[vip_vip]

أنا أفتي لكم بهذا و لكن...


اعتاد فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ، امد الله في عمره وبارك لنا في علمه ،
على زيارتنا بشكل متكرر في طرابلس ،
هذه الزيارات لم تخل يوما من محاضرة او درس في قاعة او مسجد.
ومن عادة الشيخ بعد المحاضرة ان يستقبل اسئلة الناس المتنوعة
سواء اكان هذا في موضوع الدرس ام خارجه.
و في زيارته الاخيرة وردت لفضيلته ورقة تحمل سؤالا مطولا .. مطولا جدا
لدرجة هيء لنا والمقدم يسأل السؤال ان صاحبه يطلب ان تكون الاجابة مفصلة
بالشكل الذي يريده هو ، وهو ما تلقفه شيخنا الكريم بقصة حدثت معه في الولايات المتحدة ، مختصرها سؤال وجه له بنفس الاسلوب وكان جوابه وقتها :
أختاه هل تريدين ان ان قول لك نعم هذا جائز؟؟
اختي في كل زمان ومكان هناك من هو قادر على ان يفتي لك بما تريدين
ولكن هذا لا يعني ان الحرام سيصبح حلالا : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
انتهى كلام الشيخ.
نعم اخوتي هذه هي المسالة : يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ،
فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ،
كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ،
أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه،
أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ،
أَلا وَهِيَ الْقَلْب"
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
اخواني : الحلال بين ظاهر واضح ، فيه سلامة القلب والروح والبدن
وهو السبيل الى الجنة والى مرضاة رب العالمين ،
طريقه على وضوحه لا يخلو من صعاب اهمها مجاهدة النفس ومغالبة الهوى ،
وطريق الحرام سهلة واسعة تزينها الاهواء والشبهات واخرها نار لا تبقي ولا تزر
وسخط من الله اكبر ...
الحلال بين والحرام بين فلماذا يحاول احدنا ان يزين الحرام وان يبدل التسميات؟
لماذا اطلقنا تسمية اسلامي على كل حرام نريد ان نضفي عليه صبغة شرعية؟
بات هناك غناء اسلامي ومايوه اسلامي ودخان اسلامي...
لماذا يقودنا الهوى الى محاولة خداع انفسنا بل وخداع رب العالمين والعياذ بالله؟
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
« ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلّون الحر والحرير والخمر والمعازف»
لماذا تصل الجرأة ببعضنا الى ان يضحي بايمانه
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه:صححه النووي وغيره ، وضعفه جماعة من أهل العلم ،
منهم ابن رجب في كتابه " جامع العلوم والحكم " ، ولكن معناه صحيح .
الاخوة الكرام : المشايخ الذين يفتون بـ "حلال" اي مسالة تريدونها
موجودون في كل زمان ومكان،
يفتون عن علم او عن جهل، عن حسن نية او عن سوء نية... ولكن
هذه المسألة محرمة وانا أدلك على من يجد لك المخارج والفتاوى ...
فقط تذكر اخي ، تذكري اختاه ستقف بين يدي علام القلوب العليم الحكيم
ليسألك لما فعلت هذا ؟
"يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ"
بماذا ستجيب ان سألك؟ لما فعلت هذا؟ : هم الذين افتوا لي بهذا؟؟!!
بماذا كان قلبك مقتعا وهل عملت ما اقتنع به قلبك؟ ام هواك؟
هل طلبت الفتوى لتتعلم ؟ ام طلبتها لتحصل على الجواب الذي تريده فقط؟
نعم اخي نعم اختي
انا افتي لكم بـ ... ما تشاؤون
ولكن تذكروا وهيئوا اجاباتكم ليوم العرض وساعة الحساب
وللعدل الذي لا يظلم مثقال ذرة
" يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وَالْأَمْرُ"
أخوكم ابو بشير