الغناء واطلب الفقه.

فتركت المغنين وتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى

فهذه الأم الفاضلة العاقلة لم تكذب على ولدها وتقول له:

إنه قبيح الوجه؛ إذ لم يكن مالك كذلك، بل كان وسيمًا ذا شقرة،

وإنما هي أرادت أن توحي إليه بما يصرفه عن عزمه،

فقالت قولتها تلك اللبقة المهذبة

ولم يتوقف دور أم مالك عند ذلك، ولم تكتف بتوجيهه إلى طلب العلم وحسب،

بل إنها ألبسته ثياب العلم ووجَّهته إلى من يتعلَّم منه،

يقول مالك في ذلك: فألبستني ثيابًا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي

يعني القلنسوة الطويلة- وعمَّمتني فوقها، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن!!

ثم تختار له المعلِّم والأستاذ- وكان أشهرهم آنذاك

ربيعة بن أبي عبد الرحمن - فتقول له: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه

قبل علمه ومقصدها بالطبع هو تعلُّم العلم والأدب جميعًا.

وبذلك يبتدئ الصبي الصغير مالك بن أنس مسيرته الطويلة

في طريق العلم حتى يصير إمامًا فذًّا من أئمة المسلمين، فيكون أثمن عطية،

وأغلى هدية، من أم فاضلة تجيد التربية وتحسن التوجيه .

أم الإمام الشافعي

أمّا والدة الشافعي رحمه الله فقد شبَه دورها دور أم البخاري رحمه الله.

إذ أن والد الشافعي مات بعد أن وُلِدَ الشافعي بزمن قصير،

فنشأ الشافعي يتيمًا، وأصبح مصيره مرتبطًا بتصرُّف أمه.

فإن كانت الأم عاقلة حاذقة فإنها -لا شك- ستهيئ للطفل أسباب السعادة

والنشأة الصالحة، وإن كانت الأخرى فإنها ستعرض وليدها

للشقاء والمستقبل المضطرب.

على أن أم الشافعي أثبتت وبكل جدارة أنها من الأمهات الصالحات

الحاذقات المجاهدات؛ إذ أهدت للأمة الإسلامية إمامًا عظيمًا،

ملأ سمع الأرض والسماء!!

ومن طريف ما يذكره المؤرخون عن والدة الشافعي

أنها كانت ذات حذق وذكاء، وتفقُّه في الدين، وقوة عارضة،

وقدرة على الاستبطان، ودليل ذلك أنها تقدمت هي وامرأة أخرى مع رجل

للإدلاء بشهادة أمام قاضٍ، فأراد القاضي أن يفرِّق بين المرأتين،

ولكن والدة الشافعي المتصفة بما أسلفنا من شمائل اعترضت على القاضي

قائلة: ليس لك ذلك؛

لأن الله سبحانه وتعالى يقول:

{ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى }

[ البقرة: 282 ]

فأسقط في يد القاضي وانصاع لقولها

وهذه الأم الفاضلة لا يُتَوَقع منها إلا أن تحسن رعاية وليدها،

وتسهر على تنشئته تنشئة صالحة، وتختار له الطريق القويم.

وكان من ذلك أنها ارتحلت به حين بلغ عامين من عمره من غزَّة

مسقط رأس الشافعي- إلى مكة، حيث العلم والفضل، وحيث البادية حولها،

والتي فيها يقوَّم لسان الغلام وتصح لغته ،

وكان الشافعي هو ثمرة جهود تلك المرأة الفاضلة.

أم الإمام أحمد

وإذا جئنا إلى صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك بن شيبان،

فإنا نراها وقد أهدت إلى دنيا المؤمنين وعالم الموحدين إمام أهل السنة

أحمد بن حنبل رحمه الله.

فقد وهبت صفية حياتها كلها لطفلها اليتيم ( أيضًا!! )

واختارت من أجله الترمُّل في سن الشباب نهجًا لحياتها،

وقد كان الكثيرات من نساء العرب يفضِّلن الزواج إذا مات الزوج؛

صونًا للعفة وحفاظًا على السمعة،

بل إنه كان من الأمور المتعارف عليها أن تتزوج المرأة إذا ترمَّلت أو طلقت،

أما صفية فقد منحت شبابها لوليدها.

ذلك أن زوجها محمد بن حنبل مات شابًا في الثلاثين،

وكانت هي دون الثلاثين حين وفاة زوجها،

ورغم ذلك فإنها لم ترض بالزواج،

وإنما ارتضت أن تملأ على ولدها حياته حنانًا وأنسًا،

وهو ما لم يكن يخفيه أحمد رحمه الله بعد أن كبر.

وإذا عرفنا أن الإمام أحمد لم يتزوج قبل سن الأربعين

أدركنا أن السبب في ذلك هو ما هيأته له أمه من سبيل العناية

وغامر الاهتمام .

وهكذا وعلى طول الطريق كان دور الأم في تنشئة العلماء؛

من أجل النهوض بالأمة، والعمل على تقدمها، ونفع المسلمين ورفعتهم.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات