صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-17-2013, 06:53 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي أسماء الله الحسنى ( 02 - 02 )

الأخت / بنت الحرمين الشريفين


العقيدة الإسلامية


أسمـــــــــاء الله الحسنى
أسم الله الحفيظ
) الجزء الثاني )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بتاريخ: 2008-03-31
الدرس (074-100)
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن
وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى :
( الحفيظ ) :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيها الأخوة الكرام ، لازلنا مع اسم " الحفيظ " .
والحقيقة الدقيقة أن أكبر أسباب حفظ الله للمؤمن أن يكون
المؤمن مع الله .
كن مع الله ترَ الله معـك واترك الكل وحاذر طمعك
وإذا أعطاك من يمنـعه ثم من يعطي إذا ما منعـك
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن :
أيها الأخوة ، في القرآن الكريم معيتان :
معية عامة، ومعية خاصة .
الله عز وجل مع كل الخلق ، مع المؤمن ، ومع الكافر ، ومع
الملحد ، ومع الفاسق ، ومع الفاجر ، ومع الطائع .
الآن حفظ الشيء صيانته من التلف والضياع ، ويستعمل الحفظ
في العلم على معنى الضبط ، وعدم النسيان ، أو تعاهد الشيء
وقلة الغفلة عنه ، رجل حافظ ، وقوم حفاظ هم الذين رزقوا حفظ
ما سمعوا وقلّما ينسون شيئاً .
} وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ {
( سورة الحديد الآية : 4 )
أي معكم بعلمه، هذه معية عامة لكل الخلق، مع كل مخلوق، مع
كل كائن، مع كل شيء،لكن المعول عليه هو المعية الخاصة
فإذا قال الله عز وجل :
} وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ {
} إن الله مع الصادقين {
} أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{
هذه المعية الخاصة المعول عليها، أي أن الله مع المؤمن يحفظه،
أي أن الله مع المؤمن يوفقه، أي أن اللهمع المؤمن ينصره ، أي
أن الله مع المؤمن يؤيده ، فأحد أكبر خصائص الإيمان أن الله مع
المؤمن .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المعية الخاصة أحد أكبر أسباب حفظ الله عز وجل للمؤمن :
الحقيقة التي أُرددها كثيراً :
إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
إذا كان الله معك من يستطيع في الكون أن ينال منك ، وإذا كان
عليك فمن معك ؟
لو أنك تملك كل شيء فإن الله سبحانه وتعالى يلقي البغضاء في
قلوب الخلق .
أيها الأخوة ، المعول عليه المعية الخاصة ، لأن حفظ الله لك أحد
أكبر أسبابه المعية الخاصة ، إلا أن الحقيقة الدقيقة هي أن معية
الله الخاصة التي يعول عليها لها ثمن .
أن تطمع بعطاء كبير بلا ثمن ، من السذاجة ، الله عز وجل
لا يحابي خلقه أبداً هناك قواعد دقيقة ، فكلما كان المؤمن أكثر
وعياً يطبق هذه القواعد لينال هذه النتائج .
إذاً المعية الخاصة هي المعية المعول عليها في الحفظ ،
الله عز وجل يحفظك إذا كنت معه ، وإذا كنت معه كان معك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من اصطلح مع الله ألقى الله في قلبه الأمن و السعادة و الطمأنينة
أيها الأخوة ، أحد أكبر أسباب التوجيه إلى الدين ، ما الذي يربطك
بالدين ؟ لماذا أنت تقبل على رب العالمين ؟ لماذا تحرص على
طاعة الله ؟.
سؤال :
قد يقول قائل إن أفكار الدين هي التي تشدني إليه ، هذا الكلام
صحيح إلى حدٍّ ما ، أفكار الدين رائعة ، الدين قدم لك تفسيراً
عميقاً ، دقيقاً ، متناسقاً ، للكون والحياة والإنسان ، أعطاك
التفسير الجامع المانع ، أعطاك التفسير الذي لم يظهر في
المستقبل ما ينقضه ، فالمؤمن يتمتع بما يسمى بالأمن العقدي ،
هناك حقائق صارخة ، ودقيقة للكون والحياة والإنسان .
} فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {
( سورة طه )
} فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {
( سورة البقرة )
الدين قدم لك تفسيراً علمياً ، فلسفياً ، صحيحاً ، عميقاً ، دقيقاً
للحياة ، للكون للإنسان ، ولكن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله
لك ، معاملة الله لك المتميزة حينما تصطلح معه ، وحينما تنيب
إليه ، وحينما تقبل عليه ، وحينما تؤثر طاعته على كل شيء ،
المعاملة المتميزة التي تشدك للدين هي أهم ما في السلوك إلى الله
عز وجل ، تشعر أن الله معك ، تشعر أن الله يؤيدك ، تشعر أن الله
يحفظك ، أن الله يلهمك الصواب ، أن الله يلقي في قلبك الأمن ،
أن الله يلقي في قلبك السعادة ، كل هذه المشاعر ، وهذه
التوفيقات ، وهذه التكريمات بسبب صلحك مع الله .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-17-2013, 06:55 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

المعاملة المتميزة التي تشد الإنسان للدين هي أهم ما في السلوك
إلى الله عز وجل :
الحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلاً عن أنه قدم لك
تفسيراً عميقاً دقيقاً ، متناسقاً للكون ، والحياة ، والإنسان ،
أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك .
لذلك هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن
ربه :
( أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في
نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ
منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ
ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً )
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
لمجرد أن تتخذ قراراً بالصلح مع الله ، بالإقبال على الله ، بطاعة
الله ، بتقديم ما تملك في سبيل الله ترى معاملة تفوق حدّ الخيال .
لذلك هنيئاً لمن عرف الله ، هنيئاً لمن عامله ، هنيئاً لمن خطب
وده ، حفظ الله لك أحد نتائج الإقبال على الله ،
الله عز وجل حفيظ ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه ، من كل شيء
مؤلم ، من كل خطر .
} فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا {
( سورة الطور الآية : 48 )
هذه الآية فيما يبدو موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن
العلماء قالوا :
آية موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام هي في الحقيقية
موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه وإخلاصه واستقامته .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله مع الإنسان يحفظه و يسدد خطاه :
أيها الأخوة ، أنت متى تحافظ على استقامتك ؟
أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه ؟ حينما تصل من خلال
الدين إلى شيء ثمين ، الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين
ذاق طعم القرب ، ذاق طعم الحب ، ذاق طعم الإقبال على الله ، ذاق
طعم أن يكون الله معك ، هذه النتائج الباهرة التي يحصها الإنسان
هي التي تحمله على طاعة الله .
إنسان دُعي إلى طعام ، وجلس على الطاولة ، لكنه لم يأكل لسبب
أو لآخر، فإذا دُعي ثانية زهد في هذا الطعام ، لأنه ما أكله ، وما
ذاقه ، أما إذا ذاق الطعام النفيس الذي قُدم له ، إذا دُعي ثانية
يسارع إلى تلبية الدعوة .
فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية ، وحينما يصوم صياماً شكلياً،
وحينما يؤدي العبادات أداء شكلياً لأنه ليس مستقيماً على أمر الله،
يزهد في الدين ، لا يبالي أصلى أم لم يصلِ ، لا يبالي أأطاع الله
أم لم يطعه ، لأنه محجوب بالمعاصي ، محجوب بالعيوب ،
محجوب بالذنوب ، أما إذا أخلص الصدق مع الله ، أما إذا أطاع
الله ، أما إذا أقبل على الله يصل إلى نتائج ، عندئذٍ يحافظ عليها ،
يحافظ عليها فيحفظه الله ، لابدّ من أن تقدم شيئاً ، أن يتوهم
الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء ، من دون أن يقدم شيئاً ،
هذا سذاجة في الإنسان وغباء فيه ، لابد من أن تقدم شيئاً ، هذا
الذي تقدمه طاعة الله عز وجل .
} وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {
( سورة الأحزاب )
أنت متى تحافظ على ما أنت فيه ؟
إذا وصلت إلى شيء نفيس أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك ،
أن الله قريب منك ، أن الله يحفظك ، أن الله يؤيدك ، أن الله يسعدك
أن الله يسدد خطاك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بل أن يبقى فيها :
الآن أيها الأخوة ، كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد
كبير، لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أن تبقى فيها ، أناس
كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ، ثم لا
يتابعون سيرهم إلى الله ، عندئذٍ يتراجعون ، هذا الوضع الذي
يتكرر أحياناً يقبل ثم يدبر ، يتألق ثم يخبو ، يتحرك ثم يسكن ،
هذا الوضع لا يرضي الله عز وجل .
( أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ )
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك
عن عائشة أم المؤمنين ]
فلذلك دقق في هذه الكلمة :
ليست البطولة أن تصل إلى القمة ، البطولة أن تبقى فيها ،
أنت حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع ، أنت حينما
تحافظ على هذا التوثيق من أن ينقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا
التأييد من أن يلغى تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أسباب حفظ الله للإنسان هي طاعته والتوكل عليه والاستقامة
على أمره والإخلاص له :
أيها الأخوة ، نحن في عالم الدنيا إنسان أحياناً يصل إلى منصب
رفيع ، يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، حينما يصل إلى دخل كبير
يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، هذا شيء من طبيعة الإنسان ،
ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما
أنت فيه لأسباب أرضية ، بل لأسباب علوية ،
كيف ؟
إنسان معه أموال طائلة ، يضع الأقفال ، يوثق ، يسجل ، يقدم كل
سبب للحفاظ على هذا المال لكن إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ،
الله عز وجل يحبط له كل هذه المساعي ،
وكنت أقول دائماً :
الله عز وجل لا يجدي معه أن تكون معه ذكياً ، يؤتى الحذر من
مأمنه ، يحفظك لا بأسباب أرضية ، بل بأسباب علوية ، أنت حينما
تكون مستقيماً يحفظك ، أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب ولكن حفظ
الله عز وجل لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها ، لابدّ من أن تأخذ
بأسباب أرادها الله عز وجل أن تأخذ بها .
أنت حينما تستقيم ، حينما تتوكل ، حينما لا تسمح لدخلك أن يكون
فيه شبهة ، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة ، عندئذٍ تسعى للحفاظ
عليها لا بأسباب أرضية فقط ، بل بأسباب علوية هي طاعة الله ،
والتوكل عليه ، والاستقامة على أمره ، والإخلاص له .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
امتحان الله عز وجل للإنسان من أصعب الامتحانات :
أيها الأخوة، الله عز وجل يقول :
} وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {
( سورة المؤمنون )
يعني الله عز وجل يمتحن الإنسان، من أصعب الامتحانات، أحياناً
تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة ، يفتح له باباً غير
مشروع ، ضعيف النفس يقول :
ماذا أفعل ؟ أنا مضطر ، طرق كسب الحلال مغلقة ، في طريق
سهل للكسب الحرام ، هنا الامتحان الصعب ، فحينما ترى أن
الأبواب كلها موصدة أمامك ، و هناك باب واحد لا يرضي الله
مفتوح على مصراعيه اعلم أنك أمام امتحان صعب ، ينبغي أن
تنجح فيه ، كيف تنجح ؟
تقرأ قوله تعالى :
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
( سورة الطلاق )
والله أيها الأخوة ، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت،
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
كن عن همومك معرضا وكلِ الهموم إلى القضا
وابشر بخــير عاجل تنسى به ما قـد مضى
فلرب أمـر مسخــط لك في عواقبه رضــا
* * *
ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الـفضــا
الله يفــعل ما يشاء فلا تـــــــــكن معترضا
الله عودك الــجميل فقس على ما قــــــــد مضى
* * *
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-17-2013, 06:56 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال مغلقة باب الحرام مفتوح
يقول :
} مَعَاذَ اللَّهِ {
( سورة يوسف الآية: 23 )
} إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {
( سورة الحشر )
فحينما يعلم الله منه هذا الورع ، وهذا الحرص على طاعة الله ،
يفتح له الأبواب المشروعة على مصارعها ،أنا أقول أي إنسان
يعاني من ضائقة ، من ضائقة مادية ، من مشكلة صحية ، من
مشكلة اجتماعية ، من مشكلة في العمل ، من مشكلة في البيت ،
عليه بهذه الآية :
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قانون العناية الإلهية يحمي الإنسان من المشكلات و ينال رضوان
الله :
أيها الأخوة ، كل بلد له خصوصية ، كل مجتمع له خصوصية ،
الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط حقائق ، قد تكون غير
مشروعة ، أي بلد له خصوصية ، أو بتعبير آخر له تركيبة
خاصة ، فمن حركة الحياة تستنبط قواعد ، هذه القواعد إن فعلت
كذا ، إن لم تفعل كذا ، غضب الناس عليك ، وإذا غضب الناس
عليك أتعبوك ، هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة ،
وتتناقض مع منهج الله عز وجل .
الآن دققوا :
لما إنسان يواجه مشكلة فإذا أراد حلّها وفق القواعد المستنبطة
من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله ، قد يسقط ، أما إذا طبق
منهج الله ، ولم يعبأ بهذه القواعد هناك حكمة بالغة بالغة يخضعه
الله لقانون لا يعلمه ، هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجو
من هذه المشكلات ، وينال رضوان الله عز وجل .
أحياناً تجد إنساناً يقول يجب أن أفعل هذا حتى أنجو ، هذا الفعل لا
يرضي الله عز وجل ، فالذي لا يعبأ بمنهج الله ، يطبق القواعد
المستنبطة من حركة الحياة ، ظناً منه أنها تنجيه هي لا تنجيه ،
لكن حينما يصر على طاعة الله ، يصر على منهج الله ، أحياناً
طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا ، من أجل أن تنجو ، من أجل أن
تسلم ، من أجل أن يقوى مركزك ، وقد يكون هذا الفعل لا يرضي
الله ، فالمؤمن من حرصه على طاعة الله ، وحرصه على إرضائه،
لا ينفذ هذه القاعدة ، فيبدو أنه دمر نفسه ، لكن الله سبحانه
وتعالى يخضعه لقانون لا يعرفه هو قانون العناية الإلهية فيزداد
مركزه قوة .
فلذلك :
إن الله يمنعك من يزيد ، ولكن يزيد لا يمنعك من الل ه.
هذه حقيقة مهمة جداً .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه :
من هنا أقول مرة ثانية :
كن مع الله تـــــرى الله واترك الكل وحاذر طمعك
وإذا أعطاك من يمنعه ثـم من يعطي إذا ما منعك
* * *
الحقيقة التي لابدّ منها في موضوع الحفظ :
الله متى يحفظك ؟ ورد في بعض الأحاديث أنه :
( ما ترَك عبدٌ شيئًا لا يترُكُه إلَّا للَّهِ إلَّا عوَّضَه اللَّهُ منهُ ما هوَ خيرٌ
لهُ في دينِه ودنياهُ )
[ حديث حسن ]
هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون ، قانون .
تركت هذا المنصب لله ، تركت هذه الصفقة الكبيرة لأن فيها
شبهة ، تركت هذا المكسب الكبير لأنه فيه شبهة ، تركت هذا
العمل لأن الله لا يرضى عنه .
أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك ، الله " الحفيظ " متى
يحفظك ؟ حينما تدع شيئاً لله ، في صفقة كبيرة أرباحها طائلة ،
لكن البضاعة محرمة ، أو طريقة التعامل محرمة
فيقول المؤمن :
} مَعَاذَ اللَّهِ {
} إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {
يركلها بقدمه ، فالله عز وجل يكافئه على هذا الموقف البطولي
بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة .
أروي قصة :
هناك فلاح أُعطي عشرون دنم من أراضي إنسان أُخذت منه
غصباً بسبب أو بآخر ، هذا الفلاح له شيخ ، سعى إليه والفرحة
تملأ نفسه ، عاش كل عمره فقيراً الآن أصبح يملك عشرين دنم ،
أرض زراعية ، كاد يطير فرحاً ،
فشيخه قال :
يا بني هذا المال مغتصب ، ولا يجوز أن تأخذه ، كل هذا التألق ،
وهذا الفرح انطفأ ،
قال له :
هذا مال حرام لا تأخذه ، فلما رآه قد علته الكآبة ،
قال له :
يا بني اذهب لصاحب الأرض ، لعله يبيعها لك تقسيطاً ، افعل ،
حاول هذه المحاولة ، وذهب إليه ،
قال له :
أنا أُعطيت عشرين دنم من أرضك ، ولي شيخ قال لي :
إن أخذها حرام ، هل تبيعني إياها بالتقسيط ؟
قال له :
يا بني أنا أُخذ مني أربعمئة دنم ، ولم يأتِ أحد إلا أنت ، هذه هدية
لك .
مرة ثانية :
زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً من أجله ثم يضيعك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الله عز وجل هو الوحيد معك ومع أهلك في وقت واحد :
الآن أنت مسافر ، ماشي ، أهلك في بلد آخر ، في بلدك الأصلي ،
يا ترى أثناء غيابك في مشكلة ، في حادث ، في مرض شديد ،
في إنسان اعتدى عليهم ، ابنك بالطريق أصابه مكروه ، في قلق
دائم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام علمنا هذا الدعاء :
(( اللهم أنت الرفيق في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد ))
[ ورد في الأثر]
أي لا يوجد جهة بالكون هي معك ومع أهلك في وقت واحد .
ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان ، الدعاء المشهور الذي كان
النبي يدعو به :
( اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن
طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ
الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ،
واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى
من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ
همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا )
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم : 3502
خلاصة حكم المحدث : حسن
هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التولي و التخلي :
أيها الأخوة الكرام ، الآن لابدّ من حقيقة دقيقة :
أنه من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها ، أنت بين كلمتين ،
إما أن تقول أنا ، وإما أن تقول الله ، إن قلت أنا تخلى الله عنك
وإذا قلت الله تولاك ، أي أنت بين التولي والتخلي ، تقول أنا معي
اختصاص ، معي شهادة عليا ، أنا من أسرة فلانية ، أنا عندي
خبرات متراكمة ، أنا حجمي المالي كبير ، إذا قلت أنا تخلى الله
عنك ، فإذا قلت الله تولاك الله ، أنت بين التولي والتخلي .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الله حفيظ لا يخفى عليه شيء فبطولة الإنسان أن يصفي قلبه
من كل شيء لا يرضي الله :
آخر شيء أيها الأخوة ، من تطبيقات هذا الاسم أن الله حفيظ
بمعنى لا يخفى عليه شيء ، فالبطولة أن تصفي قلبك من كل
شيء لا يرضي الله .
ما منظر الله عز وجل ؟ قلب المؤمن ، طهر قلبك من كل حقد ،
من كل احتيال ، من كل كراهية .
الشيء الثاني :
الله حفيظ ، يحفظ عباده ، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالاً
تقرب به إلى الله ، احفظ من حولك ، أحفظ أولادك ، أحفظ دينهم ،
أحفظ عقيدتهم ، أحفظ عباداتهم ، أحفظ دراستهم ، احفظهم بكل ما
تملك حتى الله عز وجل يكرمك بحفظهم بعد موتك .
أيها الأخوة الكرام ، هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى
بحاجات الإنسان ، ألا تتمنى أن يحفظك الله ؟
( احفَظِ اللهَ يحفَظْك )
[ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
والحمد لله رب العالمين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات