صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2012, 09:30 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 87 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :( و لذِكر الله أكبر )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
87 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :( و لذِكر الله أكبر )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
87 - خطبتى الجمعة بعنوان
( و لذِكر الله أكبر )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله الكبير المتعال ، الموصوف بالجلال و الكمال ، أحمده سبحانه و أشكره ،
و أتوب إليه و أستغفره ، حث على ذكره و شكره بالغدو و الآصال ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و لا نظير و لا مثال ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ،
المنعوت بأشرف الخصال ، أنقذ أمته من الضلال ، و أرشدهم إلى سبيل الاستقامة و الاعتدال .
صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و صحبه ، خير صحب و آل ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .
أمّا بعد : فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتّقوا الله رحِمكم الله ،
و اجعَلوا مراقبتَكم لمن لا تغيبون عن ناظرِه ، و اصرِفوا شكرَكم لمن لا تنقطِع عنكم نعمُه ،
و اعملوا بطاعةِ من لا تستغنون عنه ، و ليكُن خضوعكم لمن لا تخرجُون عن ملكِه و سلطانه ،
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }
[البقرة:235] .
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
أيها المسلمون ، يقول الله عز و جل :
{ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا
فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ *
وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ *
أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }
[البقرة:200-202] .
عباد الله : منذ فجر التاريخ و قديم الزمن ، و لكل أمة من الأمم ما تفاخر به في مفاهيم ضيقة ،
و أهداف محددة ، و همم قاصرة فلا رسالة كبرى و لا غايات عليا ،
لم يكن للبشرية رسالة في الأرض و لا ذكر في السماء .
و أمة العرب كانت من هذا القبيل ، يجتمعون بعد حجهم في أسواقهم و منتدياتهم ؛
ليفاخروا بآبائهم ، و يتعاظموا بأنسابهم .
ثم جاء الإسلام فرفع الهمم ، و أنار الفكر ، و أنشأهم إنشاءً جديداً .
سلك بأتباعه مسلك عز لا يطاول ، و قادهم إلى مجد لا يضاهى ، جاءهم الكتاب ،
و تنزل عليهم الوحي ؛ فكان لهم الذكر و الخلود :
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَـٰباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
[الأنبياء:10] .
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ }
[الزخرف:44] .
في هذا الذكر، و هذا الكتاب أعطاهم الميزان :
{ يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
[الحجرات:13] .
فميزان الرفعة و التكريم ، و مقياس المفاخرة و الذكر ، التقوى و الصلة بالله ،
و التلبس بذكره و شكره ، و العمل الصالح .
إذا كان الأمر كذلك ، فمن أحق بالذكر و الشكر من أهل الإسلام ،
الذين أتم الله عليهم نعمته و أكمل لهم دينه ، و جعله مهيمناً على الدين كله ؟!
{ فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }
[البقرة:152] .
و حقنا ـ نحن أهل الإسلام ـ أن نقف مع مفهوم الذكر ، لنتبين معناه ؛ لعلنا أن نقوم بحقه
{ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ }
[البقرة:200] .
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً .
عباد الله :
العلاقة بين العبد و بين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح أو في المساء فحسب ،
ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ، يفعل ما يريد دون رقيب و لا حسيب ؛
العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ، و أن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر و النواهي ،
و مُشعراً الإنسان بضعفه البشري ، و معينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه .
لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، و تزكوا نفسه ،
و يطهر قلبه ، و يستمد منه العون و التوفيق ؛ و لأجل هذا ،
جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز و جل على كل حال ؛
فقال عز و جل :
{ يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلاً }
[سورة الأحزاب:41-42] .
و قال سبحانه :
{ والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً }
[سورة الأحزاب:35] .
و قال جل شأنه :
{ واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون }
[سورة الأنفال :45].
وقال تعالى :
{ فاذكروني أذكركم }
[سورة البقرة:152] .
و قال سبحانه :
{ ولذكر الله أكبر }
[سورة العنكبوت :45] .
و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم )
متفق عليه .
وقال صلى الله عليه و سلم :
( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم
و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق ،
و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ؟
قالوا : و ذلك ما هو يا رسول الله ، قال : ذكر الله عز و جل )
رواه أحمد .
وقال :
( من قال : سبحان الله و بحمده غرست له نخلة في الجنة )
رواه الترمذي و حسنه الحاكم و صححه .
الله أكبر ما ذكره الذاكرون الأبرار، و الله أكبر ماتعاقب الليل و النهار ،
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
عباد الله :
ذكر الله تعالى ، منزلة من منازل هذه الدار ، يتزود منها الأتقياء ، و يتجرون فيها ،
و إليها دائما يترددون ، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا ،
و عمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا .
بالذكر أيها المسلمون ، تُستدفع الآفات ، و تستكشف الكربات ، و تهون به على المصاب الملمات ،
زين الله به ألسنة الذاكرين ، كما زين بالنور أبصار الناظرين .
ذكر الله عز و جل ، باب مفتوح بين العبد و بين ربه ، ما لم يغلقه العبد بغفلته .
قال الحسن البصري رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، و في الذكر ،
و قراءة القرآن ، فإن وجدتم ، و إلا فاعلموا أن الباب مغلق .
إن الذنوب كبائرها و صغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ،
إلا في حال الغفلة و النسيان لذكر الله عز و جل ؛ و على الضد من ذلك ، التارك للذكر ،
و الناسي له ، فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقي به في مكان سحيق .
{ ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين }
[سورة الزخرف:36] .
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى }
[سورة طه :124] .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها و غفل و سوس ،
فإذا ذكر الله خنس .
و كان رجل رديف النبي صلى الله عليه و سلم على دابة ، فعثرت الدابة بهما ،
فقال الرجل : تعس الشيطان ؛ فقال له النبي عليه الصلاة و السلام :
( لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ،
و لكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب )
رواه أحمد و أبو داود و هو صحيح .
و حكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا : إذا تمكن الذكر من القلب ،
فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ، كما يُصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ،
فيجتمع عليه الشياطين ، فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي .
معاشر المؤمنين الذاكرين : الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، و فكاك من أسر الهوى ،
و جسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، و ما أعده له من النعيم المقيم ، بل هو سلاح مقدم ،
من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ،
فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام في فتح القسطنطينية أنه قال :
( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم ،
قالوا : لا إله إلا الله و الله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ،
ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط جانبها الآخر ،
ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله و الله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث )
رواه مسلم في صحيحه .
أيها الناس :
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال ، و أطهر ما يمر بالفم ، و تنطق به الشفتان ،
و أسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي ، و الناس بعامة قد يقلقون في حياتهم
أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ، و هم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ،
أو يدفعوها إذا أوشكت ، و مع ذلك فإن ذكر الله عز و جل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ،
و أنه على كل شيء قدير ، و أن شيئا لن يفلت من قهره و قوته ،
و أنه يكشف ما بالمعنّى إذا ألم به العناء ،
حينها يشعر الذاكر بالسعادة و بالطمأنينة يغمران قلبه و جوارحه
{ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }
[سورة الرعد:28] .
أيها المسلم :
لا تخش غما ، و لا تشك هما ، و لا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله .
يقول جل و علا في الحديث القدسي :
(( أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))
رواه البخاري و مسلم .
و اشتكى علي و فاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
ما تواجهه من الطحن و العمل المجهد ، فسألته خادما ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ،
فسبحا الله ثلاثا و ثلاثين ، و احمداه ثلاثا و ثلاثين . و كبراه أربعا و ثلاثين ؛
فتلك مائة على اللسان و ألف في الميزان ) .
قال علي رضى الله عنه : ما تركتها بعدما سمعتها من النبي عليه الصلاة و السلام ،
فقال رجل : و لا ليلة صفين ؟ قال : و لا ليلة صفين .
و ليلة صفين : ليلة حرب ضروس دارت بينه و بين خصومه رضي الله عنهم أجمعين .
عباد الله :
لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة و يسرة ، مشاهد متكررة ،
من صرعى الغفلة و قلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى ،
أولا ينظر إلى من تسللت إليهم أيدي السحرة و المشعوذين ، و الدجاجلة الأفاكين ،
فانتشلوا منهم الهناء و الصفاء ، و اقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ،
فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم .
أو لا يتفكر الواحد منا في أولئك المبتلين بمس الجان و مردة الشياطين يتوجعون ،
و يتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ،
و لا يهدأ لهم بال ، أرأيتم عباد الله ، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ،
أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز و جل ؟!
أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، و الحروز الأمينة ،
التي تعتقهم من عبودية الغفلة و الأمراض الفتاكة ؟!! أما علم هؤلاء جميعا ،
أن لدخول المنزل ذكرا و للخروج منه ؟! أما علموا أن للنوم ذكرا و للاستيقاظ منه ؟!
أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، و للمساء منه ؟ ! بل حتى في مواقعة الزوج أهله ،
بل و في دخول الخلاء أعزكم الله و الخروج منه ؟
بل و في كل شيء ذكر لنا منه الرسول عليه الصلاة و السلام أمرا ،
علمه من علمه و جهله من جهله .
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-04-2012, 09:31 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أيها الناس : في حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، و شاعت المعارف الذكية ،
و مع ذلك كله ، فإن اضطراب الأعصاب و انتشار الكآبة داء عام . ما الأمر و ما السبب في ذلك ؟
إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به و تركن إليه ،
بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟!!!
إن الحضارة الحديثة ، و الحياة المادية الجافة ، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله ،
و الإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، و مهما علم فعلمه قاصر و حاجته إلى ربه أشد
من حاجته إلى الماء و الهواء ، و ذكر الله في النوازل عزاء للمسلم و رجاء
{ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }
[سورة الرعد :28] .
و لو تنبه المسلمون لهذا ، و التزموا الأوراد و الأذكار ، لما تجرأ بعد ذلك ساحر ،
و لا احتار مسحور ، و لا قلبت بركة ، و لا تكدر صفو ، و لا تنغص هناء .
عباد الله :
هناك من الناس من يذكرون الله ، و لكنهم لا يفقهون معنى الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة
عن استشعار جلال الله ، و قدره حق قدره ، و إن ذكر الله عز و جل ، كلام تقشعر منه جلود
الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ،
و ما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ،
و إلا فهل فكر أحد في كلمة
(( الله أكبر ))
التي هي رأس التكبير و عماده ، و هي أول ما كُلف به الرسول عليه الصلاة و السلام حين أمر بالإنذار
{ يـا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر }
[سورة المدثر:1-3] .
إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ،
أو هي أشد وقعا .
إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق و ناهب ؛ لترتجف يده ، و يهتز كيانه .
و كذا تدوي ، في أذن كل من يَهمُّ بإثم أو معصية ، ليقشعر و يرتدع ،
و ينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ،
أن هناك إلها أقوى منه ، و أكبر من حيلته و استخفافه و مكره ،
أخذه أقوى من أخذ البشر و مكرهم و خديعتهم .
فالله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
ألا فاتقوا الله أيها المسلمون ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، و اتق الله أيها المسلم الغافل ،
فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ، فلا تيأس من وجوده بذكر الله ،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون }
[سورة المنافقون:9] .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله حق حمده ، و الشكر له حق شكره . أحمده سبحانه و أشكره ،
و أتوب إليه و أستغفره. و أسأله العون على حسن عبادته و ذكره ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله
قام بحق ربه في سره و جهره ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى آخر دهره .
أمــا بــعــد :
فاتقوا الله معشر المسلمين ، و اعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل : ما بال ذكر الله سبحانه ،
مع خفته على اللسان و قلة التعب منه ،
صار أنفع و أفضل من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟
و الجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، و جعل لها أوقاتا محدودة ،
و لم يجعل لذكر الله مقدارا و لا وقتا ، و أمر بالإكثار منه بغير مقدار ،
لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛
لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( خذوا جُنتكم . قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟
قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا :
سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر .
فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات و معقبات و هن الباقيات الصالحات )
رواه الحاكم و صححه .
ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام ،
مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، و القلب خزانة مستحفظة للخواطر و الأسرار ،
و من شأن الصدر ، أن ينشرح بما فيه من ذكر ، و يتلذذ بإلقاءه على اللسان ،
و لا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه ،
متأولا قول الله عز و جل :
{ واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول
بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين }
[سورة الأعراف:205] .
فأما الذكر باللسان ، و القلب غافل ، فهو قليل الجدوى ،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه )
رواه الحاكم و الترمذي و حسنه .
و كذا حضور القلب في لحظة بالذكر ، و الذهول عنه لحظات كثيرة ، هو كذلك قليل الجدوى ؛
و لذا فإن رسول الله عليه الصلاة و السلام حذر من أن تنفض المجالس
دون أن يذكر الله عز و جل فيها بقوله :
( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه
إلا قاموا عن مثل جيفة حمار و كان لهم حسرة )
رواه أبو داود و الحاكم .
فهذا رسول الله عليه الصلاة و السلام يمقت مجالس الغافلين ، و ينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله ،
و أن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، و تنفض عن لغط طويل ، حول مطالب العيش ،
و شهوات الخلق ؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود ،
إنما يخلد ما اتصل بالله سبحانه و تعالى ،
و لذا فقد قال صلوات الله و سلامه عليه :
( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك :
سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك )
رواه الترمذي و ابن ماجة .
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً .
هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات