صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2020, 03:32 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي درس اليوم 10

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

رمضان الضيف الكريم

إذا أُخطر أحدنا بقدوم ضيف كريم، وزيارة شخصية مهمة من تلك
الشخصيات التي تُفتح لها صالاتُ كبار الزوار في المطارات، وتُنزل في أفخم
الأجنحة بأرقى الفنادق، ويصحبها الحراس والخُدَّام والحشم؛ فإننا لا شك
سنستعد لاستقبال هذه الشخصية المرموقة استعدادا ًمعنويًّا وماديًّا،
بما يليق بمقامها السامي ومنزلتها الرفيعة، وسوف نفرغ وسعنا
في إكرامها والعناية بها.

إن رمضان يفوق في مقامه ومنزلته كل المقامات في عصرنا الحالي، فهو
ضيف بلغ أرفع المستويات، ونال أعلى الأوسمة والشهادات؛ لأنه الشهر
الذي اختصه الرحمن بأن أنزل فيه كلامه جل وعلا، وفتح فيه أبواب الجنان،
وأوصد فيه أبواب النيران، وصفَّد الشياطين، وأعتق فيه رقاباً كثيرة
من النار، وفيه ليلة العبادةُ فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة أو يزيد،
من حُرِم أجرها فقد حُرِم؛ كما أخبر بذلك رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.

إن المستقبلين والمضيِّفين لشهر رمضان المبارك على صنفين:
صنف أحسن استقباله وهش وبش له، وقابله بالحفاوة والترحاب، وأكرم
نزله بما هو أهله، فانبسطت أسارير الضيف الكريم وأُثلج صدره؛ فكافأ
مضيفه مكافآت سخية، وأجزل له العطاء، وأغدق عليه من المنح والهدايا
والجوائز الكبرى ما تقرُّ به الأعين، وتنشرح له الصدور.

وصنف آخر استقبل رمضان ببرود وفتور، ووجه متجهم وصدر منقبض،
وعدَّه ضيفاً ثقيل الظل، جاء ليقيِّد حريته ويكبِّل شهواته؛ فتشاغل عنه
بالتوافه والسفاسف، وأنزله من المنازل والمقامات ما لا يليق بمثله،
ولم يبذل جهداً في إكرامه والإحسان إليه؛ فكان أن خرج منه الضيف مغضباً
ساخطاً، ولم يظفر بما معه من العطايا الثمينة والمنح الغالية، وربما كان
نصيبه الشقاء والخسران إن لم يتوله الله جلَّ وعلا برحمته وعفوه.

إن الصنف الأول شمَّر في شهر رمضان عن ساعد الجد، فأحيا نهاره وليله
بالطاعات والقربات، من صلاة، وذكر، وقراءة قرآن، واعتكاف، وصدقة،
وبر والدين، وصلة أرحام، وإفطار صائم، وغيرها من أعمال البر والخير،
واستثمر كل لحظة من لحظاته في التقرب إلى الله ابتغاء وجهه ومرضاته؛
فاستحق العلو في الدرجات ومضاعفة الحسنات، وفاز بالجائزة الكبرى:
العتق من النيران والفوز بجنة الرضوان.

وإن الصنف الآخر ضيَّع أوقات رمضان الغالية في النوم، والخمول، واللهو،
واللعب، والسمر، والأكل، والشرب، وتهاون في الفرائض، وفرَّط
في النوافل، واجترأ على المعاصي، دون مراعاة لحرمة الشهر ومنزلته؛
فلم يكن له من صومه إلا الجوع والعطش، واستحق الخيبة والخسران،
وباء بسخط الرحمن، حين ضيَّع الفرصة الثمينة التي قد لا يتسنى
له تعويضها أبداً.

ولكننا نعود لنقول: إن الفرصة ما زالت سانحة لجبر ما انكسر وإصلاح ما
أُفسد، وإن الله تواب رحيم بمن تاب إليه وأناب، وإن من اجتهد فيما بقي غُفر
له ما قد سلف؛ لأن الأعمال بالخواتيم.

إن أبواب المغفرة والعتق من النيران ما زالت مفتوحة مواربة بحمد الله
تعالى؛ فلننتهز الفرصة قبل فواتها، فنقبل على هذه الأبواب قبل أن تُوصد؛
لنتعرض لهذه النفحات والبركات؛ فلعلنا لا نشقى بعدهاً أبداً.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات